تل عبطة ( نينوى) 964
في مضايف شمر وبقية القبائل من سكان الصحراء العراقية.. لا ينسى الناس عادة “الشبة” وهي كلمة مأخوذة من إشعال النار (يشب) على رؤوس الجبال منذ أيام حاتم الطائي، ليهتدي بها الضائع والجائع ومن يبحث عن السمر، ومنذ ذلك الوقت صارت الشبة عادة راسخة في بعض مناطق العراق وشمال السعودية.. وفي هذه المشاهد من ديوان الشيخ راكان محمد الحلبوص وثقت كاميرا شبكة 964 واحدة من جلسات الشبة التي تُعقد مرتين.. نهاراً ومساءً.
وتبقى القصائد والأشعار جزءاً من جلسات رجال “تل العبطة”، حيث يتبادون القصائد من أبيات سلطان بن جلعود العنزي عن فنجان القهوة، إلى قصص الشعراء الذين جعلوا من القهوة مهراً للزواج، ورموز الكرم مثل دغيم الظلماوي صاحب “الوالمة” التي لم تُطفأ دلته يوماً طيلة 24 ساعة، وقصيدته المشهورة ” يا كليب شب النار يا كليب شبه”.. وفي روايات العرب عن الكرم يبرز عبدالله بن جعفر وقيس بن سعد وعرابة الأوسي الذي أعطى ما عنده حتى كاد يفقد بصره.
كاميرا 964 دخلت البيوت المهجورة.. تركوا الملاعق والألعاب والقبور ورحلوا
البعير العراقي قادر على مواجهة الجفاف.. البدو مستعدون لتجربة السعودية
راكان محمد الحلبوص – صاحب الشبة، لشبكة 964:
الشبة موروث شعبي متجذر في تاريخ العرب، وأول ظهور لها كان في زمن حاتم الطائي، حيث كان يوقد النار في منطقة حائل على جبال سمرة، ليصل ضوء النار إلى التائهين أو يكون علامة للناس البعيدة، وهذا الموروث يعكس أصالة إكرام العرب.
اليوم، ما زلنا نحافظ على هذا التقليد بالقهوة، ونقول “الشبة اليوم عند فلان”، وتُقام جلستان رئيسيتان، الصبح والعصر، لجمع الناس في مكان واحد.
يكون الحديث غالباً عن الطبيعة والأرض، لأن أغلب الناس سابقاً كانوا من الرعاة، كما يدور النقاش في المجالس حول المآثر وكرم العرب، ويُلقى الشعر والقصائد.
كان أهل المدينة يبعثون أبناءهم إلى البادية ليتعلموا ويصبحوا صلبين.
من مشاهير الكرم الذين كانوا يشبون النار دغيم الظلماوي من سنجارة من شمر، صاحب “الوالمة”، أي أن دلته كانت دائمة على النار على مدار 24 ساعة، حيث ولد عام 1256 هجري وتوفي في المدينة المنورة سنة 1324. وله قصيدة يقول فيها:
يا كليب شب النار يا كليب شبة
عليك شبة والحطب لك يجابي
وأنا علي يا كليب هيلة وحبة
وعليك تقليط الدلال العذابي
الوالمه يا كليب عجل بصبه
والرزق عند اللي ينشي السحابي
وإدغث لها يا كليب من جزل خبه
وشبة ليا منه هبا كل هابي
عبدالرحيم الشمري – نجل صاحب الشبة:
أنواع الفناجين ثلاثة، أولهما الهيف وهو للمعزب (صاحب القهوة) ليتذوق القهوة ويتحقق ما إذا كانت بحاجة إلى تعديل، و”الضيف” وهو الفنجان الثاني يُقدم للضيف، و”الكيف” هو فنجان اختياري حسب مزاج الشارب.
