راوة جهزت "الفسقات"

تم تصوير هذه الأفراح قبل قرار المالكي بفتح استيراد البصل!

راوة (الأنبار) 964

الأسبوع الماضي وثقت شبكة 964 هذه المشاهد “السعيدة” من حصاد “فسقة البصل” في راوة غرب الأنبار، وقبلها رافقنا مزارعي كرملس في سهل نينوى خلال قلع البصل الأحمر الحار.. كل مزارعي البصل كانوا سعداء حتى الأحد لأن الموسم أفضل من العام الماضي، لكن لا يمكن التنبؤ بحقيقة مشاعر المزارعين اليوم بعد أن أعلنت وزارة الزراعة الاثنين، فتح استيراد البصل، رغم أن الوزير عباس المالكي منع الاستيراد منذ نيسان.

ويعبّر المزارعون عن استيائهم من قرار فتح الاستيراد رغم أن سعر الكيلو بالكاد يلامس 500 دينار.

وعكس ما يعتقده كثيرون.. تبيّن أن زراعة البصل للأغراض التجارية أمر لا يخلو من تعقيد وقد يستغرق عاماً، ومع هذا تنتج راوة ما يصل إلى 500 طن من “الفسقات” سنوياً.

يبدأ الأمر بزراعة بذور البصل في كانون الثاني، وبعد 6 أشهر ستنمو “الفسقة” وهي ثمرة بصل صغيرة للغاية، يقلعها المزارعون، يجففونها ويزيلون عنها القشور، ثم يبيعونها لغيرهم، ويتولى المزارع الآخر زراعة “الفسقات” من جديد بانتظار أن ينمو البصل الجاهز للتسويق.

وفقاً لكلام الخبراء ومنهم مسؤول شعبة زراعة راوة ناصر نديم، فإنه من غير المجدي ترك الفسقات الناتجة عن البذور تكبر، فهي لن تتحول إلى البصل الذي نعرفه، لأن البذور أثناء البذار تكون متلاصقة، ولذا فإنها لا تأخذ كفايتها من غذاء التربية، وتغدو “فسقات” صغيرة، وسرعان ما تزهر وتبدأ الزهرة بسحب “مونة” البصلة.

لذلك.. فإن الطريقة الصحيحة هي قلع “الفسقات” ثم زراعتها بمسافات متباعدة ومنحها الرعاية وانتظارها شهوراً إضافية، ووفقاً لهذه العملية الطويلة فإن إنتاج البصل قد يشغل المزارع طيلة العام، ليحصد ويبيع الكيلو بأقل من 400 دينار، ثم تقرر الوزارة فتح الاستيراد عليه فتنهار الأسعار!

البصل العراقي الأحمر والحار.. بدأ القلع و”أفضل من الأبيض” تقول حقول كرملس

الزراعة تقرر فتح الاستيراد أمام محصولي الطماطم والبصل اعتباراً من يوم 15

وتتطلب تلك المراحل مجهوداً كبيراً وتكاليف متواصلة تبدأ من شراء البذور والسماد مروراً بالمعالجات الزراعية وانتهاءً بأجور القلع والنقل، ويواصل فلاحو راوة إنتاج الفسقة بأنواعها الثلاثة (البيضاء والبعشيقي والحمراء) ويبرز النوع البعشيقي كأجود الأنواع رغم ندرته، ويباهي مزارعو راوة بإنتاج أفضل “فسقة بيضاء” في العراق لصعوبة نجاحها في أي مكان آخر.

الموصل لن تزرع البطاطا إلا بجانب البصل.. ظهور نتائج تجربة واعدة (فيديو)

البصل العراقي الأحمر والحار.. بدأ القلع و”أفضل من الأبيض” تقول حقول كرملس

هيبت عبد الكريم جلعوط – مزارع، لشبكة 964:

تزرع الفسقة في شهر كانون الثاني، وبعد أن تشرب الماء وتنمو جيداً، يبدأ المزارعون بقلعها، إلا أن الفلاح يواجه صعوبات عديدة في هذه المرحلة، أبرزها صعوبة الحصول على السماد والبذور، إضافة إلى حاجته المستمرة للمعالجات الزراعية.

يظن كثيرون أن زراعة الفسقة عملية سهلة لا تتطلب جهداً أو نفقات، غير أن الحقيقة مغايرة تماماً، إذ يتحمل الفلاح تكاليف كبيرة تشمل السماد والبذور والمعالجات الخاصة بالأعشاب، فضلًا عن أجور القلع والنقل والتعبئة، ناهيك عن التحديات الناجمة عن الجفاف وتقلبات المناخ.

