على دجلة جنوبي بغداد قرب المدائن
صور من حقول الفلفل في السيافية.. لن نبيع لسماسرة تقطيع الأراضي رغم الإغراءات
السيافية (بغداد) 964
يرفض الفلّاحون في منطقة السيافية جنوبي بغداد، إغراءات مستثمري العقارات الذين ينوون تقطيع المنطقة وتحويلها إلى أراض سكنية، ولا يبيعون معظم مزارعي السيافية حقولهم، فقد استغرقوا سنيناً من العمل والجهد حتى أعادوها خضراء، وهي تزرع الآن محاصيل عديدة على رأسها الفلفل العراقي بنكهته الخاصة، باستثمار الإطلالة المهمة على نهر دجلة.
"أكبر مجمع سكني أفقي في العراق".. تفاصيل وأسعار البيوت في "حوراء بغداد"
التفاصيل:
السيافية منطقة باتت زراعية قرب المدائن، تشهد نمواً كبيراً في إنتاج مجموعة واسعة من المحاصيل الزراعية في البيوت الزجاجية خلال فصل الشتاء ورفد الأسواق في بغداد والمحافظات بهذه المنتجات، وأهمها الفلفل والخيار والباذنجان.
شاهد: بطاطا عراقية مثل الذهب في بغداد.. لكن المزارع يقدم أرقاماً جديرة بالتأمل
سلام حسين الجبوري – فلّاح من السيافية، لشبكة 964:
هنالك منافسة شرسة بين المنتجات المستوردة والمحلية ولكن في الفترة الأخيرة أصبحت الغلبة للمنتج المحلي فهو طازج وذا طعم مميز يختلف عن المنتجات المستوردة لذلك يفضّلها المستهلك.
الحكومة بدأت في السنوات الأخيرة تراعي وفرة المنتجات المحلية وتصدر قرارات بمنع استيراد المنتجات المتوفرة من المنتج المحلي وهذا الأمر ساعد الفلاح بشكل كبير بالاستمرار بمهنة الزراعة.
منطقة السيافية ذات طابع زراعي ولا يمكن لها أن تكون غير ذلك، بسبب تعلّق أهلها بمهنة الزراعة التي مارسوها منذ مئات السنين وحتى خلال الأوقات الأمنية الصعبة جداً في الفترة الماضية.
أبو مشتاق الجبوري – من سكنة المنطقة، لشبكة 964:
أهم المنتجات التي نزرعها في البيوت الزجاجية خلال فصل الشتاء هي الفلفل والخيار والباذنجان بشكل مستمر في كل موسم.
نبيع المحاصيل بأسعار لا بأس بها ونحصل على هامش ربح مقبول في كل موسم حيث أن الزراعة لا توجد فيها خسارة في أغلب الأحيان.
هنالك طلب على المحاصيل التي نزرعها في محافظات الشمال والجنوب لذلك لا نعاني من قضية تسويق منتجاتنا حتى في حالات توفر المستورد لأن المنتج العراقي سيكون هو المفضّل لدى المستهلك ولكن ستكون المنافسة على حساب الأسعار وهذا الأمر يتسبّب لنا بخسائر أو أرباح دون التوقعات.
منطقة السيافية قريبة من نهر دجلة ولا نعاني من مشاكل المياه إلا في بعض الأحيان عند انطفاء التيار الكهربائي وهذا الأمر كان في خلال السنوات الماضية.
أغلب المناطق القريبة من منطقتنا تحوّل إلى مناطق سكنية ولكننا نرفض هذا الأمر ولا نستطيع استبدال مهنة الزراعة والعيش في مدن ضيقة.
تلقينا الكثير من الإغراءات من قبل مستثمرين حاولوا شراء مساحات كبيرة وبأسعار خيالية حيث يصل سعر الدونم إلى 400 مليون دينار من أجل تقطيعها وبيعها كأراضي سكنية ولكن الناس هنا متمسّكون بأرضهم، لذلك رفضوا جميع العروض التي لا تزال مستمرة.
لماذا ينتقل البغداديون الى مجمعات سكنية؟ مقارنة بسماية والبوابة والنجمة (صور)
إبراهيم جمال – عضو جمعية الفلاحين في منطقة السيافية، لشبكة 964:
تجاوزنا الكثير من المشاكل لتحسين واقع الزراعة في المنطقة وإعادتها إلى سابق عهدها وهذا ما نرى نتائجه اليوم.
المنطقة تحوّلت إلى مساحات خضراء بعد أن كانت أرضاً جرداء خلال فترة دخول القوات الأمريكية إلى العراق حتى فترة الانتصار على داعش.
هنالك بعض المشاكل التي تواجهنا مثل نقص الأسمدة وتوفير المستلزمات الزراعية حيث نتواصل مع وزارة الزراعة باستمرار ونصل إلى حلول وتعاون في كثير من الأحيان.