نتذكر حميد السحار ومجيد أبو ثابت

طويلات بعقوبة والممتلئات والرشيقات.. مقاسات خاصة تضمن استمرار الخياطة

بعقوبة (ديالى) 964

الشارع المجاور لحسينية عبد الكريم المدني وسط بعقوبة القديمة بقي مخصصاً لأسطوات تصليح مكائن الخياطة، ولم ينجح أهل بقية المهن بالتوغل فيه، ورغم اعتقاد كثيرين بأن مهنة الخياطة تراجعت، لكن خبراء التصليح يقولون إن عمل الخياطات مستمر وإن شهد تراجعاً، وذلك اعتماداً على المقاسات الخاصة للنساء، فالبضائع الجاهزة لا توفر ما تحتاجه السيدات الطويلات أو متناهيات الرشاقة أو مفرطات الامتلاء، وليس أمامهن حل إلا التفصيل، أما القصيرات فبإمكانهن شراء ملابس أكبر قليلاً وتقليصها لدى الخياطين المبتدئين الذين ينتشرون عادةً أمام متاجر الألبسة، وظهرت كثير من الشركات التي تنتج ملابس رجالية جاهزة للمقاسات الخاصة، لكن الأمر مازال على نحو محدود بالنسبة للنساء، ويتحدث عباس الزهيري لشبكة 964 عن تأسيس شارع صيانة المكائن والتلفزيونات في السبعينات، من أيام حميد السحار ومجيد أبو ثابت، ويقارن بين مكائن اليابان التي مازالت تُصنع وتتميز بالمتانة وطول العمر، وقبل كل شيء الهدوء، فهي لا تصدر أصواتاً مثل ضجيج وأعطال منتجات الصين.

تلميذ حجي صاحب الكربلائي.. مَن لا يعرف

تلميذ حجي صاحب الكربلائي.. مَن لا يعرف "علي أبو المكاين" في باب السلالمة؟

عباس الزهيري – مصلح مكائن خياطة، لشبكة 964:

يعرف أهل بعقوبة هذا الشارع منذ السبعينات وهو مخصص لمصلحي التلفزيونات والمسجلات ومكائن الخياطة وكذلك الحدادين.

لا يصلح هذا الشارع للمهن الأخرى، وحاول كثيرون لكنهم فشلوا وبقي الشارع مخصصاً لمهن الصيانة.

أول من عمل في هذا الشارع كمصلح من أهالي بعقوبة هما حميد السحار ومجيد أبو ثابت.

انخفضت رغبة الناس بالخياطة بنسبة 50‎%‎ بعد عام 2003، بسبب وجود الألبسة الجاهزة في السوق بشكل كبير وأسعارها مناسبة للجميع، وهذا الأمر انعكس على تصليح المكائن.

مازالت الخياطة ضرورية بالنسبة للمقاسات الخاصة، وكثير من خياطات المنازل هنّ زبوناتنا لتصليح المكائن، ويعملن على خياطة ملابس النساء بالمقاسات المحيّرة الكبيرة جداً أو الصغيرة جداً، أو الطويلة جداً.

أنواع المكائن في السبعينات كانت الفراشة وأيضاً السنگر، أما الثمانينيات فدخلت Brother يابانية الصنع، والتي كانت فيها مميزات إعداد النقشات والتعرجات وغيرها من خياطة منتظمة، وبعد التسعينيات دخلت مكائن الصين التي أغرقت الأسواق وكان من أسوأ المنتجات، وأعطالها كثيرة وحتى معدنها رديء.

ماكنة الفراشة كانت فقط خياطة أما اليوم فالمكائن فيها نقشات وتركيب أزرار و”أوفر” ومتعرج وغيرها من المميزات فالمكائن اليابانية كانت مضبوطة وحتى الصينية من فئة الدرجة الأولى، إلا أن التجار يستوردون بضائع سيئة بسبب الرخص.

أغلب المكائن اليوم في السوق صينية بسبب رخص الأسعار التي تبدأ من 250 ألف دينار، أما المكائن اليابانية فتصل إلى 2000 دولار.

أبرز عطلات المكائن بشكل عام هو أنها تكسر الإبر أو ينحرف انتظام خياطتها، لكن المكائن اليابانية أعطالها قليلة وعمرها أطول بالإضافة إلى المتانة والصوت الهادئ.

الأدوات الاحتياطية جميعها صينية، حتى تصليح المكائن اليابانية بقطع غيار صينية، فمثلاً الجوزة الياباني ب 75 دولاراً أما الصينية فلا تتجاوز 10 آلاف، وقيمة التصليح على نوع العطل ويضاف له أجور يد المصلح ولا تتجاوز 15 أو 20 ألفاً.

ماكنة الفراشة نزلت في السبعينيات وكان سعرها تقريباً 40 ديناراً وفي التسعينيات وصل سعرها إلى 15 ألفاً، وبعد عام 2003 بدأت الموديلات الجديدة تغزو الأسواق والأسعار وصلت إلى 400 ألف دينار بحسب النوعية.

المكائن الحديثة فيها مواصفات كثيرة منها انخفاض الصوت والتحكم بالسرعة، وانخفاض حاجته للكهرباء، والتزيت المركزي.

العطلات الخاصة بالمكائن القديمة كانت في المجمل بالمحرك (الماطور) أو انقطاع الحزام الموصل “القايش” أو الحاجة إلى تنظيم “عيار” الماكنة، وكانت أسعار التصليح حينها لا تتجاوز 5 دنانير.

عطلات المكائن الحديثة أغلبها تنظيم جوزة أو تعطل الكارت الكهربائي، وأسعار تنظيم الجوزة تصل إلى 15 ألف دينار، وتبديل الكارت يصل إلى 45 ألف دينار.

أغلب أصحاب المشاريع يفضلون الماكنة الصناعية كونها تتيح التحكم بالتيار والسرعة، وفيها أكثر من ميزة منها الخياطة والتطريز وتنفيذ النقشات.

المكائن الحديثة أنواع منها ال Brother صناعته مستمرة بنحو 400 ألف دينار، والجاكي والجيمسي والبروسيز وتتراوح أسعارها بين 450 إلى 500 ألف دينار.