"محرر" الشعر العربي وسيرة محيرة

السياب الذي شعر بصدمة إيران وترك الحزب.. المدى تراجع بعد 60 عاماً على الرحيل

شارع المتنبي (بغداد) 964

أقام بيت المدى للثقافة والفنون، في شارع المتنبي وسط بغداد، الجمعة، جلسة لاستذكار رائد الشعر العربي بدر شاكر السياب بمناسبة مرور 60 عاماً على رحيله، قدّمها الناقد أحمد الظفيري، وتحدّث خلال الجلسة نقاد وأدباء عن حياة السياب وما عاصره من تقلبات وانتكاسات منذ طفولته وحتى وفاته في الكويت عن 38 عاماً كأبرز شعراء العرب في العصر الحديث، ورائداً للشعر الحر في اللغة العربية.

هدية البصرة للبحارة الأجانب.. مجلة الموانئ عادت للصدور ...

هدية البصرة للبحارة الأجانب.. مجلة الموانئ عادت للصدور بذكرى السياب وباش أعيان

فيديو: حوار كردي عربي

فيديو: حوار كردي عربي "يورط" السياب و"شيركو بيكه س".. سجالات علي بدر وهيوا عثمان

فيديو: لقد وُلد السياب قبل قرن.. عبقري لم يكمل الأربعين ...

فيديو: لقد وُلد السياب قبل قرن.. عبقري لم يكمل الأربعين والجواهري صمت عنده

قيس الزبيدي عراقي نقل فلسطين إلى السينما في عصر عرفات.. ...

قيس الزبيدي عراقي نقل فلسطين إلى السينما في عصر عرفات.. تأبين المدى (صور)

علي الحداد – رئيس مؤسسة إيشان للثقافة الشعبية، لشبكة 964:

السياب عندما ترك قسم اللغة العربية في المرحلة الثانية انتقل إلى قسم اللغة الإنكليزية، واستمر بدراسته بعد موافقة عميد الكلية آنذاك.

كان هنالك مؤتمر عقد عام 1956 في لندن شارك فيه وألقى محاضرة مع شعراء اتهموا بأنهم يعملون تحت ظل المخابرات الأمريكية وضد الشيوعيين، وقاموا بدعوته بعد علمهم بأنه ترك الشيوعيين وبدأ ينال منهم.

السياب بدأ شيوعياً كون عائلته شيوعية في البصرة، عمه وأخوه ومن قيادات الحزب الشيوعي، جاء إلى بغداد وأصبح رئيس اتحاد الطلبة في دار المعلمين، وحصلت تظاهرات واعتبر راسباً لمشاركته في التظاهرات.

حصلت مطاردات للشيوعيين خلال العهد الملكي بين 1952- 1954 فهرب إلى إيران، فلاحظ أنهم يعتبرون العرب مواطنين من الدرجة الثانية، ولكنه يقول إن في العراق لا مشكلة لدينا بين القوميات ومن هذه الحادثة حدث التحول في حياته.

بعد رجوع السياب إلى العراق من رحلته في إيران ومن ثم إلى الكويت وعودته إلى الوطن، عرف القوميون بذلك فاستقطبوه وقاموا بنشر مقالاته في جريدة الحرية من خلال الإعلامي الكبير قاسم حمودي المعروف في العهد الملكي، في حين كان أصدقاؤه من الشيوعيين يضايقونه وكان من بينهم الشاعر رشيد ياسين، الذي أكد أنه التقى بالسياب في شارع الرشيد وبصق في وجههِ بسبب تركهِ لهم.

السياب بعد أن انتهى من جميع هذه التنقلات استقر في البصرة وعُيّن في الموانئ، ثم أصيب بالمرض والشلل في تلك الفترة، وكان يذهب إلى العمل بواسطة كرسي نقال، فثقل عليه المرض وقام بدعوته أصدقاؤه في لندن لمعالجتهِ ولكن دون فائدة، ومن ثم رجع إلى الكويت عند صديقه الشاعر علي السبتي للعلاج هناك، وطبعاً كانت أيام القصائد الشهيرة: أنشودة المطر، غريب على الخليج، وقصائد أخرى.

السياب خلال نصف عمره ظل يشعر بحاجته إلى أمه كونها توفيت وهو بعمر 4 سنوات ووالده تركه وتزوج امرأة أخرى، وقامت بالاعتناء به جدته ولذلك رثاها، ولديه قصيدة بخصوصها، ولدينا 3 شعراء عرب كتبوا رثاء رقيقاً لجداتهم وهم أحمد شوقي والمتنبي والسياب.

هذه التخبطات والانتقالات والانتكاسات التي حدثت للسياب والتي تعتبر لا إنسانية هي من صنعت شاعريته فهو الشاعر الذي لا تستطيع أن تفصل حياته عن شاعريته فشعره مرآة لحياته.

دراسة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات اكثر شيوعا من الفنون والعلوم الإنسانية

دراسة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات اكثر شيوعا من الفنون والعلوم الإنسانية

ما رأيك؟
فيديو: الكويتيون عراقيون! جمهورنا لم يغادر وبقي يصيح با...

فيديو: الكويتيون عراقيون! جمهورنا لم يغادر وبقي يصيح بالخليج

60 عاماً على رحيل السياب.. استذكار متواضع لرائد الشعر ال...

60 عاماً على رحيل السياب.. استذكار متواضع لرائد الشعر الحر في منزله بقرية جيكور

علي حسن الفواز – رئيس اتحاد الأدباء والكُتاب، لشبكة 964:

أنا شخصياً أميل إلى فكرة أن السياب، كان شاعراً لا منتمياً سياسياً في جوهره، لأن الزمن السياسي، والزمن الإيديولوجي، والزمن النفسي الذي عاشه خصوصاً بعد 1953 كان زمن تحولات عاصفة في العراق والعالم، فهذه الصدمات وهذه الوخزات انعكست بشكل أو بآخر على السياب، فبدأ يعبر عن لا انتمائيته من خلال التنقل هنا وهناك.

السياب كان شخصية مضطربة من الداخل، شخصية تعاني من خذلانات داخلية، خذلانات روحية، نفسية، خذلانات طبقية وتوفي بعمر 38 سنة.

الهمُ السياسي في حياة السياب كان ثانوياً، فالهم الكبير هو الوجودي بأن يكون إنساناً معافى، وأن يكون قادراً على ممارسة حياته، كما افتقد الطبيعية والتوازن في حياته بسبب مرضه، وبسبب طبيعة شخصيته المضطربة.

السياب في لحظات انتمائه السياسي في الأربعينيات، كان ثورياً وكان يقود مظاهرات الجموع الثائرة، ويكتب القصائد الثورية فكان لديه العشرات من القصائد ذات النفس الثوري.

ذكرت اليوم أنشودة المطر لأنها مثلت نضج التجربة السيابية، إلا أنها كانت عنوان أول مجموعة شعرية للسياب، وهذه القصيدة نُشرت في مجلة الآداب، وكانت من أبرز المجلات العربية آنذاك في عام 1953.