"بنات أربيل أنشط"

“وردة”.. سيدة بغدادية تعلّم مئات الموصليات مهنة من ذهب (فيديو)

حي السماح (الموصل) 964

اسمها سناء، لكنهم ينادونها “وردة”.. سيدة بغدادية نقلت خبرة عقدين من الخياطة إلى أربيل والموصل، وهي اليوم تنهمك في أكبر حملة لتدريب الفتيات مجاناً على فنون المهنة، عبر دورات فيديوية أو حضورياً في معهدها بمنطقة حي السماح وسط الموصل، وسناء (45 عاماً) تعلمت الخياطة منذ عمر 14 سنة، ثم انتقلت إلى أربيل بعام 2014 وافتتحت معهداً لها وما يزال يقدم خدماته، إلى جانب الفرع الآخر في أم الربيعين، وتقول إن البنات في كردستان كنّ أكثر التزاماً بالحضور، بينما تفضل متدربات الموصل متابعة الدورات “أونلاين” بشكل أكبر.

سناء إسماعيل – صاحبة معهد خياطة، لشبكة 964:

عرفت باسم “وردة” في مهنتي وبدأت بالخياطة منذ أن كان عمري 14 سنة في بغداد، ثم انتقلت إلى أربيل قبل 10 سنوات، ومنذ ذلك الوقت أقدم دروساً عملية ونظرية منها بالمجان.

قبل عام انتقلت إلى الموصل ووجدت فيها بيئة مناسبة لعملي وكذلك بناء على طلب المتابعين عبر مواقع التواصل وقررت الاستقرار في أم الربيعين.

منذ عام بدأت أقدم دروس “الأونلاين” عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفي قناة “اليوتيوب” أقدم فيديوهات تعليمية، واليوم لدي 400 فتاة من نينوى وكافة محافظات العراق إضافة إلى فتيات من مصر والسعودية والمغرب وتونس.

أتحدث مع المتدربات عبر الكاميرا وهن معي يكتبن بالورقة والقلم، إلى جانب المتدربات الحاضرات بالمعهد، وبعد أن تسجل أقوم بنشرها على “اليوتيوب”، وقبل أن تأتي الطالبة للمعهد أقدم لها عدة فيديوهات تعليمية على أساسيات المهنة، لكي يكون لها اطلاع عام على طبيعة العمل قبل أن تبدأ بالتطبيق.

حالياً أقدم ورشة لـ 10 فتيات حضورياً داخل المعهد، وهناك ورشة مجانية أخرى سوف تبدأ بتاريخ 20 تشرين الأول والتسجيل مفتوح لغاية ذلك اليوم، ستكون مدتها شهر كامل لكن أي فتاة تتغيب يوماً واحداً سوف يتم استبدالها بفتاة أخرى.

عدد الفتيات حضورياً في ورش أربيل أكثر من الموصل، فالفتيات هنا يفضلن التعلم “الأونلاين”.

الذي دفعني لتقديم دورات مجانية، هو وجود نساء وفتيات يرغبن بالعمل، لكن ليس لديهن رأس المال أو أجور الورشة.

افتتحت هذه الدورات بناءً على اتصالات مكثفة وصلتني، فهناك أرامل ومطلقات أو حتى المتزوجات يرغبن بمساعدة أزواجهن في المعيشة، لذلك أقدم للنساء جهودي دون مقابل رغم أن ذلك يؤثر على رزقي، لكن ليس بمقدوري عدم تلبية طلب من تحتاج للتعلم، والمتدربة هي بدورها تشتري ماكنة وتبدأ عملها بعد أن تتخرج.

هناك فرص عمل كثيرة بمهنة الخياطة، وتأتيني طلبات عديدة من أصحاب المعامل لغرض تزويدهم بالمتدربات المتخرجات لدي، ومستعدة أن أوفر فرص عمل لكثير من الفتيات وفي أي محافظة لكن بشرط أن تكون متميزة بعملها، والمتدربة الهاوية تبدع أكثر من التي تأتي للتعلم بسبب الحاجة للمادة.

نعمل على خياطة الدشداشة، البنطال، السترة، الزي الهندي، العباءات، فساتين السهرة والزفاف، وأطمح أن يكون اسمي على مستوى العراق ككل.

نساء العراق بحاجة كبيرة إلى العمل بالوقت الحالي، لذلك اريد أن أرى لكل امرأة مهنة خاصة بها.