تتوسط 3 حواضر

مدينة رؤساء العراق ليست “أرض الموتى”.. كويسنجق جبل وصليب ونخلة وبصمات يهود

كويسنجق (أربيل) 964

في منتصف الطريق تقريباً بين السليمانية وأربيل وكركوك تقع “كويه” أو “كويسنجق” المدينة متعددة الملامح، بنخيل شوارعها النادر في مناطق الكرد الباردة، قريبةٌ جداً من بحيرة دوكان وبعيدةٌ أيضاً بفعل جبل هيبت سلطان الذي يطوّق الجانب الشمالي الشرقي من “كويه” ويفصلها عن الضفة الجنوبية للبحيرة، أما في شأن السكان فإن ميزتها في تنوعها الثري.. إذ جمعت الناس.. مسلمين وكرداً ومسيحيين إلى جانب اليهود الذين عاشوا في أحياء قلب المدينة قبل أن يرحلوا في أحداث الأربعينات المعروفة، كما عاشت هناك أيضاً أقلية عربية.

في هرموتة أو أرموتا، القرية الملاصقة لمركز مدينة كوية (3كم).. يتحدث الشماس يوسف توما لشبكة 964 بلغته السريانية التي مازالت حيّة في المدينة، يقول إن “أرموتا” القرية أقدم من كويسنجق المدينة، ويتذكر التنوع الكبير حتى بين مسيحيي المدينة، مع أدوار لشخصيات أرمنية مثل يوسف صرفيان، في إعمار الكنائس الرئيسية.

ووثقت كاميرا شبكة 964 مشاهد من اللوح التاريخي المكتوب باللغة السريانية داخل كنيسة مريم العذراء التي بُنيت سنة 1868، خلال عهد البابا بيوس التاسع، والبطريرك يوسف أودو، والأسقف يوحنا تمرس الذي تحوّلت الكنيسة في عهده من نسطورية إلى كلدانية كاثوليكية، وكان الأسقف في كرخسلوك أي كركوك، حيث كانت أرموتا وحتى عنكاوا تتبع لمطرانية كركوك.

الشماس توما رافق كادر الشبكة أيضاً إلى كنيسة مار يوسف، وعمرها اليوم نحو مئة عام، وفي رعيتها 51 عائلة ويُقام فيها قداس أيام الأحد من قبل القس زيا شابا.

ويصل عدد العوائل المسيحية في كويسنجق إلى 40، وربما يلفت النظر أن كثيراً منهم يعرّفون أنفسهم بوصفهم كرداً مسيحيين، بخلاف المسيحيين في بعض مناطق سهل نينوى أو أربيل الذين يعرّفون أنفسهم وفقاً لقوميات عراقية أخرى.

وفي شأن أصل تسمية قرية “أرموتا”.. يعتقد الشماس توما إن الكلمة ربما جاءت من “أرض الموتى” السريانية، نظراً لأحداث ومعارك القرون الأخيرة، بينما يبحث آخرون عن أصل آخر للتسمية القديمة.

وتمثل كوية واحدة من المدن الصغيرة نسبياً البعيدة عن مراكز محافظات إقليم كردستان الرئيسية، لكنها أنجبت رغم هذا اثنين من رؤساء الجمهورية (جلال طالباني وفؤاد معصوم) إلى جانب قائمة طويلة من شخصيات الأدب، كالشاعر دلزار كاتب كلمات النشيد القومي الكردي وشخصيات فكرية مثل مسعود محمد، وفي الاقتصاد والسياسة مثل كاكه زياد صاحب الدور المعروف في تاريخ الحركة الكردية والعراقية، ويندر أن تجمع مدينة واحدة خلال فترة زمنية محدودة هذا العدد من الأعلام البارزين، لكن الدور الذي لعبته المدينة الاستراتيجية خلال الانتفاضات الكردية المتلاحقة  ساهم في ذلك.

وبقيت المدينة هادئة وبخدمات متواضعة وبسيطة ولم تتأثر ببهرج شخصيات الصف الأول التي خرجت منها، وما زالت واحدة من أهم الاستراحات بين أربيل والسليمانية، غير أن كثيرين سلكوا طرقاً بديلة لا تمر بكويسنجق لتجاوز أي توقف يفرضه المرور بالمدينة، كما في طريق “آغجلر” الذي سبق أن وثقته شبكة 964.

للرحلة بين السليمانية وأربيل طرق شتى لكن إن كنت محظوظاً سيقودك السائق عبر “آغجلر”

فيديو: غزل وطحن وحجل مثل قديم الأزمان.. عرض مسيحي في جامعة كويسنجق

فيديو: احتفالات كويسنجق وأرموطة.. بابا نؤيل وزع هدايا على أطفال المسلمين والمسيحيين

صور: رقص وغناء ومعارض علمية في اليوم السنوي لمدينة كويسنجق

Exit mobile version