جبار سعران الجغيفي – حافظ وراوي:
من القصائد التي قيلت في القهوة أبيات لسلطان بن جلعود العنزي:
لاضاق صدري جبت للنار جثمور = وشبيت للي مثلكم حاضرينـا
قم سو فنجال من البن مقصور = وكثر بهار الهيل حتى يبينـا
وإن صار لك في نية الخير مقدور = وداعتك لا تترك الشبتينـا
شبت عقاب الظهر مع فجت النور = للضيف ولجيراننا اللازمينـا
مرن يبدل ربنا العسر بيسور = ومرن ندنق عن صديق يجينـا
ومرن يمربك الرجل تقل مجدور = من القل مانقوا على الطبختينـا
ومرن خروفٍ للمشاكيل مجزور = وصينيةٍ تنقل على محتريـنـا
وصيةٍ خذها إلى نفخة الصور = الشح ما يودع ضعيفٍ سمينـا
ومن القصص التي أحفظها عن القهوة:
كان هناك شاعر يريد الزواج من ابنة رجل، لكن والدها رفض، فطلب من الشاعر أن يعطيه فرسه كمهر للفتاة، فوافق الشاعر، إلا أن والدها اشترط عليه شرطاً آخر، وهو أن يأتي بالقهوة منذ زراعتها حتى تُقدم في الفنجان بكل مراحلها، فتعذر الشاعر عن ذلك، فقال له والد الفتاة: إذاً لا تذكر النساء في قصائدك لأنك دائماً تقول الغزل، ثم قال: أعطيك ابنتي بشرط ألا تقول بيت غزل، فقال الشاعر لكم (أي وافق على الشرط) وقال قصيدة بالقهوة وبعد ما أبدع في وصف القهوة وكاد أن ينهي قصيدته مرت به الفتاة التي يريد الزواج بها وعند النظر إليها غير وجهة القصيدة في وصفها ولجمال شعره نسي التحدي وكسب قومه الرهان.
يا مل قلبٍ كل ما التم الأشفاق
من العام الأول به دواكيك وخفوق
يجاهد جنودٍ في سواهيج الأطراق
ويكشف له أسرار كتمها بصندوق
ان عن له تذكار الأحباب مشتاق
باله وطاف بخاطره طاري الشوق
دنيت لي من غالي البن مالاق
بالكف ناقيها عن العزف منسوق
أحمس ثلاث يا نديمي على ساق
ريحه على جمر الغضى يفضح السوق
وياك والنيه وبالك والأحراق
واصحى تصير بحمسة البن مطفوق
أليا أصفر لونه ثم بشت بالأعراق
صفراً كما الياقوت يطرب له الموق
وعطت بريحٍ فاخرٍ فاضح فاق
ريحه كما العنبر بالأنفاس منشوق
الأبيات التي بدأ بها بالغزل وخسر التحدي:
يحتاج من خمر السكارى ليا فاق
طفلٍ يشف أشفـاه والعنـق مفهـوق
عبثٍ يميـل ابحبتـة مـنه ما مـاق
وهو يضاهي باهـي البـدر بشعـوق
في وجنتيه ليا غنـج بارقٍ حاق
عجلٍ رفيفه بالطهـا الغرق بطبـوق
سحرٍ كتب من حبر عينيـه بـالأوراق
خديه صاديـن ونونيـن مـن فـوق
كن العرق بخدودهـا حصه أرنـاق
نثر على صفحات بلورة الشوق
اليا تبسم شع واشرق بالآفاق
نورٍ يفوق البدر سحار منطوق
وبالعنق كن المسك والورس به راق
ما مشخصٍ في صدره الشاخ مدفوق
يمشى برفقٍ خايـفٍ مدمـج السـاق
يفصم حجولٍ هزة الثقل من فـوق
اليا صفت لك ساعـةٍ وانـت مشتـاق
فاقطف زهر مالاق والعمـر ملحـوق
فليا حضر ما قلت عنـدي فـالارزاق
بيـدي كريـمٍ كافـلٍ كــل مخـلـوق
هذا وصلوا عد ما ناض براق
أو ما شكى الفرقا شفيقٍ لمشفوق
على النبي الهاشمي باوراق
وآله وصحبه عد ما سيق مسيوق
عبدالله علي – أحد ضيوف المجلس:
هناك أنواع كثيرة للدلال لكن الناس تفضل ثلاثة أنواع، الدلة البغدادية (صناعة بغداد)، والدلة الحساوية (من الإحساء)، والدلة الرسلان (صناعة بلاد الشام).
البن كان يُجلب قديماً إما من ميناء البصرة أو من اليمن.
يُروى أن رجلاً مستطرقاً ذهب إلى ديرة لا يعرف فيها أحداً، فالتقاه رجل من أهلها ووقع خلاف بينهما، فقام المستطرق بذبحه، لجأ القاتل إلى أول بيت قابله وكان بيت شيخ القبيلة، تبعه أولاد عم المقتول ووجدوه عند الشيخ وقالوا: دخيلك، هذا قتل ولدك، فقال الشيخ: “خلاص، هو دخل البيت، خلوني أفكر”.
