سفوان مستعدة لمضاعفة الانتاج

“مطلوب مصريين” في العراق لزراعة الطماطة.. “فلاحنا يفرّ بسبحته”

سفوان (البصرة) 964

مزارع سفوان تنتج أفضل أصناف الطماطة العراقية إلى جانب عدد من المحاصيل بينها الثوم، ووثقت كاميرا شبكة 964 جانباً من أعمال الشتل في هذه الأيام، حيث وصل ياسر جساب من مدينته الناصرية إلى سفوان قاطعاً 200 كم بعد أن فتك الجفاف بحقول ذي قار، لينتقل إلى سفوان التي تعتمد الآبار في الري، ويصطحب جساب أطفاله معه، واضطر إلى فصلهم من المدارس ليتم مهمة إنهاء محصول الطماطة التي تستمر شهوراً، مقابل ربع الأرباح من المحصول.

لكن أصحاب المزارع مازالوا يشكون من غياب اليد العاملة، ويتذكرون أيام العمالة المصرية التي كانت مفيدة بحسب عجيل المشرفاوي وهو مالك مزارع في سفوان، يقول إنه سئم من قلة العمالة، ومتطلبات الفلاح العراقي ومماطلته، وغياب الدعم ويفكر بالتوقف عن الزراعة!

ويتذكر مالك المزارع فرحان عكلة أيام والده في الستينات، حين كان يدير عشرات المزارع، ويقول إن الأوضاع كانت أفضل بكثير بالنسبة للمزارع بسبب الدعم الحكومي في أسعار الأسمدة والبذور والمستلزمات وحتى أسعار بيع المحصول، ويطالب بدور أكبر للدولة قبل أن يتم تفتيت هذه المزارع الثمينة.

فرحان عكلة – صاحب مزرعة، لشبكة 964:

كان والدي فلاحاً منذ عام 1967، وكنا نملك 13 مزرعة في زمن النظام السابق، وكنا نزرعها كلها وزيادة، وبعض الفلاحين كانوا يزرعون 15 – 20 مزرعة أيضاً، لأن الإنتاج كان موجهاً للدولة، بدل اعتماد الاستيراد وإخراج العملة الصعبة من البلد.

في الثمانينيات كنا نعتمد على العمال المصريين، ولكن بعد العام 2003 ودخول الاحتلال الأميركي، تدهورت أوضاعنا وأُهين الفلاح والمزارع ودُّمر الاقتصاد، فالأسعار سابقاً كانت مدعومة من ناحية تجهيز السماد والمستلزمات الزراعية.

كان “سكس” السماد بـ 100 ألف دينار، والآن صار بمليون و700 ألف دينار، وكل أسعار الأسمدة واليوريا وغيرها ارتفعت بنفس المستوى.

كانت أوضاع الزراعة أفضل.. صندوق الطماطة كان يباع بين 6 آلاف دينار وصولاً إلى 20 ألفاً في بعض المواسم، أما الآن فالصندوق يباع بـ 2000 دينار.

الدعم الحكومي غائب واعتماد المزارعين على أموالهم الخاصة لتغطية نفقات الزراعة، وكلنا مثقلون بالديون الآن، وأقل مزارع في البصرة مدين بـ 50 مليون دينار.

سابقاً كانت المزارع مخصصة للزراعة فقط، لأن الزراعة بخير والدولة تحاسب وتعاقب على التجريف، أما اليوم وبسبب غياب الدعم وضعف الزراعة، اضطر الكثير من المزارعين إلى بيع أراضيهم، خاصة تلك القريبة من النواحي وأطراف المدينة، واضطروا للتجريف، وصارت أسعار الدونم تبدأ من 10 ملايين دينار وتصل إلى 20 مليوناً.

عجيل المشرفاوي – صاحب مزرعة:

كنا نزرع الطماطم والبطيخ والثوم والخيار والرقّي والبصل، وكل شيء كان يُباع والحمد لله.. وكان الثوم محصولنا الأبرز، أما الآن فنزرعه ويبقى في أرضه لأن المزارع يتعب عدة أشهر على محاصيله وفي النهاية يجد أن كل محاصيله خاسرة.

نواجه صعوبة في إيجاد الأيادي العاملة، وكنا نعتمد سابقاً على العمال المصريين، ويبقى العامل المصرين في أراضينا لمدة شهر أو شهرين ويعمل خلالها بجد وإخلاص، أما الآن فلا وجود لليد العاملة ولذلك لا نستطيع الاستمرار في الزراعة، إضافة إلى غياب الدعم الحكومي لمزارعنا.

ياسر جساب – مزارع:

أنا فلاح من أهل الناصرية، وكما تعلمون كنا نعتمد على الماء وعلى صيد السمك، لكن كل ذلك انتهى، والماء جفّ، واضطررت إلى المجيء إلى هنا لأعمل في زراعة الطماطة وبعض المحاصيل الأخرى، وجلبت أطفالي معي لكي يعملوا معي في المزرعة، وتركوا مدارسهم بسبب ذلك.

في وقت البيع تنهار الأسعار، وصندوق الطماطة يباع بـ 2000 دينار فقط، وكل حصتنا منها هي ربع القيمة، رغم أننا نتعب في الزراعة لمدة 8 أشهر، ونضطر إلى شراء الأسمدة والمستلزمات الزراعية من السوق السوداء على حسابنا الخاص.

لا نعلم أسباب انخفاض أسعار الطماطة حين يحل موسمها، ربما بسبب الاستيراد، ولكن لا حول لنا ولا قوة، والحمد لله والشكر على كل حال.