مئة ألف من الزيتون والتين الشوكي

سيل من الأشجار يتجه إلى راوة من جهة الصحراء والبشارة من أبو نائل (فيديو)

راوة (الأنبار) 964

على بعد 5 كم غرب مدينة راوة بدأت بذرة المشروع الأخضر عام 2008 واليوم يفكر “أبو نائل” بالتقدم نحو راوة ميلاً بعد ميل مع مئات آلاف الأشجار حتى يطوّق مدينته بالغابات، وفي ما يلي تفاصيل القصة الطويلة التي توشك أن تنجح أكثر وتتوسع.

حين غمرت المياه مساحات شاسعة من راوة وعنة في الثمانينات إثر إنشاء سد حديثة، تفرق المزارعون، بعضهم باع أرضه وجاء مزارعون جدد إلى المنطقة، ثم نشبت خلافات طويلة، تدخل فيها المزارع محمد فرج “أبو نائل”، وتمكن من إبرام تسويات انتهت إلى ظهور مجتمع متعاون عام 2008 وبداية فكرة “القرية الزراعية العصرية”، واليوم تمتد الحقول على 1600 دونم، تسلمها أبو نائل وشركاؤه من الحكومة بصيغة “اللزمة الأميرية” وزرعوا نحو 100 ألف شجرة بينها الزيتون والتين الشوكي وغيرها، وفي هذه الأيام تعيش نحو 100 عائلة في الموقع، ولديهم مدرسة رسمية.

يخطط المزارعون للتوسع بالزراعة شرقاً نحو مدينة راوة، واجهوا في البداية بعض الاعتراضات الحكومية، حيث تفكر السلطات المحلية بحجز مساحة للتوسع العمراني المحتمل، لكن أبو نائل وبقية المزارعين أقنعوا السلطات بأن راوة مدينة صغيرة يسكنها أقل من ثلاثين ألف شخص، ولن تحتاج لتوسيع تصميمها الأساس، كما أن التوسع ممكن باتجاه الشمال نحو الصحراء، بدل التوسع باتجاه الغرب من حيث يتمدد المشروع الزراعي، ويقول أبو نائل إن السلطات اقتنعت بالأمر وهو الخبر السار بالنسبة لكل أهل المدينة وجوارها.

في حوار “أبو نائل” مع شبكة 964.. يعرض المزارع المثابر الخيرات التي تنتجها الحقول، ويقول إنه بحاجة فقط إلى قليل من الدعم، وخاصةً في مجال صيانة مضخات الري وإتاحة المزيد من المياه، فرجال راوة الذين يحطمون الصخور ويزرعونها.. مستعدون لتحويل الصحراء بين راوة والقرية العصرية إلى مروج خضراء.

محمد فرج – مؤسس مزارع الزيتون، لشبكة 964:

نحن اليوم في هذه القرية الزراعية العصرية التي تمتد على 1600 دونم ويسكنها اليوم نحو 100 عائلة من الفلاحين.

أصحاب الأراضي هجروها بعد أن غمرتها مياه سد حديثة في الثمانينات، وبعضها تم بيعها ثم حين انحسرت المياه نشبت مشاكل بين المزارعين وأصحاب الأراضي.

قمت بأدوار عديدة في الصلح بين المتخاصمين وإجراء تسويات، ثم عام 2008 أسست مزرعة في المنطقة وبدأت أشترك مع البقية على امتداد الـ 1600 دونم في تأسيس مشروع القرية الزراعية الكبيرة التي تضم حقولاً وبيوتاً.

عام 2011، جمعتُ طلاب المنطقة وافتتحتُ مدرسة، ثم توسعت في 2013، وبعد التحرير توسعت أكثر.

لاحقاً صدر أمر من رئاسة مجلس الوزراء ببناء مدرسة رسمية مكونة من 12 صفاً.

الدولة عوضت قضاء عنة ومدناً أخرى بمشاريع كبيرة، لكن راوة بقيت على حالها.

بجهودنا وبالتفاهم مع الأهالي، زرعنا أكثر من 100 ألف شتلة وأصبحت لدينا شوارع نظامية وقرية جميلة وتحتاج فقط إلى دعم بسيط.

عام 2012، حصلنا على دعم حكومي للمشروع لكنه توقف بسبب الأوضاع الأمنية.

بعد التحرير، راجعنا منظمات مستقلة وقدمت لنا الدعم، وتمكنا من إكمال المشروع.

الآن نحتاج ملاحظات لتطوير المشروع، وحلمي أن ينصفنا السيد المحافظ.

حالنا ليس سيئاً، لكن الدولة تصرف مليارات لتشجير مناطق أخرى، بينما نحن نزرع بلا دعم.

