شمال البصرة غاضبة: العيداني يحاول إسكات الحراك الشعبي بدل معالجة “الموت البطيء”

964

أصدر وجهاء ومشايخ عشائر أقضية المدينة، وعز الدين سليم، والإمام الصادق، شمال البصرة، اليوم الاثنين، بياناً غاضباً استنكروا فيه توجيه محافظ البصرة أسعد العيداني برفع دعوى قضائية ضد “الشيخ عبد الغفار العوضي”، بتهمة التحريض على التظاهر، وقالوا إن العوضي يعتبر أحد رموز الحراك الشعبي شمال البصرة، ووصفوا ملاحقته بـ”الإهانة لرموز الدين”، وتحدثوا عن معاناة مناطقهم من تلوث بيئي وصفوه بالموت البطيء لأبنائهم، دون استجابة حكومية، ما دفعهم للاحتجاج، مبينين أن الحكومة المحلية تعاملت مع تلك المطالب بسخرية واستهزاء، ورغم لقاء ممثلي الحراك مع مكتب رئيس الوزراء والوعود بتلبية احتياجاتهم إلا أنه لم ينفذ شيء على أرض الواقع. كما طالبوا العيداني بسحب الدعوى والاهتمام بمعالجة مشاكل التلوث بدلاً من ملاحقة المطالبين بحقوقهم.

حراك الصادق يحذر العيداني: فتح جبهة قضائية ضد المتظاهرين نهاية لسلطتك في البصرة

بيان وجهاء عشائر المدينة، تابعته شبكة 964:

لا يخفى على أحد معاناة هذه المنطقة الجغرافية المسماة شمال البصرة من مشاكل ومخاطر جمّة تهدد وجود السكان وحياتهم، فهم يتعرضون إلى عملية موت بطيء بسبب التلوث البيئي ومصادره المتعددة، وما يقابله من صمت حكومي وإهمال كبير، وعدم السعي لإيجاد حلول ناجعة.

ومن هنا أصبح من الضروري جداً أن تكون وقفة لأبناء هذه المناطق للمطالبة بحقوقهم المشروعة، وأن يعلو الصوت ليصل إلى أعلى الجهات الرسمية وأولها الحكومة المحلية في محافظة البصرة، لكن وللأسف لم تستجب الحكومة المحلية، بل كان جوابهم لهذه المطالبات السخرية والاستهزاء والتعامل باستفزاز وتعالٍ، وعدم الاكتراث، مما اضطر المطالبين بالتصعيد لعلهم يجدون من يسمعهم ويلبّي طلباتهم. واستبشرنا خيراً بعد لقاء السادة من مكتب رئيس الوزراء مع ممثلي الحراك والاستماع إلى مطالب المتظاهرين ووعودهم بتنفيذها، ولحد الآن لم يُنفذ شيء على أرض الواقع مع الأسف، لذا نأمل أن يفي السادة من مكتب رئيس الوزراء بوعودهم، والإسراع في تنفيذ ما وعدوا به، وعلى هذا تم تهدئة الأوضاع على أمل تنفيذ بعض من المطالب.

لكننا تفاجأنا بأن الممثل القانوني في محافظة البصرة، وبتوجيه من السيد المحافظ، يرفع دعوى قضائية على أحد رموز الحراك الشعبي، وهو سماحة الشيخ عبد الغفار العوضي، يتهمه فيها بالتحريض على التظاهر، مع العلم أن الدستور ضمن حرية التعبير عن الرأي وحرية التظاهر لكل المواطنين، وكان الأجدر به أن يسعى لتهدئة الأمور والجلوس مع إخوته في قضاء المدينة والوصول إلى اتفاق يفضي إلى إصلاح الأوضاع بدلاً من التصعيد الذي لا يعود بالخير على المصالح العامة، باعتباره المسؤول الأول في الحكومة المحلية.

ومما يؤسف له أننا وجدناه لا يستمع إلى مطالب الشعب، ولا يعبأ بهم، ولا يعير أي اهتمام لهم، فهو بدلاً من التعاون مع سماحة الشيخ عبد الغفار العوضي، الذي بذل كل إمكانياته وجهوده طيلة الفترة المنصرمة منذ السقوط ولحد الآن من أجل استتباب الأمن ودعم الحكومات المتعاقبة، وحشد أبناء المنطقة لتأييدها والوقوف معها، نرى سيادة المحافظ يتخذ موقفاً سلبياً منه ويقدّمه للقضاء كمتهم، وهذا أمر مريب لا يمكن السكوت عنه. وعلى السيد المحافظ ملاحقة الفاسدين ومحاسبتهم ومعاقبة الفاشلين في إدارته، وهذا من صميم واجباته، وعليه التعاون في إيجاد حلول ناجعة لمشاكل التلوث، بدلاً من ملاحقة الشرفاء والمطالبين بحقوق المظلومين.

فنحن سادات ورؤساء ووجهاء هذه المناطق نجتمع اليوم لإعلان استنكارنا وشجبنا لهذا الإجراء المريب، وعلى جميع الوجهاء والأعيان وشيوخ العشائر الوقوف بكل قوة ضد أساليب تكميم الأفواه ومصادرة الحريات، وتوجيه التهم الباطلة لإخراس الشعب والعودة به إلى عهد الظلم والدكتاتورية. إن هذا الإجراء ضد سماحة الشيخ عبد الغفار العوضي يُعد استخفافاً وإهانة موجهة إلى رموز الدين عامة، وإلى أبناء المنطقة خاصة.

وقد يستمر مسلسل الاستهداف لكل من ينطق بكلمة حق، وكل من ينتقد المسؤول الحكومي وأداءه الوظيفي، مهما علا شأنه وموقعه الديني والاجتماعي. ولهذا نطالب السيد المحافظ بتدارك الموقف وسحب الدعوى القضائية تعبيراً عن احترامه لهم ولمواقفهم الوطنية ودماء شهدائهم.

وجهاء ومشايخ عشائر كل من: قضاء المدينة – قضاء عز الدين سليم – قضاء الإمام الصادق.