إيران جاهزة للمساندة

فصائل العراق لم تتدخل في سوريا لتحرم إسرائيل من ذريعة للتدخل – كتائب سيد الشهداء

964

فسرت كتائب سيد الشهداء قرار الفصائل العراقية بعدم الاشتراك عسكرياً الى جانب الحكومة السورية في المعارك الجارية غرب سوريا، بعدم رغبتها في منح إسرائيل ذريعة للتدخل، موضحة أن إيران لم تتخلَ عن سوريا لكنها فسحت المجال أمام الجيش السوري لحسم المعركة وأنها تعتبر نفسها قوة احتياط، رغم كون ما يجري هو “ضربة لمحور المقاومة”.

كاظم الفرطوسي، المتحدث باسم كتائب سيد الشهداء، في حوار مع الإعلامية بتول الحسن، تابعته شبكة 964:

أعتقد أن المؤتمر الموسع الذي دعت له بغداد سيكون فيه الحل، فالجانب السياسي مهم في الأزمة السورية، والمسألة لا تتعلق فقط بالجانبين الأمني والعسكري.

ما يحدث في سوريا ليس بسبب قوة الجهات المهاجمة وأنها قوة لا تجابه، بل هناك انهيار وربما هناك اتفاق مسبق مع بعض القادة، لأن الكثير من قوات الصد انسحبت وتركت أسلحتها بتنسيق أو بدونه، وهذه حقيقة لا نريد التغاضي عنها.

نحن أمام قندهار جديدة، وهذا ما يؤرق العراق ولبنان، ويفترض أن يؤرق تركيا، لكنها دخلت في لعبة سرعان ما ستنقلب عليها، فهؤلاء الإرهابيين مدعومين من أمريكا وإسرائيل، والجولاني بدأ بالحديث باسمه الصريح لأنه يريد أن يكون قائداً عسكرياً وسياسياً، رغم تصنيفه إرهابياً من قبل واشنطن.

الجولاني اجتمع بالأمريكان وكان هناك حديث حول رفع اسمه من قوائم الإرهاب تمهيداً للقيام بحركته المسلحة الآن.

ليس صدفة أن يتحرك هؤلاء بعد اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وهنا أستحضر كلام السيد الحوثي الذي قال إن بيت المقدس هو أطهر بقعة في الشام، ولذا فتحرير الشام هو مقدمة لتحرير بيت المقدس، فإسرائيل كانت تعالج الإرهابيين في مستشفياتها وتزودهم الآن بأجهزة الاتصالات والتشويش.

لو تحرك هؤلاء لنصرة فلسطين ولبنان لما كان وضعهما كما هو الحال الآن، خاصة وأن إسرائيل تحتل الجولان، لكن السيناريو المطروح اليوم هو تقسيم سوريا إلى ثلاث أو أربع دويلات، كما كان الوضع أيام الانتداب الفرنسي.

هناك جماعات وخلايا إرهابية نائمة قد تتحرك في سوريا، وقد تتعرض للسجون الكبيرة، مما يشكل تهديداً للعراق، لكن هذا التهديد ليس كبيراً وليس مخيفاً، فوضع البلاد اليوم ليس كما كان عام 2014، ووضع المؤسسة العسكرية والحشد الشعبي هو الأفضل والأكثر خبرة في معالجة هذه التنظيمات.

هناك خطر من أن لا يفهم البعض الدرس ويتحول إلى حواضن لهذه الجماعات للمطالبة بإقليم جديد غرب العراق، وهناك أطراف سياسية عراقية ذهب إلى الولايات المتحدة أمام مرأى ومسمع الحكومة العراقية، ويقال إن صهر ترامب يتبنى فكرة الإقليم الجديد في العراق.

الجماعات الإرهابية لا تشكل تهديداً كبيراً للعراق من الناحية الأمنية، لكن الفواعل السياسية لا تملك أي تحصينات ضد المشاريع الجديد في المنطقة.

الجماعات الإرهابية كانت تجري اجتماعات مع المخابرات الأمريكية منذ ثلاثة أشهر، وهناك تنسيق لنقل بعض مقاتليها إلى جبهة أوكرانيا، مقابل إرسال مدربين أوكرانيين لتدريبهم على استخدام المسيرات.

هناك خطر من توجه هذه الجماعات إلى لبنان إذا ما تمكنت من السيطرة على حمص، فالشمال اللبناني يشبه كثيراً المناطق السورية المحاذية له من حيث البيئة والرتكيبة الاجتماعية.

عدم مشاركتنا العسكرية في سوريا متعلقة بالظروف الراهنة، فتدخلنا هناك قد يعطي المبرر لإسرائيل بالتدخل العسكري أيضاً، وهذه القراءة هي الأقرب للواقع، مع أن الحراك في سوريا ضربة لمحور المقاومة، لكن نعتقد أن الرئيس الأسد سينهي هذا المف خلال اليومين المقبلين عبر الحوارات مع بعض الدول الخليجية المتورطة.

إيران لم تتخلى عن سوريا، وتعتبر نفسها قوة احتياط، وتركت الأمر للرئيس الأسد والجيش السوري، وتدخلها الآن مرهون بظروفها الحالية.