هيت (الأنبار) 964
يبيع ملاك بساتين النخيل في الأنبار محاصيل التمور بطريقتين تعتمد كلاهما على طبيعة السوق ومستوى الطلب مع اقتراب موسم قطاف التمور، وخصوصاً صنف الزهدي الرخيص لكن المطلوب جداً هناك، مع جاهزية الأيدي العاملة، وكثافة الإنتاج هذا العام، تعرف الأولى بالتضمين، وهي طريقة تقليدية رائجة يعقد فيها الفلاح اتفاقاً مع تاجر تمور على بيع المحصول وهو فوق الشجرة قبل تمام نضوجه، مقابل مبلغ مقطوع يحتسب وفق حمولة النخلة، ويتم ذلك قبل الجني بنحو شهرين أي بمجرد اصفرار التمرة، ويتحمل فيها التاجر مسؤولية القطف والتكييس والنقل والتسويق، إضافة إلى الخسارة المحتملة.. أما طريقة البيع الثانية فهي التصفية، حيث ينتظر وفقها الفلاح نضج التمور ليتولى جنيها وتخزينها بنفسه قبل بيعها مباشرة، وهي خيار غالباً ما يوفر مردوداً أعلى، لكنه يتطلب جهداً أكبر من حيث توفير الأيدي العاملة ومساحات التخزين.
نخلة سعودية في العراق.. الراوي حوّل البستان إلى بنك للتمور النادرة (فيديو)
الآن من شارع بشار.. قوافل التمور تصل إلى مزاد البصرة المركزي
“إنذار جيم” من البصرة.. التمرة البرحية صارت أصغر أيها العراقيون فمتى نبني السد!
قاسم جميل – فلاح، لشبكة 964:
التضمين هو اتفاق تجاري شائع بين أصحاب بساتين النخيل وتجار التمور، يُباع بموجبه محصول النخيل قبل نضوجه الكامل.
في هذه العملية يقوم الفلاح ببيع التمور وهي لا تزال فوق الشجرة للتاجر، قبل موعد الجني بحوالي 3 أشهر، مقابل مبلغ مالي يتم تحديده وفقاً لحمولة النخيل، سواء كانت على أساس كل نخلة على حدة، أو كل شجرتين أو ثلاث، بحسب كثافة العذوق وحجم الإنتاج المتوقع.
بموجب هذا الاتفاق يتسلم الفلاح قيمة المحصول مقدماً، بينما يتحمل التاجر لاحقاً كامل مسؤولية العناية بالتمور، بما في ذلك القطف والتنظيف والتكييس والنقل والتسويق.
التاجر يكون مسؤولاً عن أي خسارة وفقاً للعقد، إلا أن هناك بعض المرونة من قبل الفلاح، لا سيما في حال حدوث ضرر جسيم وغير متوقع للمحصول، كالأمطار المفاجئة التي قد تتسبب بتلف جزء كبير من الثمار، وقد يبدي الفلاح استعداداً لتحمل جزء من الخسارة بشكل ودي.
بالمقابل هناك من يفضل عملية البيع بعد “التصفية” والتي لا يتعامل فيها الفلاح مع التاجر إلا بعد أن يقوم بقطف التمور وتنظيفها وتكييسها وتخزينها، ليتم بيعها مباشرة من المخزن أو المزرعة.
أسلوب البيع بالتصفية يحقق مردوداً أعلى، فعلى سبيل المثال قد تباع حمولة الشجرة الواحدة من تمر الزهدي بطريقة التضمين بسعر 30 ألف دينار، في حين قد يصل سعر الحمولة ذاتها عند البيع بالتصفية إلى 50 ألف دينار.
ورغم المردود المالي الأعلى لكن طريقة البيع بعد التصفية تحتاج إلى توفير الأيدي العاملة الكافية لإدارة عمليات القطاف التنظيف والتعبئة بشكل يحافظ على جودة المنتج، ومخازن لحفظ التمور، حتى وصوله إلى يد التاجر أو السوق.
حقي إسماعيل – فلاح، لشبكة 964:
لم ألجأ إلى التضمين لأنه في أغلب الأحيان غير مجد من الناحية الربحية، وأنا أفضل تصفية التمر بنفسي، حيث أمتلك المعدات الكافية.
حمولة نخلة التمر الزهدي تباع للتاجر بـ30 ألف دينار بينما يمكنني تصفيتها وبيعها بـ50 ألف دينار، أما صنف الخيارة فأبيع الحمولة بعد التصفية بـ200 ألف دينار، بينما لا يتجاوز سعره عند البيع المباشر 75 ألفاً، ولهذا أتابع السوق وأقرر حسب أسعار الموسم الماضي، أما صنف الخستة فالضمّان يدفع لي 10 آلاف دينار على حمولة الشجرة الواحدة، في حين أنا أبيعها بثلاثين ألف بعد التصفية.
عن أعراس النخيل في العراق:
يوسف ناهي – تاجر، لشبكة 964:
لدينا في الأنبار عدة أنواع من التمور مثل البرحي، الزهدي، الخيارة، والأشرسي، والزاهدي هو الأكثر طلباً.
نبدأ التضمين عادة في الشهر السابع، ونقدر كمية الإنتاج المتوقعة في كل نخلة، فمثلاً إذا توقعنا 70 كيلوغراماً من النخلة نحدد سعر التضمين بناءً على ذلك.
نشتري حمولة النخلة من التمر بسعر يتراوح بين 40 و45 ألفاً، حسب كمية الحمل وجودة المحصول، ولا تحقق جميع النخيل أرباحاً، فبعضها يعطي مردوداً جيداً وبعضها يخسر، وأفضل تضمين هو في التمر “الزهدي” لأنه أسهل في التسويق وكمياته أكبر.
هذا الموسم أفضل من سابقه، ففي العام الماضي كانت الأشجار ضعيفة الحمل، أما الآن فالبساتين مثمرة وتبشر بنتائج جيدة، وطريقة البيع هذه ليست محصورة في هيت فقط، بل تشمل الجميع.
متابعاتنا لأخبار مدينة هيت:
عبدالله رافع – فلاح، لشبكة 964:
قمت ببيع محصول بساني بطريقة التضمين، فقد ضمنت تمر الزهدي بسعر 40 ألف دينار للنخلة، أما الخيارة فيتراوح سعر محولة النخلة الواحدة ما بين 150 و190 ألفاً، حسب حجم الحمل.
توجد بساتين فيها نخيل محملة وأخرى لا، وسعر الموسم الماضي يؤثر بشكل تقريبي على سعر الموسم الحالي، ففي العام الماضي وصل سعر الزهدي إلى 750 بل حتى 800 ألف دينار للطن بعد أن بدأ بـ500 ألف.
قمت بالتضمين لأني لا أملك وقتاً كافياً لجني التمر، كما أنني لا أملك راتباً شهرياً، وأعمل مع أحد التجار في تصفية النخيل، ولهذا أضمن النخل لضمان دخل ثابت يعيل عائلتي.