دخلت زوجة الشيخ وقالت: “هذا الذي قتل ولدنا، سبحان من سلّم رقبتك. لكن الشيخ قال: اذبحوه، فردّت زوجته: لا تذبحه لأنه دخيل، الولد مخلوف لكن السمعة ليست مخلوفة، ثم أنشدت:
الحمد للباري صـدوق المخايـل = اللي بلانا بالليالـي بـلى أيـوب
أدخل دخيل البيت لو كـان عايـل = لو هو لابني مهجة القلب مطلوب
ما يستوي لك يا رفيع الحمايـل = ذبحت دخيل البيت عيب وعذروب
أعتق رقبته يا ذعـار السلايـل = عفو ٍعن المحروج حق وماجوب
تكسب بها ناموس بيـن القبايـل = وما قدر المولى على العبد مكتوب
والصبر خطه عند الأجواد طايـل = والأجر عند الله مسجل ومحسوب
المزيد من قصصنا
فيديو: أنصار السوداني هتفوا أمام بيته وتوعدوا المسيئين
حين تنسى الحكومة مواطنيها
كاميرا 964 دخلت البيوت المهجورة.. تركوا الملاعق والألعاب والقبور ورحلوا
حفل مهيب بمشاركة عشائر كثيرة
فيديو: ضباط صلاح الدين تخرجوا والأمهات احتفلن برقصة الجوبي في يثرب
مشاهد من الشوارع والأزقة الدافئة
من شؤون مدينة الصدر: قطاع 19 بلا مختار منذ 6 أشهر رغم انتخاب سيد ستار
عشيرة الراشد تساهلت مع الفريجات
صلح في الفاو.. دهس امرأة انتهى بالتراضي وعفو عن المصاريف الأخرى
فيديو مصور من الدجيل
عشائر جنوب صلاح الدين تساند الدولة بحربها المفتوحة ضد الخارجين عن القانون
قبيلة الجُميلة في نينوى تشكل مجلساً عشائرياً لمواجهة الانقسام والتفرد
من طارمة لعذية
دين ودولة وزراعة وعشائر.. مجالس “أهل الحل والعقد” تجمع كلمة الإسحاقي
أمير البوحمدان أدار الجلسة
38 مليون تنهي خلاف عزة وتميم في كركوك خلال فصل عشائري بعد حادثة دهس
فاجعة وقرار بحضور النقابة
والدها سامح الأطباء بشرط.. شابة من ربيعة توفيت بعد عملية “زائدة”
على خلفية استعراضهم المسلح
غضب بالنجف بعد اعتقال شيخ الكلابيين.. أبناء العشيرة يلوحون بالتصعيد ويستنجدون بالصدر
حي السلام امتلأ بالمسلحين
فيديو: قاذفات النجف “استعرضت” وقعقع السلاح بعد مقتل أحد الكلابيين
عرض الجميع
تغطياتنا من الموصل
تحضيرات للمواجهة الأكبر
أول سباق.. فرسان ربيعة أقوى من الموصل والفارسات خطيرات!
القائد الجديد أعرب عن احترامه
خلاف علاء مجيد مع طيور دجلة.. بسعاد عيدان تطيّب خاطر المايسترو وحفلة الموصل نجحت
العراق يستعيد مكانه المتواضع ببطء
“النفط الأخضر”.. الموصل تقبل تحدي الأنبار في زراعة الفستق وتراهن بثقة
11 تشرين الأول المقبل
تعرفوا على نجوم تيدكس الموصل.. 9 قصص نجاح على مسرح الجامعة
جولة مع يوسف الخالدي
أصغر مرشحي نينوى: لن أكرر الوعود العامة ولذا أعد بتقديم الخدمات والوظائف
“بينت بول” تنتشر في العراق
مدى الإطلاقة 60 متراً.. ساحة معركة الموصل أكبر من الأنبار وبغداد تريد التحدي
تدريب 4 ساعات يتحدى الذكاء الاصطناعي
قلم بين أسنانك.. هكذا تبدأ طريقك إلى “ناشنال جيوغرافك”
بعد أكثر من 40 عاماً
الجفاف يكشف قرية زمار القديمة.. وأبناؤها زاروا أطلال منازل طفولتهم
إلغاء التصريح الأمني أبرز الطلبات
شاحنات الموصل تضرب الاثنين: ندفع نفس الرسوم أكثر من مرة ولا استجابة من الحكومة
لكن الخبير الزراعي يعترض
العراق يتغيّر مع المناخ.. غابة نخيل بين البيوت “ليس في البصرة” بل الموصل!
دعم الحكومة رفع الجودة
فوق الركبة وتحتها.. الموصل ترفع صناعة الأطراف الصناعية إلى 100 قطعة شهرياً
افتتاح مقتربات مجسر سنحاريب.. النتائج لمسها الموصليون فوراً (صور)
عرض الجميع