أشهى ذكريات العراق والخليج

“عائلة” جواد سليم تعيد للبصرة سفينة مختفية.. “المهيلة” يا ناس (صور)

2024-08-23 | 11:44

القصور الرئاسية (البصرة) 964

سيرى أهل البصرة “مهَيلة” تبحر في شط العرب، بعد عقود من غيابها، وهي سفينة خشبية طولها 16 متراً، كانت تنقل البضائع في دجلة والفرات حتى موانئ الخليج والهند، وقد بادر فريق متخصص بصناعتها عند أقدم نجاري الكوفة ثم شحنها إلى مرسى قرب القصور الرئاسية في العشار، ضمن مشروع الخبير والفنان التشكيلي رشاد سليم الذي يحاول إحياء التراث البحري في العراق، بأفكار خلاقة تربط الطبيعة بالتاريخ والهوية، متأثراً بتقاليد عائلته البغدادية التي أنجبت عملاق التشكيل العراقي جواد سليم وعدداً من المبدعين البارزين.

فيديو: أشهر بحاري الفاو يقود السفن على هدي النجوم ويعتز بمحركات أوكرانيا

جدّفوا.. جدّفوا.. سيدة بريطانية مع شباب سوق الشيوخ بأسطول من قوارب السومريين

فيديو: "مشاحيف" الهوير تدخل سباقات التجديف.. مهنة الأجداد عاودت الانتعاش

مؤسس نادي القوارب التراثية رشاد سليم، ابن أخ الراحل جواد سليم، متحدثاً لشبكة 964:

سفينة النقل الشراعية “المهَيلة” تعتبر من أكبر السفن التي كانت تبحر في أنهار دجلة والفرات. يتراوح طولها بين 16- 20 متراً وكانت تصل إلى مياه شط العرب وتنقل التمور إلى الموانئ خارج العراق.

انتهى دورها للأسف وانقرضت حولي مطلع الستينات حيث تحول النقل إلى الطرق البرية والقطارات والبواخر الحديثة.

تم تصنيع نموذج “المهَيلة” هذا باستخدام تقنيات تقليدية وأساليب حرفية قديمة، مما يعكس دقة التفاصيل وأصالة التصميم التراثي.

تهدف المبادرة إلى إحياء التراث البحري في البصرة وتعريف الأجيال الجديدة بتاريخهم العريق وأهمية القوارب التراثية في تاريخ البلاد.

كانت تصنع في الفاو ثم جئنا بها من الكوفة

اهم أماكن تصنيعها كان في الفاو ومنطقة أبو فلوس والگرمة شمال البصرة، ويسمى صانعوها بـ”القلافين” وهذه المهنة لا تكاد تعد موجودة اليوم.

يتم في البصرة تصنيع القوارب حالياً من مادة الفايبر كلاس وليس الخشب وابتعدت عن الطابع التراثي.

3 شهور من العمل و”المصغرات” ضبطت التفاصيل

بحثنا طويلاً عن “قلاف” ما زال يتقن هذه المهنة ووجدنا في مدينة الكوفة السيد قاسم، من أقدم نجاري الزوراق هناك.

استغرق العمل عليها 3 شهور وتم بناؤها بحسب مواصفات المهيلة التي أخذناها من “الگلافة” أو القلافة، القدماء وشرحوا لنا كافة تفاصيلها.

في البداية عملنا على صناعة مصغرات للمهيلة من أجل إتقان التصميم الخارجي وتفاصيله وتوجهنا إلى الكوفة للإشراف على إنشاء المجسم الكبير.

ستبحر شهر 9 مع “نادي البصرة الملاحي”

سوف تنزل “المهَيلة” إلى شط العرب بعد شهر لتأخذ مكانها مع قوارب نادي الموروث الملاحي الذي سوف نؤسسه في البصرة لإعادة إحياء السفن التراثية.

لدينا أندية للقوارب التراثية في باقي محافظات العراق مثل بغداد والسليمانية والناصرية (الچبايش وسوگ الشيوخ).

بدأ ولعي بإحياء القوارب التراثية منذ عقود، حيث شاركت في بناء “سفينة دجلة” بطريقة تحاكي سفن السومريين، مع الرحالة والمؤرخ النرويجي “ثور هيردال” عام 1977، في الحادثة التاريخية والثقافية الشهيرة، وأبحرنا بها حتى شواطئ بحر العرب.