فيديو: ملك آشور يساعد أربيل على الحل.. سد بستورة اكتمل برسالة مسمارية

964

يبدو سداً صغيراً على جدول فرعي منحدر من نهر الزاب المار شمالي أربيل، لكن المعنيين يعيرون اهتماماً كبيراً بالمشروع الذي افتتح مطلع الأسبوع في منطقة بستورة بين شقلاوة وعاصمة إقليم كردستان، معولين على مساهمته في سد النقص الشديد في مياه الشرب والري الذي ضرب هذه المنطقة مؤخراً، كما أنه جاء موازياً لاهتمام المؤسسات الثقافية والآثارية بمشروع قديم للملك الآشوري سنحاريب، الذي نقل الماء من تلك القناة إلى قلعة أربيل القديمة قبل نحو 3 آلاف عام، ولا يزال ذلك من الأسرار الهندسية، وقد افتتح السد بحضور رئيس وزراء الإقليم مسرور بارزاني، ومحافظ أربيل أوميد خوشناو ورجل الأعمال باز برزنجي الذي تكفل بإنشائه وتبرع بكلفته، ثم وضعوا على واجهته لوحاً أثرياً نقش بالرموز المسمارية، على لسان الملك سنحاريب، الذي قام بإيصال المياه بطريقته قبل آلاف السنين.

أربيل مازالت حائرة.. كيف نقل ملوك آشور المياه من الزاب إلى القلعة؟

التفاصيل:

تم الانتهاء من سد منطقة بستورة، الذي يفترض أن يساعد أربيل في حل مشكلة شح المياه، كما سيكون له فوائد كبيرة في إنعاش الثروة السمكية وإنشاء منطقة سياحية مهمة.

يقع السد في نفس الموقع الذي أنشأ فيه سنحاريب ملك آشور مشروع ري أربيل قبل 2800 عام.

عندما أكمل سنحاريب مشروع الري، شرح الحكاية على لوح بالخط المسماري، وقد وضعت صورة من النص الآشوري عند مدخل المشروع اليوم إلى جانب رسالة باللغة الكردية، تقول “للأجيال القادمة.. نحن بنيناه، وعليكم الحفاظ عليه”.

ألقى مسرور بارزاني رئيس حكومة الإقليم كلمة بالقرب من السد قائلاً: “أنا سعيد لرؤية مشروع وضعنا حجر أساسه قبل عام، ومن دواعي السرور أن هذا المشروع قد اكتمل خلال عام واحد”.

تم بناء هذا السد من قبل رجل الأعمال باز البرزنجي، وقد توجه رئيس الحكومة إليه في خطابه قائلاً: “من الواجب أن أشكر الشيخ باز، الذي تولى مسؤولية بنائه”.

سد بستورة يبلغ ارتفاعه 30 متراً وعرضه 180 متراً، ويصل طوله إلى 630 متراً. كما يمكنه احتواء 20 مليون متر مكعب من المياه، وتبلغ مساحة تجميع مياه الأمطار فيه 108 كيلومتر مربع.

باز برزنجي رئيس مؤسسة “الشيخ باز برزنجي” الخيرية:

يقول الكرد “الماء والعمران”، وهذا السد أساس مهم لمزيد من العمران.

هذا المشروع استراتيجي ومهم للغاية لإبعاد خطر الفيضانات عن قرى ومدن وبلدات هذه المنطقة.

يحمل هذا المشروع معنى ودلالة تاريخية مهمة.
منذ 700 عام قبل الميلاد، تم نقل مياه بستورة إلى أربيل عبر قناة سنحاريب المائية.

وقد تم تسجيل ذلك بالخط المسماري على هذه الألواح.

لذلك، فإن سد وادي بستورة لا يلبي احتياجاتنا الأساسية فحسب، بل يطمئن الأجيال القادمة أيضًا بأنهم سيحصلون على هذه الثروة المهمة.

آمل أن تصبح هذه البحيرة أيضًا رمزًا لربط أهداف التنمية والتزامنا جميعًا بحماية الطبيعة والبيئة.

هذا المشروع جزء من التزامي المستمر لخدمة وطننا الحبيب.