عنه (الأنبار) 964
ينسج الناس في مدينة عنه غربي الأنبار قصصاً وأساطير عن موقع “مقابر تلبس” الحجرية، ويعتقدون أنها كانت سجوناً، ربما بسبب شكلها الغريب وبعدها عن المدينة، لكن مدير مراقبية آثار عنه يحيى مجيد جميل، الذي رافق شبكة 964 لتوثيق مشاهد جديدة من المعلم المهم، نفى وجود أدلة آثارية تدعم تلك القصص، وأكد أن الكشوفات تشير إلى أنها لم تكن سجوناً بل مقابر للأسرة الحاكمة في الدولة الفرثية قبل أكثر من 2200 عاماً، وتقع المقابر قبالة جزيرة تلبس التي غمرتها المياه نتيجة بناء سد حديثة في الثمانينات، ويعود تاريخ الجزيرة إلى قرون أقدم، وقد وثقت بعثات أثرية عراقية منذ عام 1981 موقع المقابر الذي يتكون من 3 مجموعات كل منها تضم 8 قبور يتوسطها قبر رئيسي أكبر، وسجلت فيه هياكل عظمية وقبور أطفال ومدافن بجِرار تعود إلى الفترات الآشورية، فيما كشفت بعثة من مفتشية آثار الأنبار عام 2023 وبدعم من الهيئة العامة للآثار والتراث، عن 52 موقعاً أثرياً جديداً في حوض السد، ما رفع عدد المواقع المكتشفة في منطقتي عنه وراوة إلى نحو 100.
كنوز عراقية:
يحيى مجيد جميل – مدير مراقبية آثار عنه، لشبكة 964:
نقف الآن في مقابر تلبس التي تقع مقابل جزيرة تلبس، والتي غمرتها مياه نهر القادسية بعد إنشاء سد القادسية، كما غمرت العديد من المواقع الأثرية الأخرى.
تعرف هذه المقابر محلياً باسم “سجون تلبس”، وهي تسمية لا تستند إلى أي دليل أثري، بل جاءت من خيال الناس بسبب شكلها وبعدها عن المدينة.
المقابر تعود أثرياً إلى العصر الفرثي، وتعرف بنمط “الكتاكومب” أو المدافن الحجرية، وقد استخدمت لدفن أفراد العائلة الحاكمة، وتتكون من 3 مجاميع، كل مجموعة تضم 8 قبور، وبينها قبر رئيسي أكبر حجماً.
عثرنا على قبور مماثلة في أكثر من منطقة، بينها منطقة الدوالي ولكن بهيئة أفقية.
أما اسم تلبس، فمأخوذ من الجزيرة التي كانت محصنة بجدار، وذكرت في مصادر آشورية وبابلية وفرثية كموقع استراتيجي.
لا نمتلك حالياً أدوات آشورية في الموقع نفسه، لكن النحت الدقيق في آثار نينوى وآشور يدل على تقدم حضارتهم.
في تنقيبات عام 1981، تم العثور على هياكل عظمية وقبور أطفال وجرار مدفنية تعود إلى العصر الآشوري الوسيط والحديث، ومنها الجرار المتقابلة والفردية.