نحاول توسيع الزراعة باتجاه مدينة راوة شرقاً مع ضفاف النهر، وقد وعدتنا الحكومة المحلية أنها لن تعيق التمدد بحجة التصميم السكني للمدينة، وستقوم بتحويل التوسع العمراني إلى جهة الشمال.

المسافة من قريتنا إلى راوة كلها صحراء قاحلة، ونحن قادرون على تحويلها إلى 10 مدن خضراء.

أهالي راوة يملكون قدرات فريدة، حتى الصخور يحولونها إلى أراضٍ صالحة للزراعة، فلماذا لا نستثمر ذلك؟

بخصوص خطتي، أرغب بالحصول على مساحة باتجاه راوة من أجل تنفيذ مشروع للتشجير وتوسيع الرقعة الزراعية.

أشكر مدير زراعة راوة ومدير بلديتها على تفهمهم لاسيما السيد رئيس مجلس محافظة الأنبار عمر الدبوس.

الأشجار الناجحة لدينا هي الزيتون، النخيل، الرمان، وأنواع متعددة من التين، مثل التين الجبلي والشوكي.

نملك مزرعة تجهز أغلب محافظات العراق بالتين الشوكي، ولدينا مشاتل تخدم باقي المدن.

الفلاحون يمتلكون خبرة وطموحاً، لكنهم بحاجة لدعم من الدولة.

في إحدى المرات، زارنا وفد من الجمعيات الفلاحية، وطلبوا من مديرية زراعة الأنبار تسهيل الإجراءات، لكن لم يحصل شيء.

حتى لو حصلنا على 1% من الدعم المقدم لقضاء راوة، سنكون بخير.

نطالب بتطوير المشروع ليصبح أكبر وأهم، خاصة أن منطقتنا جافة ومقطوعة عن مصادر المياه.

عمر حسين – مزارع:

بفضل الله وجهود أبو نائل، بدأت الأمور في المنطقة تتحسن.

تمت زراعة قطع أراضٍ، وبدأ الناس بالاستفادة منها وزراعتها.

ما زلنا نطالب باستمرار دعم المشروع، وتحسين توصيل المياه.

الناس صاروا يعودون إلى المنطقة، لأنها أصبحت صالحة للزراعة.

لدي قطعة أرض هناك، وأعمل فيها، لكن المياه ليست بالمستوى المطلوب.

نحتاج إلى تطوير منظومة المياه لضمان استمرار الإنتاج.

نزرع أشجار زيتون، تفاح، برتقال وغيرها، وإذا توفر الماء فسنزرع ونعمل.

أما إذا توقف المشروع، فسيتوقف معه كل شيء.

الكهرباء أيضاً تمثل مشكلة كبيرة، فهي سيئة جداً والانقطاعات كثيرة.

نطالب بتطوير الكهرباء، ونتمنى أن تنال المنطقة الاهتمام.

إقرأ أيضاً

بإشراف القائمقامية

كركوك تلزم المواطنين بزراعة شجرتين أمام المنازل والمطاعم والمعامل


فيديو: شباب سنجار يتطوّعون لإنقاذ الجبل من العطش


خمسينية مع 8 أبناء واتسع وقتها للتاسعة!

بيت السيدة عائشة يختفي خلف الأشجار ويستوقف المارة


50 دونماً توقف الصحراء عند حدها

الأنبار تصد الغبار عن بغداد.. غابة من 10 آلاف شجرة فستق وزيتون (فيديو)


مصوّر شبكة 964 لم يرغب بالمغادرة

أم عمّار “ترشّ الباب” وتنطق بالحكمة.. وحي الفاروق صار شهيراً على فيسبوك!


المشمش والتفاح الأكثر طلباً

يصد الغبار عن العراق من حدود القائم.. 4 آلاف شتلة عند الراوي (فيديو)


85% مساحات خضراء على فلكة الثورة

أهل كربلاء.. افتتاح “ريحانة بارك” هذا العام ومشاهد من الداخل (فيديو)


8 دوانم وألعاب لأول مرة في البصرة

حوراء سعيدة للغاية بمتنزه سفوان.. جارة الكويت تحتفل بأكبر مساحة خضراء (فيديو)


رواد البيئة الشباب صفقوا له

شاهد: السوداني يحمل “الكرك” ويغرس “فسيلة” بحديقة الجامعة المستنصرية


عواصف الغبار وتفاصيل وزارية

الكويت قلقة من عواصف العراق.. والتعاون بدأ لحماية الغابات


12 دونماً في القسم المتروك

“غازي عنتاب” تضع حجر الأساس لجناح في الزوراء.. ملاعب وغابات تين وزيتون من تركيا


زرعوها في الجزر الوسطية قبل أيام

فيديو: الأبقار تلتهم “ثيل وورود” مدخل المشخاب والقائمقام يوثق المشهد بألم



عرض الجميع
Exit mobile version