تتعدد أنواع الفسقة وأشهرها النوع البعشيقي المنتشر في الموصل، ويعد من أجود الأنواع، إلا أنه أصبح نادراً جداً في منطقتنا، وهناك أيضاً نوع الكريستال الذي يتميز بلونه الأبيض الصافي، ونوع آخر يعرف باسم الشارخ، ولكل نوع منها خصائصه المميزة.

يفضل أهل الموصل النوع البعشيقي على غيره، في حين توجد كميات محدودة منه في مدينة راوة، التي تعد بفضل الله من المناطق المنتجة بكميات كبيرة من الفسقة، إذ يبلغ إنتاجها السنوي نحو 300 إلى 500 طن تقريباً، لاسيما خلال شهر كانون الثاني، ويكون موسم القلع في شهر تموز، حيث يبذل المزارعون جهداً كبيراً في هذه الفترة لضمان جودة المحصول.

محمد شكري نجيب – مزارع، لشبكة 964:

في راوة توجد 3 أنواع رئيسية من الفسقة وهي البيضاء والحمراء والبعشيقي، وتزرع الفسقة البيضاء فقط في مناطق راوة، فهي الوحيدة التي تنجح فيها.

هناك نزرعها أولاً بزرها أسود اللون، ثم يتحول إلى فسقة، وبعدها تصبح بصلاً عند اكتمال نموها.

ناصر نديم – مسؤول شعبة زراعة راوة لشبكة 964:

قضاء راوة من الأقضية التي تعتمد في نشاطاتها الاقتصادية على القطاع الزراعي، حيث تتراوح نسبة المواطنين الذين يعتمدون على هذا القطاع بين 50 إلى 60% بصورة مباشرة أو غير مباشرة.

يمتد قضاء راوة من حدوده مع قضاء حديثة شرقاً إلى حدود محافظة نينوى شمالاً، وصولاً إلى الحدود العراقية السورية غرباً، ويضم مساحات شاسعة من الأراضي الصالحة للزراعة، والتي تحتاج إلى استثمار واستغلال من قبل المزارعين.

يشتهر القضاء حالياً بزراعة محصول الحنطة شتاءً، ومحصول الذرة التركيبية صيفاً، وكان القضاء معروفاً سابقاً بزراعة محصولي البطاطا والبصل، وبما يعرف بفسقة البصل، وهي المرحلة الأولية من زراعة البصل، حيث تزرع البذور لإنتاج الفسقة التي تعد تقاوي البصل.

تراجعت زراعة البطاطا والبصل في الوقت الحالي بسبب تذبذب أسعارهما، فعندما يبدأ الإنتاج المحلي تحدث منافسة من المحاصيل المستوردة، ما دفع المزارعين إلى ترك زراعة هذه المحاصيل أو زراعتها بمساحات قليلة.

بالنسبة لقضاء راوة، فإن إنتاج محصول البطاطا فيه يعد من الإنتاج المميز، إذ يصل إنتاج الدونم الواحد إلى نحو 15 طناً، وهو إنتاج كبير يحتاج إلى دعم ورعاية واهتمام من الجهات المختصة.

البيئة المناسبة لزراعة البطاطا تتوفر في قضاء راوة، ويمكن أن تتوسع زراعتها فيه إذا تم دعمها من قبل الدولة العراقية، وإدراجها ضمن المحاصيل الإستراتيجية، لأنها فعلاً تعد من المحاصيل الإستراتيجية.

نتوقع في حال توفر الدعم لزراعة البطاطا في أقضية راوة وعنة والقائم، فسيكون بالإمكان تحقيق الاكتفاء الذاتي من هذا المحصول داخل البلاد.

نطالب الحكومة العراقية بتوفير الحصة المائية اللازمة لإبرام العقود الزراعية، خاصة وأن أقضية راوة وعانة من المناطق التي تضررت من إنشاء سد حديثة، حيث اندثرت أو غرقت أراضيها الزراعية بمياه البحيرة، ولم يتم التعويض حتى الآن.

العقود الزراعية تتطلب موافقة من وزارة الموارد المائية لتخصيص الحصص المائية، لذلك نأمل من المسؤولين الذين يستمعون إلى هذه القناة المباركة أن ينظروا إلى هذا الموضوع نظرة أبوية وأخوية، لأن قضاء راوة يعتمد نحو 60% من مواطنيه على القطاع الزراعي.

يعترف لزوجته بالفضل.. عمو الياس يحصد البصل العراقي الأبيض من الفجر

Exit mobile version