يتحدثن بهدوء عن مراحل صنع دقيقة

عيون سيدات غماس تتأذى من الغاز ولا مثيل للخبز على طين الفرات (صور)

غماس (الديوانية) 964

بعض سيدات غماس يخبزن 3 مرات في اليوم، وبعضهن مرة أو مرتين، لكنهن يجمعن تقريباً على التمسك بتنور الطين، وترك تنور الكهرباء البطيء، والغاز الذي يسبب ضرراً للعيون كما يؤكدن، أما تنور الطين المستخرج من ضفاف الفرات وجداوله فيوفر تجربة خَبز مريحة، ورغيفاً بنكهة لا يشبهها شيء، وفي قرية الغزالي بقضاء غماس، تعتمد أم أحمد على صناعة التنانير الطينية لكسب رزقها، وتتحدث لشبكة 964 عن مراحل صناعته بهدوء يحاكي جريان الماء الذي يخترق معظم بساتين الريف هناك، أما أم علي فتنبه إلى ضرورة عملية “لبخ” التنور بالطين من الخارج بعد نصبه في المنزل، ويباع التنور بعشرة آلاف دينار غالباً، ولا يحتاج لحطبٍ كثير، وعمره طويل، قد يصل إلى 3 أعوام أو أكثر بحسب جودة الصنع.

أم أحمد لشبكة 964:

ورثت هذه المهنة من والدتي، التي تعلمتها هي الأخرى من عمتها. وأعتمد عليها اليوم لكسب رزقي، أبيع التنور بسعر من 10 – 15 ألف دينار بحسب الحجم، فالعوائل الكبيرة تشتري التنانير الكبيرة والعوائل الصغيرة تكتفي بالتنانير الصغيرة.

طريقة صنع التنور الطيني بسيطة، فأنا أجلب التراب من جرف النهر، فهو الأعلى جودة، وأضيف قليلاً من التبن لزيادة القوة، ثم أخلطهما بالماء ليصبحا طيناً متماسكاً. وحين يجهز الطين أقوم بصنعه على شكل طوف اسطواني رويداً رويداً، وعند وضع أساس الطوف، أنتظر حتى يجف، لوضع الطوف الثاني ثم الثالث، وهكذا حتى يكتمل الطوف بصورته الأسطوانية النهائية. وفي غضون هذه العملية أصقل جدار التنور بالماء ليصبح أملساً يلتصق عليه الخبز فيما بعد.

أصنع أيضاً الطابگ، وهو بخمسة آلاف دينار، يشتريه الناس لصنع خبز الطابگ، وكنت أصنع السدانة، وهي أشبه بالتنور لكن أكبر، كانت تستعمل لحفظ الأشياء والمواد الغذائية، لكن لم يعد أحد يستعملها.

جربوا خبز “أم أمير” الشهي.. حين عصفت الظروف استأجرت محلاً وجاءت بتنور البيت

أم علي – لشبكة 964:

نفضّل التنانير الطينية لأن خبزها أطيب، والحطب موجود، وهي رخيصة أصلاً، جربنا التحول لتنانير الغاز لكنها تسبب ضرراً للعيون، فضلاً عن تكاليف الغاز، فالتنانير الغازية تستهلك الغاز بسرعة، أما التنانير الكهربائية فهي بطيئة جداً وتحتاج وقتاً وهي تناسب العوائل الصغيرة فقط.

نشتري التنانير الطينية تارةً ونصنعها بأنفسنا تارة أخرى، وفي كل الأحوال عند نقلها لتنصيبها في مكانها المناسب، يجب لبخها بالطين من الخارج لزيادة متانة التنور، ومحافظته على الحرارة لأطول مدة ممكنة، فالطين الذي يوضع عند عملية التنصيب بمثابة عازل حراري. كذلك نضع فتحات صغيرة في أسفل التنور لكي يدخل الهواء للحطب ويشتعل.

عند لبخ التنور بالطين وإكمال تنصيبه، يجب إشعال النار فيه لأكثر من ساعة، ليجف الطين الخارجي، قبل استعماله.

التنانير الطينية جزء من هويتنا كريفيين، ومنذ الطفولة ونحن نرى أمهاتنا يخبزن في تنانير طينية، لم يتغير شكلها مطلقاً منذ ذلك الحين.

نخبز في التنور مرتين يومياً أثناء النهار، مرة عند الصباح الباكر، لتجهيز خبز الفطور والغداء، ومرة عند العصر، لتحضير خبز العشاء، وبعض السيدات يخبزن ثلاث مرات، وبعضهن مرة واحدة أثناء النهار.

Exit mobile version