الأكثر حماساً لهذا اليوم

أرتال شمّر تجمعت من الصحراء ودخلت برايات العراق.. عثرنا على يومنا بعد عقود التيه

كورنيش أوبروي (لموصل) 964

الثالث من تشرين الأول 1932 ليس تاريخ ولادة العراق بالطبع.. بل هو اليوم الذي اعترف فيه العالم الحديث بالعراق دولةً وريثة لسلسلة طويلة من الدول ترجع إلى فجر التاريخ وانضمت بغداد إلى عصبة الأمم بتوقيع نوري باشا السعيد.. وعام 2020 قررت حكومة مصطفى الكاظمي اعتماد هذا اليوم وإعلان “اليوم الوطني العراقي” رسمياً، بعد أن كان في النظام السابق مقترناً بتسلم البعث للسلطة في 17 تموز 1968، وما لحق إلغاء هذا اليوم من جدل، وصولاً إلى مطالبات باعتماد يوم دخول القوات الأميركية إلى بغداد يوماً وطنياً.

مع هذا.. لا يحظى هذا التاريخ بإجماع عراقي تام، فما زال كثير من الشيوعيين وغيرهم يطالبون باعتبار 14 تموز -يوم سيطرة عبد الكريم قاسم على الحكم بعد مجزرة العائلة المالكة- يوماً وطنياً للعراق، فيما يطالب آخرون بأعياد أخرى ترتبط بمناسبات دينية أو بثورة العشرين وغيرها.

وتحتفل معظم دول العالم باليوم الوطني، ويتعلق بمناسبات مختلفة بالنسبة لكل دولة، كما في السعودية التي اختارت 23 أيلول 1932 وهو يوم توحيد المملكة أو إيران التي حددت ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في شباط 1979، أو تركيا مع ذكرى قيام الجمهورية 29 تشرين الأول 1923.

وتعتبر شعوب المنطقة، وخاصة الجوار الخليجي.. اليوم الوطني مناسبة جامعة وشعبية وليست مجرد عطلة رسمية، فيخرج الناس إلى الشوارع وتقام مواسم الحفلات كما في مهرجانات “فبراير” الكويت والسعودية وقطر.

وتثير عبارة “اليوم الوطني” حماسة الشبان العراقيين من القبائل العربية المشتركة بين العراق والسعودية وبقية دول الخليج، ومنذ العام 2022.. يخرج شباب قبيلة شمّر وغيرها باحتفالات قريبة مما يقيمه أبناء عمومتهم في الجوار الخليجي، ويبدو اختيار هذا اليوم ملائماً للكثيرين، فهو تاريخ اعتراف العالم الحديث بدولة العراق، بما تحمله المناسبة من حياد إلى حد كبير على عكس الأعياد الوطنية السابقة أو بعض الأعياد المقترحة.

وما زال العراقيون حديثو عهد بهذه المناسبة، ولم تتبلور تقاليد أو مهرجانات مرافقة لليوم الوطني، لكن شباب شمّر وبقية القبائل يستعدون أكثر من أي مجموعة أخرى، ويملؤون شوارع البلاد بأعلام العراق احتفالا.

وفي شارع كورنيش أوبروي على ضفاف نهر دجلة في الجانب الأيسر وسط الموصل، وصلت مئات السيارات قادمة من قرى شمّر وغيرها على أطراف الصحراء الغربية بين العراق وسوريا والسعودية والأردن.. وقضوا ليلة طويلة من العرضات الشمرية والأهازيج والدبكات الشعبية.

صور: شباب من الكويت وقطر يتجولون بسياراتهم على كورنيش الموصل

كورنيش “أوبروي” أول مضمار ركض في الموصل.. رياضة وتخفيف وزن على ضفاف دجلة (صور)

مالك أحمد – أحد منظمي الاحتفال، لشبكة 964:

في عام 2022 نظّمنا جولة احتفالية في منطقة الغابات وكورنيش أوبروي، ووقتها بدأ الناس يتساءلون عن طبيعة الفعالية، واليوم لا تجد موطئ قدم في شارع الكورنيش بسبب عدد المحتفلين.

علي الشمري – أحد منظمي الاحتفال، لشبكة 964:

في 2022 احتفلت مع أبناء قبيلتي وبعض الأصدقاء في الموصل، أما الآن فالأعداد أصبحت كبيرة ولا تُحصى.

فلاح سلمان – من قرية العوينات، لشبكة 964:

نحن من قرية العوينات واحتفلنا مع الأصدقاء، قَدمنا العرضة الشمرية التي كانت تؤدى في القتال والنزال، ونحن نحرص على إحيائها سنوياً في الموصل بمناسبة اليوم الوطني.

ضاري محسن – من أهالي ربيعة، لشبكة 964:

نحن من عائلة النملات من أبناء قبيلة شمر، قدمنا من ربيعة للمشاركة في احتفالات اليوم الوطني، فهذه المرة الأولى التي أشارك فيها، وقد رفعنا العلم العراقي وراية عشيرتنا.

صبار نافع – من أهالي ربيعة، لشبكة 964:

يتراوح عددنا ما بين 300 إلى 400 شخص قدِمنا من مناطق ربيعة والعوينات والجزيرة للاحتفال مع أهل الموصل.

Exit mobile version