مشاهد جوية من المدينة الساحرة

سيدات راوة حيّرن التجار.. السوق صار يعمل يوماً واحداً والبقال محظوظ!

راوة (الأنبار) 964

تجار سوق راوة حائرون بأمر سيدات المدينة.. لم تعد ترضيهن بضاعة السوق المحلي، وانتقلن لطلب المنتجات من بغداد وأربيل والرمادي عبر خدمات التوصيل.. وهو ما انعكس على المبيعات، ويقول التجار إن سوق راوة يتحول تدريجياً إلى سوق أسبوعي.. يتراجع فيه البيع طيلة الأسبوع وينتعش يوم العطلة فقط.

ويصل عدد سكان المدينة الهادئة على ضفة الفرات إلى نحو 20 ألفاً، وفي هذا التقرير من السوق الذي يقع في ما يسمى اليوم “راوة الجديدة”.. توثق شبكة 964 جانباً من سحر راوة بشوارعها ومساجدها وأزقتها ونخيلها ولهجة شيبانها.

ويتذكر البقال حمدي خليل عدداً من قدماء التجار في سوق راوة ومنهم بيت عبد الله العلاوي، وبيت حسون العلي وحسين العلي في مجال الأقمشة، وحمادي الصبار في تجارة الدهن والرز، وبيت جسار الذي كان المختص الوحيد بالمشروات الغازية أول ظهورها.

ويبدو أن حمدي خليل البقال من بين المحظوظين في سوق المدينة لأن بيع الخضروات ما زال جيداً، أما بقية التجار في الكوزمتك أو الأقمشة والكماليات فيقولون إن مبيعاتهم تأثرت بشكل كبير بسبب باعة خدمات التوصيل، ويؤكد تجار راوة إن الطلب من بغداد وبقية المحافظات ليس دليلاً بالضرورة على أن تلك البضائع أفضل من بضائع سوق راوة، بل يتعلق الأمر أحياناً بالتكاسل أو ضيق الوقت.

تغطياتنا من راوة وعنه

ناظم الراوي – صاحب محل أقمشة ومفروشات، لشبكة 964:

بالنسبة لقضاء راوة، فهو كبقية الأقضية، إلا أن الكثافة السكانية فيه ليست كبيرة مثل بقية الأقضية.

راوة فيها سوق متوسط الحجم وحركة السوق موسمية، وعلى سبيل المثال، في بداية موسم الشتاء تنشط حركة بيع الأقمشة وجميع المواد.

خدمة التوصيل أثرت كثيراً على السوق، قبلها كان السوق أفضل مما هو عليه الآن.

أمارس هذه المهنة منذ ما يقارب 25 سنة.

في أيام الدوام المدرسي تكون الحركة ضعيفة، لأن اعتمادنا الأكبر يكون على العوائل، خصوصاً النساء، إذ يأتين للتسوق أكثر من الرجال.

نختص بتجارة الأقمشة، ونأتي بالبضائع من سوق الشورجة في بغداد، وأحياناً من أربيل أو الموصل أو زاخو إذا احتجنا بضائع غير متوفرة في بغداد.

الأسعار تقريباً ثابتة منذ سنوات ولا تشهد تغيراً كبيراً إلا بحدود بسيطة مرتبطة بارتفاع أو انخفاض سعر صرف الدولار.

مع دخول فصل الشتاء نبدأ بتسويق المفروشات التي نأتي بها أكثر من أربيل وزاخو، مثل الزوالي والسجاد. عادة نذهب في شهر العاشر للتبضع ثم نعمل طوال الشتاء على بيع المفروشات، إضافة إلى الأقمشة والبطانيات والحاجات المنزلية.

سعد حسين – صاحب محل كماليات:

في السابق، كانت راوة وجهة رئيسية للبدو الرحل، وكان السوق نشطاً بشكل لافت، أما الآن، فإن النشاط يعتمد بالدرجة الأولى على سكان القضاء أنفسهم.

غالباً ما تمر ستة أيام من الأسبوع بحركة ضعيفة، بينما يشهد يوم واحد فقط نشاطاً ملحوظاً.

المواسم مثل عودة المدارس أو الأعياد هي التي تحرك السوق بشكل استثنائي.

في الوضع الحالي يتركز نشاط السوق على السلع الغذائية والخضار بالدرجة الأولى.

حمدي خليل – صاحب علوة آل خليل النموذجية:

السوق القديم في السبعينيات كان يتكون من محلين أو ثلاثة مع بعض بسطات للخضار، ولم يكن هناك محلات كثيرة.

السيارات كانت قليلة وكان الفلاح يجلب الخضار بواسطة الجرار (تركتر) أو على ظهور الدواب.

حالياً توسعت راوة، فأصبحت تضم راوة القديمة وراوة الجديدة وحي العسكري وحي الشرطة وأحياء أخرى.

في السوق القديم كان هناك تقريباً ثلاث أو أربع محلات خضار فقط، ولم يكن هناك مجمع، أما الآن فهناك حوالي ثلاثين محلاً أو أكثر، لكنها متفرقة في راوة القديمة والجديدة، وقرب محطة البنزين وحي القادسية.

تشتهر راوة حالياً بسوق البطاطا وكانت سابقاً تشتهر بالقطن والسمسم لكنهما انقرضا.

حالياً السوق يشتهر بالبطاطا والفستق والبصل.

أعمل في مجال الخضار منذ بداية السوق القديم، منذ ستينيات القرن الماضي، وحتى اليوم.

هناك أصحاب مهن معروفون، بالنسبة لتجار الأقمشة كان من أشهرهم بيت عبد الله العلاوي، وبيت حسون العلي وحسين العلي.

أما تجارة الدهن والرز فكانت عند حمادي الصبار المتخصص بذلك.

بالنسبة للببسي، كان هناك تاجر واحد يوفر العلب (قواطي) وهو بيت جسار.

يوسف عبد الحميد – صاحب محل كوزماتيك:

يشهد قضاء راوة هذه الأيام حركة ملحوظة في الأسواق مع بداية العام الدراسي الجديد، حيث تنزل العائلات للتجول والتسوق وتهيئة احتياجات الأطفال للمدارس.

السوق يتأثر بشكل واضح بأيام العطل، فعند بدء الدوام المدرسي تقل الحركة، بينما في أيام العطل تكون قوية، وفي الأعياد والمناسبات الدينية تزداد الحركة.

غالبية سكان راوة يعتمدون على الرواتب، لذلك تكون الحركة قوية في بداية الشهر، ثم تبدأ بالانخفاض تدريجياً إلى منتصفه وتكاد تختفي في نهايته.

النشاط التجاري في القضاء يعتمد بشكل أساسي على السلع الغذائية والمواد العلاجية والصيدليات فهي الأكثر أهمية، أما بقية السلع كالملابس أو الكماليات فهي ثانوية ويشتريها الناس عند الحاجة فقط.

Exit mobile version