شبكة 964 على الحدود الشرقية

إيران احترمتنا واستقبلت الجواميس.. قاسم يعدد أجداده السبعة وينتظر

المشرح (ميسان) 964

في منتصف المسافة بين العمارة وحدود إيران تقع مدينة المشرح وحولها هور وأنهار تلاشت تدريجياً، ويتذكر قاسم جبار أيام اللجوء بعد انتفاضة 1991 حين اصطحب قطيع الجاموس ودخل إيران القريبة، ويقول إنه عاش أياماً جيدة في الدولة المضيفة، لكن حياته اليوم “مذلة” مع الجفاف وغياب الدعم، فهو يضطر إلى شراء المياه ونقله على 4 دفعات يومياً بنحو 20 ألف دينار، ليروي قطيع الجاموس الذي تقلص من 45 رأساً إلى نصف العدد.

قاسم جبّار خاطب كاميرا شبكة 964 وهو يعدد أسماء أجداده التسعة الذين توارثوا تربية الجاموس، فهي مهنتهم الوحيدة، وهو يقف اليوم في هور السودة بانتظار أي فكرة لإنقاذ ما تبقى.

وبعد جفاف الأهوار تدريجياً عام 2020، تزايدت معاناة مربّي الجاموس، حتى بات عاما 2024 و2025 من أقسى الأعوام، إذ فقدت الأهوار الشرقية كامل مخزونها المائي، لتتحول إلى أراض جرداء الأمر الذي دفع عدداً من مربّي المواشي إلى بيع ما يملكون والانتقال للعيش داخل مراكز المدن، بينما صمد آخرون بعد بيع جزء من مواشيهم لتوفير المياه لما تبقى، سواء من خلال الحوضيات أو بشرائه بشكل مباشر من محطات التصفية، التي تبعد عن منازلهم نحو 20 كيلومتراً، باتجاه مناطق هور السودة والعظيم والجكة التي جفت بالكامل.

"أم المعارك" هو الحل بعد اختفاء 15 ألف جاموسة في كرمة بني سعيد

يا رزاق.. نهر المشخاب فاض والجاموس يستعرض مختالاً وسبح ...

يا رزاق.. نهر المشخاب فاض والجاموس يستعرض مختالاً وسبح مع الصبيان (فيديو)

ماذا إذا غذينا الجاموس على الطحالب؟.. فكرة تنتشر بين أه...

ماذا إذا غذينا الجاموس على الطحالب؟.. فكرة تنتشر بين أهل الأهوار!

شاهد جواميس العراق تموت في الطرقات والنجف حائرة: وباء ب...

شاهد جواميس العراق تموت في الطرقات والنجف حائرة: وباء بالعلف؟

قاسم جبار – مربّي جاموس، لشبكة 964:

عملي في تربية الجاموس موروث من الأجداد، توارثناه منذ الجد السابع وحتى اليوم، وجميعنا تعلم هذه المهنة التي كانت مصدر الرزق الوحيد لنا.

هاجرت إلى إيران عام 1991 بعد الانتفاضة الشعبانية، واصطحبت الجاموس معي، وكانت مصدر العمل والمعيشة لي ولأسرتي خلال فترة اللجوء، حيث كانت أحوالنا جيدة بفضل تربية الجاموس.

بعد العودة إلى العراق وفي ظل موجات الجفاف، شعرت بذل كبير بسبب فقدان الأهوار للمياه، حيث كنت أمتلك 45 رأساً من الجاموس وقد نفق نصفها، وما تبقى منها يعيش اليوم بصعوبة، نتيجة انعدام المياه بشكل كامل في الأهوار.

منزلي يقع بين النهر وهور السودة، وكلاهما جف تماماً، لذا نضطر اليوم إلى شراء المياه من مركز ناحية المشرح الذي يبعد 20 كيلومتراً عن منزلي.

أشتري في اليوم الواحد 4 خزانات ماء، سعة 500 لتر لكل خزان، فقط لأروي عطش الجاموس، لأنه يستهلك كميات كبيرة من المياه، وهذه مأساة حقيقية بالنسبة لمربّي الجاموس.