خبرة سامراء.. الطول حاسم وتعلم السباحة يتعقد بعد سن العاشرة (فيديو)

سامراء (صلاح الدين) 964

عاش العراقيون على مقربة من الأنهار منذ القدم، وكانت ملجأهم الوحيد من حرارة الصيف اللاهبة، لكن أجيالاً جديدة بدأت تفقد صلتها بالنهر تدريجياً حتى نسيت أساسيات السباحة وما عادت مدن الضفاف تشتهر بسباحيها المحترفين كما في السابق، بل أن إحصاءات الغرقى تتصاعد مع كل موسم قيظ، وسامراء إحدى تلك المدن التي تنظم اليوم دورات تدريبية مكثفة للأطفال بهدف تعليم أساسيات السباحة، ليس كنشاط ترفيهي فقط، بل كمهارة ورياضة ولتجنب مخاطر الغرق أيضاً. ويقول أحمد خالد، وهو مدرب سباحة محترف، إن عملهم يقتصر على التكنيك الأساسي للحركة في المياه، مثل الطفو والعوم والغطس البسيط والإنسيابية، أما تطويرها الى درجة الاحتراف فتعتمد على عوامل عديد، منها الاستمرارية ومواصفات الجسد ودرجة مرونته، أما عن فترة اكتساب المهارة فيقول المدرب أحمد هلال إن الصغار يتعلمون بشكل أسرع وقد يتقنون الضروري من المهارات خلال أسبوع أو 10 أيام، على عكس المراهقين والشباب الأكبر سناً حيث تتطلب فترة تعليمهم قرابة شهر أحياناً.

أحمد خالد – مدرب سباحة، لشبكة 964:

لا توجد فترة محددة لكي يتعلم الإنسان السباحة خلالها، فكل إنسان يختلف عن الآخر بسبب الفروقات الفردية أو العامل الوراثي ووضع الجسد في الماء، وهذه العوامل تؤثر بشكل كبير على تعلم المراحل الأولية كالإنسيابية والطفو، ثم تبدأ المراحل الأولمبية والتي تحتاج الى مواصفات معينة مثل طول الذراع ومرونة الجسم وغيرها.

يجب أن تدخل السباحة في المنهاج التربوي لمادة الرياضة في المراحل الابتدائية، لكي يتقن التلاميذ الأساسيات وطرق الإنقاذ بشكل صحيح، لأن حوادث الغرق ازدادت كثيراً في الآونة الأخيرة.

كنا سابقاً نتعلم السباحة في النهر مباشرة، ولكن هناك فرق كبير حين ندرسها كرياضة ومهارة من خلال المناهج العلمية، فمثلا هناك الكثير من الشباب يمارسون السباحة دون عملية إحماء ولا توفير معدات السلامة.

أنا مدرس تربية رياضية، وخلال الدرس أحاول تعليم التلاميذ الأساسيات وطرق الإنقاذ وبعض التعليمات الضرورية للتوعية، وخلال الصيف أفتتح دورات تدريبية لتسجيل الراغبين بتعلم السباحة هنا.

أحمد هلال – مدرب:

تعليم السباحة يعتمد على الفئة العمرية، من 8 سنوات يحتاج 10 – 15 يوماً، أما الأعمار الأكبر سناً من 15 سنة فما فوق فتحتاج بين 15 – 20 يوماً.

خلال فترة التدريب هذه لا يمكن لي ولا لغيري أن يصنع سباحاً أولمبياً، فالدورة الأولمبية قد تستغرق 5 أشهر أحياناً.

أعداد الغرقى تزداد سنوياً، وعلى مستوى سامراء هناك 8 – 10 حالات غرق في كل موسم، ولكن نحاول أن نفتتح دورات تدريبية وهذه هي دورتنا الثالثة.

لا ننصح المبتدئين بالسباحة في النهر مباشرة، لأن مياهه جارية وصعبة، والأفضل أن يتم التعلم والتدريب في المسبح أولاً، ثم ممارسة السباحة في دجلة مباشرة، إن كان يرغب بذلك.

عمران شاكر – متدرب:

عمري 12 سنة، وهذه تجربتي الأولى في دورات السباحة، والمدربين جيدين جداً، وأنصح الجميع بتعلم السباحة.

خلال يومين تعلمت القفز والطفو وأتمنى الاستمرار في هذه الدورة لأنني تعلمت بشكل سريع.