مزارعو غماس في خيبة أمل: رزنا يضاهي عنبر المشخاب لكننا مظلومون إعلامياً (فيديو)

 غماس (الديوانية) 964

في هذه الأيام تختلط روائح العنبر بهدير الحواصيد في غماس، حيث يحصد الفلاحون نحو 28 ألف دونماً من الشلب الياسمين والعنبر، ليجنون ثمرة جهد دام أكثر من أربعة أشهر في حقولهم، يستغرقها الشلب لينضج. وعلى الرغم من أن عنبر غماس يعد من أجود أنواع العنبر في العراق، إلا أنه يعاني صعوبات جعلته يتراجع في السنوات الأخيرة لصالح نظيره الياسمين، ذو الإنتاجية العالية والأكثر تحملاً للظروف المختلفة، وأبدى فلاحو قرية النغيل في غماس خيبة أملهم في فقر التغطية الإعلامية لإنتاجهم من العنبر الذي قالوا عنه أنه من أجود الأنواع في العراق ويضاهي عنبر المشخاب.

كرار هادي – مزارع، لشبكة 964:

إنتاج رز الياسمين العام الحالي مر وفيراً على الفلاح الغني الذي يمتلك المادة (المال) ويستطيع تجهيز أرضه، وكان الإنتاج للدونم الواحد يتراوح من 17 وزنة (الوزنة 100 كيلو) – 2 طن (تغار)، أما الفلاح الفقير الذي لا يستطيع تجهيز أرضه بصورة مناسبة فقد أنتج من الدونم الواحد 13 وزنة إلى طن واحد، فالدولة لم تكن داعمة للفلاح بصورة مناسبة.

إنتاج رز العنبر كان طناً واحداً (10 وزنة) للدونم الواحد.

أما الأصناف المزروعة في غماس فهي العنبر التقليدي (الخضراوي) والعنبر القصير، والياسمين المسمى بالهجين.

نرى أن الإعلام يسلط الضوء على عنبر المشخاب، لكن عنبر غماس لا يقل شأناً عنه بل يضاهيه، لذلك نحن لا نرى دعماً من الإعلام، وعنبرنا من أجود الأصناف في العراق.

محمود صالح – عضو الجمعية الفلاحية في غماس لشبكة 964:

هناك نوعين من أصناف الشلب في قرية النغيل، الياسمين والعنبر، والياسمين يزرع بكثرة كونه يحتاج لماء أقل من العنبر، بينما العنبر تراجعت إنتاجه في معظم قضاء غماس؛ بسبب حاجته للكثير من الماء، لذلك نقول عنه إن “روحه عزيزة” خلافاً للياسمين.

وهناك تراجعاً في زراعة العنبر لمتاعبه أيضاً مثل نوم النبات (قبيل الحصاد تتكئ شتلات العنبر على الأرض مما يصعب عملية حصادها ويسبب تلفاً فيها).

المساحات المزروعة في غماس هي 28 ألف دونم، منها 13 ألف دونم داخل الخطة الزراعية أي بموافقة شعبة زراعة غماس، و15 ألف دونم خارج الخطة الزراعية (أي على مسؤولية الفلاح). وهذا بفضل جهود شعبة زراعة غماس وقائمقام غماس ومهندس فلاح مدير ري غماس، لمتابعتهم معنا حتى في وقت “المراشنة” (توزيع الحصص المائية وفق جداول محددة).

من خلال مراقبتي لمحصول الياسمين، أصيبت المحاصيل ببعض الأضرار بسبب شحة الماء أولاً، والمبيدات الزراعية التالفة ثانياً، والإنتاج كان أكبر في السنوات السابقة بسبب وفرة المياه، وجودة المبيدات، وتسعيرة الأسمدة في شعبة زراعة غماس كانت أقل.