ليس وافداً بدليل الأرقام والتاريخ

حنين لأيام المالكي في أول يوم غطس.. جاموس كربلاء أفضل من الأهوار علمياً!

طويريج (كربلاء) 964

هذا أول يوم تنزل فيه جواميس حيدر الكريطي إلى مياه “أبو روية” منذ تموز الماضي، وقد وثقتها كاميرا شبكة 964 تمرح وتلهو، بينما يتحدث المربي إلى الكاميرا عن ما حصل خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، منذ أن كان يمتلك 50 جاموسة وحتى تقلصت اليوم إلى نحو عشرين.

وقريباً من مدينة طويريج.. عند ناحية الجدول الغربي يبدأ مربي الجواميس حيدر الكريطي حديثه إلى كاميرا شبكة 964 باستذكار “زمن المالكي” وينهيه بانتقاد “زمن السوداني” ويعتقد المربي أن أوضاع الجاموس كانت أفضل في تلك الحقبة بسبب الدعم في الأعلاف والسماد، ولا يكترث الكريطي للفروقات بين مرحلة الوفرة المالية والمائية التي انتهت تقريباً، وبين سنين القحط وانهيار النفط التي نعيشها، وكل ما يسعى إليه هو أن تعيش جاموساته المتبقية، وتشفى جاموسته التي أصيبت بالعمى قبل أسابيع!

ويشدد الكريطي على أن الجاموس ليس وافداً جديداً إلى كربلاء من الجنوب، ويقول إن الجاموس الفراتي الكربلائي قديم بقدم أجداده الخمسة على الأقل وصولاً إلى 300 عام، كما يقارن بين الجاموسة الفراتية و”الهورية” نسبة إلى أهوار الجنوب، ويؤكد أن الأولى تتفوق في الشكل وكمية الحليب ودسومته وكذلك في السعر.

يقول وكيل رئيس قسم الثروة الحيوانية في زراعة كربلاء حسين علي نوري إن أعداد جاموس كربلاء وصلت إلى 24 ألف رأس قبل عامين، لكن العدد انخفض إلى 19 ألفاً بينها 16 ألفاً في ناحية الجدول الغربي.

مسؤول التلقيح في المستشفى البيطري أمين حنون حسن يؤكد معلومات المربي الكريطي، ويشير إلى أن الجواميس في العراق تنقسم بالفعل إلى صنفين، الأول هو جاموس الأهوار ويُعرف علمياً باسم Bubalus carabnesis، ويتميز بقلة إنتاجه للحليب بسبب طبيعة تغذيته على القصب والبردي (5-7 لتر يومياً)، أما الثاني فهو جاموس الأنهار ويُعرف باسم Bubalis bubalus، ويتميز بكبر حجمه ويُعرف محلياً بـ”البرشة”، وينتج حليباً عالي الدسم لأنه يتغذى على الأعلاف وبكمية تصل إلى 10 لترات يومياً.

ومن حيث الشكل.. تتميز الجاموسة الفراتية برأس أبيض اللون، وعيون زرقاء غالباً، وتكون صمّاء، وأقل ارتفاعاً من جاموسة الأهوار لكنها ممتلئة الجسم وسمينة الأرجل، مقارنة بجاموسة الأهوار التي تتميز بطول القامة وضعف الأرجل.

ويقول الكريطي إن نهاراً واحداً (12 ساعة) بلا ماء للغطس كافية لقتل الجاموسة أو إصابتها بالعم.

وعن كيفية نجاة هذه الجواميس خلال الشهور الصعبة الماضية.. يقول الكريطي إنه وأفراد عائلته في منطقة “أبو روية” كانوا يتناوبون طيلة النهار على رش الماء باستخدام “الخرطوم” في عملية منهكة وبالغة التعقيد!

وخلال المحادثة السريعة.. حاول مراسل شبكة 964 سبر الحلول الممكنة، ومنها حفر الآبار وملء بحيرات صناعية، لكن الكريطي قال إنه جرب ذلك أيضاً، واكتشف أن الجواميس تضررت بسبب ملوحة مياه الآبار، فأقلع عن الفكرة.

مع ذلك.. يؤكد حسين علي نوري إن الحكومة ملتفتة إلى ما يجري، وهي تعمل بشكل مشترك مع المنظمات الدولية ومنها “فاو” لدعم مربي الجاموس مثل توزيع بذور الذرة العلفية بسعر مدعوم هو 375 ألف دينار.

وإلى جانب ذلك.. تتوزع مراكز تصنيع الحليب المدعومة من الحكومة بواقع مركزين في قضاء الجدول الغربي (قرية طنوبة وقرية العامرية)، وواحد في قضاء الحسينية، واثنان في ناحية الخيرات، وواحد في قضاء الهندية.