دور السنّة واليهود والصابئة ملموس
مدينتنا أنجبت خضير الخزاعي و3 آلاف دكتور.. “المجر الكبير” في موسوعة العقابي
المجر الكبير (ميسان) 964
عند الاتجاه بنحو 30 كم جنوب مدينة العمارة في ميسان، ستظهر ملامح مدينة المجر الكبير، التي يقسمها نهر المجر، المتفرع من دجلة إلى شطرين شرقي وغربي يطلق عليهما صوب المجر وصوب اليرموك، ولم تحظ المدينة الهامة بالتوثيق الذي تستحقه، لكن الشاعر والمؤرخ علي العقابي وضع 12 مؤلفاً بعنوان “موسوعة المجر الكبير”، وهي سلسلة أدبية وثقافية وفنية ورياضية ودينية، جمعت بجهود فردية وتضم مجموعة كبيرة من الصور والوثائق عن المجر وأهميته على مدار 200 سنة، وصولاً إلى أبرز ضيوف المدينة، ودور أبناء الديانات والمكونات في تشكيلها، مثل اليهود والصابئة فضلاً عن التجار المسلمين السنة ومساهماتهم الاقتصادية الواضحة، وباتت تلك الكتب مرجعاً للباحثين وطلبة الدراسات العليا، ويقول العقابي إن مدينته الصغيرة أنجبت أكثر من 3 آلاف من حاملي شهادة الدكتوراه، ومنها سياسيون بارزون مثل نائب رئيس الجمهورية الأسبق خضير الخزاعي،
وتولى اتحاد الأدباء طبع بعض كتب الموسوعة، وأخرى على نفقة العقابي، وفي رصيد الكاتب جوائز عدة منها أفضل كاتب عن قصة الومضة في مصر، ودكتوراة فخرية من إحدى الجامعات العربية على كتابه “المجر الكبير ذاكرة ثقافية” والعديد من الجوائز عن مؤلفاته الأخرى.
ميسان: اتحاد الأدباء يحتفي بـ"حطّاب الجنوب" ويقلده وسام الإبداع (فيديو)
علي العقابي – كاتب ومؤرخ لشبكة 964:
بدأت حياتي رياضياً وزاولت العمل الإداري في مديرية الشباب والرياضة، تلتها مرحلة كتابة مقالات عبر صفحات الإنترنت تحدثت فيها عن مدينتي قضاء المجر الكبير ووضعت الأسس في تسمية أبرز الشخصيات والمهن وأيضاً كتبت عن الديانتين اليهودية والصابئية المنتشرتين في القضاء قبل مئات السنين.
كتبت عن تاريخ المجر الكبير عبر 12 مؤلفاً، ثم وضعتها في سلسلة “موسوعة المجر” وكانت معظمها أدبية وثقافية أبرزها (المجر ذاكرة ثقافية، وكتاب الآل في الشعر والمقال) جمعت فيهما أبرز الشعراء والقصائد التي كتبت في ذلك الوقت.
وكتاب “المجر الكبير.. ذاكرة رياضية” يضم أبرز الفرق واللاعبين لجميع الرياضات التي مارسها أبطال قضاء المجر والبطولات المحلية التي حققها الرياضيون آنذاك.
وفي كتاب “المجر الكبير.. ذاكرة فنية” تناولت أبرز الفنانين الذين ولدتهم المجر، وخرجوا للعالم بفن أضاء الدنيا، أبرزهم الملحن العراقي كاظم فندي والفنان كريم منصور وآخرهم المخرج محمد الخليفة الحاصل على الجائزة الدولية الفنية في فرنسا قبل عام.
“سنابل الفجر” و “الموال والأبوذية” كلاهما أرشيف لأهم الشعراء الشعبيين وما جاء في كتبهم، وأيضاً غناها عدد كبير من الفنانين في فترات مختلفة.
كتاب “الشعائر الحسينية في المجر الكبير” صدر عام 2021، وهو من الكتب التي تناولت الشعائر الحسينية خلال 150 عاماً، والطقوس التي يمارسها أبناء القضاء، وأهم الخطباء الذين زاروا المجر وأبرزهم الخطيب اليعقوبي والسيد عز الدين القبنجي والشيخ أحمد الوائلي.
لدي مؤلفات أخرى تركزت على أبرز الديانات والمكونات التي عاشت قبل 250 عاماً في المجر وهم اليهود والصابئة، وكان للسنة الحصة الأكبر في التجارة داخل القضاء.
ولدي أيضا مخطوطات ستتم طباعتها وهي نتاج أرشيف أهم الأقضية في ميسان، وأكثرها حيوية من الجانب الاقتصادي، وله وجه سياسي كبير وأنجب عدداً من الوزراء والمحافظين ونائب رئيس الجمهورية الأسبق خضير الخزاعي، وأكثر من 3 آلاف شخصية حصلوا على شهادات الدكتوراة على مدار 200 عام، وخدموا الوطن في جامعات مختلفة.
معظم تلك المؤلفات كانت تطبع على نفقتي الخاصة وأخرى على نفقة اتحاد الأدباء، وهو بطبيعته عمل مرهق وغير مربح، لكن حبي وشغفي لمدينتي جعلني أجمع تلك المعلومات لتكون بين يدي القرّاء.
الكتاب الأخير سيكون بعنوان (العراق في الأحداق) يتضمن أهم القصائد التي تغنت بالعراق على مدار 60 سنة الماضية.
الكتب الأخيرة التي ستتم طباعتها هي “موسوعة ميسان في الشعر” وتم جمع عدد كبير من القصائد التي ذكرت ميسان وهناك قصائد باللغة الكردية وأخرى بالعربية لشعراء عراقيين مهمين.