بعد صور "هاشم" المثيرة
خبراء يكشفون حقيقة تجفيف الحويزة: لا أثر للمؤامرة.. السدة مصممة لتمرير المياه
بغداد – 964
رد خبيران ومسؤول حكومي على ما أثاره ناشط في مجال المياه، ادّعى أن “مشروعاً ” غامضاً تسبب بتجفيف هور الحويزة، جنوب شرقي ميسان، مشيرين إلى أن السلطات الأمنية تنشئ ساتراً ترابياً على الحافة الشرقية للهور، لأغراض تتعلق بضبط الحدود.
ونشر الناشط والمدوّن مصطفى هاشم، الأحد الماضي، صوراً قال إنها “تكشف السبب الحقيقي” لجفاف هور الحويزة، لكن منشوره حظي باهتمام الرأي العام في العراق بعد أن شارك الصور وزير الموارد المائية الأسبق حسن الجنابي، وقال إنها تؤكد “تجفيفاً متعمداً للهور”وبحسب الناشط هاشم، فإن “ما حلّ بهور الحويزة ليس بفعل العوامل الطبيعية وإنّما بقرار سياسي متعمّد، ولا يعكس الأسباب التي تحاول وزارة الموارد المائية ترويجها”.

وادّعى هاشم، أن “قراراً أصدره محافظ البصرة أسعد العيداني بإنشاء سدّة ترابية على الشريط الحدودي العراقي الإيراني بطول 100 كم”، وأن “وزارات الدفاع والنفط والموارد المائية بالتعاون مع الحشد الشعبي ومحافظة البصرة، نفذّوا المشروع بحجة تأمين الحدود العراقية”.
وقرر مجلس الوزراء، مطلع العام الجاري، إنشاء ساتر ترابي في الهور على الشريط الحدودي العراقي الإيراني بهدف ضبط الحدود أمنياً.
وقال علاء البدران، مقرر لجنة الأهوار في البصرة، لـ”964″، إن الصور التي تداولتها وسائل الإعلام تعود لمشروع حكومي لإنشاء ساتر ترابي لقوات حرس الحدود العراقية، مقابل ساتر إيراني مماثل”.
ويضم الساتر الترابي بوابات ونواظم ستفتح في حال توفر المياه، لتمريرها إلى هور الحويزة”، مبيناً أن “صور الآليات تعود لأعمال مد طريق يستخدمه حرس الحدود للوصول إلى نقاطها المنتشرة، بسبب صعوبة الوصول لها”.
إلى جانب ذلك، أكد أحمد صالح نعمة، أحد خبراء الأهوار في ميسان، أن “إنشاء ساتر ترابي على الحافة الشرقية من الهور مجرد إجراء أمني”، مبيناً أن “الحدود الفاصلة بين العراق وإيران في هذه المنطقة غير ممسوكة أمنياً، ما يتطلب إنشاء ساتر ترابي على أرض رخوة لتمكين قوات الحدود من مسك الارض هناك وضبط الأنشطة غير الشرعية عبر الحدود”.
وقال نعمة، خلال حديثه لـ”964″، أن “الجانب الإيراني قام عند إنشائه ساتراً ترابيّاً بمحاذاة الحافة الشرقية للهور بوضع عدة فتحات للسماح بمرور المياه الموسمية إلى الأراضي العراقيّة الأكثر انخفاضاً.
وأضاف نعمة، إن “الساتر الترابي العراقي الجديد سيشهد كذلك إقامة فتحات مشابهة للسماح بسيل المياه الموسمية القادمة من الأراضي الإيرانية بالمرور إلى هور الحويزة”.
من جانبه، أكد عزّام علوش، رئيس منظمة طبيعة العراق، لـ”شبكة 964″، أن “الجانب الإيراني أنشأ بين عامي 2003 و2007 عدة سدود استثمارية على نهر الكرخة الذي يمثّل أحد روافد هور الحويزة لاستثمار مياه النهر بشكل كامل ما أدى إلى توقف إمداد هور الحويزة بالمياه عبر هذا النهر”.
وتعد أنهار المشرح والكحلاء بفروعه الثلاثة: الحسيجي وأم الطوس والزبير، المغذيات الرئيسة للهور من الجانب العراقي، فيما يتم تغذية الهور من نهر الكرخة في الجانب الإيراني.
ويبيّن علوش، أن “هور الحويزة يستمد مياهه من مصادر عدة أهمها نهر الكرخة الذي توقف وصول المياه منه بعد إنشاء الجانب الإيراني 6 سدود لاستثمار مياه النهر، بالإضافة إلى نهري المشرح والكحلاء الذين يعانيان كذلك من شح المياه”.
ووفقاً لكلام علوش، فإن بناء ساتر ترابي على الحافة الشرقية من هور الحويزة “لن يؤثّر على الوضع المائي للهور، لأن سيل المياه عبر الحدود الإيرانية العراقية توقف منذ آواخر 2009”.