الخطر الأكبر على "الشابات"
الأردن في دائرة الشك.. نخيل العراق يتساقط فجأة وربع البساتين ستبقى “بطرگ” الإطار
جديدة الشط (ديالى) 964
بإمكان السوسة الحمراء قتل النخلة وإسقاطها أرضها بخلاف بقية الآفات التي تضرب الثمار أو تسبب بعض الأمراض، ولذا فإن كوادر وزارة الزراعة في ديالى في حالة استنفار، ويقول مدير قسم الوقاية النباتية إن الفلاحين كانوا يصحلون على المبيدات ليستخدموها بأنفسهم في الأوبئة الماضية، أما هذه السوسة الخطيرة، فقد شكلت مديرية الزراعة فرقاً خاصةً تتولى المكافحة بنفسها.
وتبدأ السوسة الحمراء بحفرة صغيرة في جذع النخلة، ثم تضع أكثر من 200 بيضة، وبعد التفريخ، تبدأ بالتهام قلب النخلة وأوعيتها الناقلة للغذاء، وخلال 3 أشهر تسقط النخلة، لتطير الحشرات بأجنحتها الجديدة إلى نخلة أخرى.
وتفضل السوسة النخلات الشابة الريانة، وتعجز عن خرق جدران النخلات الكبيرة بسبب جفاف جذوعها، ولذا فإن النخلات الكبيرة تنجو في الغالب.
لم تنجح كل السموم بالقضاء على هذه السوسة كما يقول المزارع عامر مجيد في منطقة جديدة الشط، وقد اصطحب مراسل شبكة 964 في جولة على نحو 50 من نخلاته المصابة، ويقول إنه لم يكمل فحص الجميع، ويتوقع الأسوأ عند إكمال الفحص، وقد لامست الأعداد 1500 نخلة مصابة في عموم ديالى.
ظهرت الحشرة لأول مرة في البصرة عام 2015، ثم وصلت إلى ديالى عام 2023، لكنها استفحلت مؤخراً، وتثار شكوك حول مصدرها، وما إذا كانت قد دخلت مع شتلات التمر المجهول القادمة من الأردن ودول الخليج، خاصةً وأن هذا الصنف ذاع صيته في العراق خلال السنوات الماضية بسبب انتاجيته الكبيرة، رغم الانتقادات حول جودته ومنافسته للتمور العراقية التاريخية وعلى رأسها البرحي.
ويعتقد مدير قسم الوقاية إن السوسة وصلت بالفعل إلى كل محافظات العراق البستنية، ويخشى من خسارة ربع أعداد النخيل خلال 5 سنوات، لكنه يشير إلى الإجراءات والنصائح التي قد تكبح هذا التدهور.
ومن بين النصائح، هو التوقف عن تكريب (تقليم) النخيل إلا في الشتاء، حيث ينخفض نشاط الحركة في البرد.
عمار جبار – مدير قسم الوقاية النباتية في زراعة ديالى، لشبكة 964:
سوسة النخيل الحمراء خطيرة لأنها تؤدي إلى موت النخلة بالكامل، بينما بقية الآفات تتسبب بضعف النبات، إذ تستهدف السوسة الحمراء داخل النخلة وتجعلها مجوفة، وخلال 3 أشهر تؤدي إلى موتها وسقوطها.
سجلت أول إصابة في العراق عام 2015 في محافظة البصرة، وفي عام 2023 سجلت أول إصابة في قضاء المقدادية في ديالى من قبل فرقنا، وتم التحري وتأكيد الإصابة بسوسة النخيل.
مصدر دخولها يشير إلى الأردن ودول الخليج، لكن هذه المعلومات غير رسمية، إذ كان الفلاحون في عام 2015 يجلبون فسائل نخيل مثل صنف المجهول وغيرها من هذه الدول، وبأسعار منخفضة مقارنة بالأسعار داخل العراق، وكانت هذه الفسائل تحمل الإصابات دون علم الفلاحين.
تكمن خطورة هذه الآفة في قدرتها على وضع عدد كبير من البيض يتراوح بين 200 إلى 300 بيضة، تفقس خلال 3 – 5 أيام، والأخطر أن الحشرة قادرة على الطيران، مما يسهل انتشارها ويجعلها.
الطور اليرقي هو الطور الضار للحشرة، إذ يستمر نحو 3 أشهر عند توفر الظروف البيئية المناسبة، وخلال هذه الفترة تنهار النخلة، أما إذا لم تتوفر الظروف المناسبة فقد يستمر طور اليرقة 6 أشهر.
يعمل الطور اليرقي على قرط الأوعية الناقلة للغذاء والماء للنبات، حيث تتغذى عليها بشكل كامل.
إذا بقيت الحشرة دون متابعة أو معالجة، فسيؤثر ذلك على ربع ثروة النخيل في المحافظة خلال السنوات الخمس المقبلة.
تمت مكافحة الحشرة في 1500 نخلة مصابة حتى الآن، أما عدد النخيل الميت فليس لدينا إحصائية دقيقة، لأن معظم الفلاحين لا يبلغون عن النخل المصاب.
بدأنا نسيطر على الوضع بطريقتين: الأولى عبر التوعية الإعلامية وعقد الندوات لبيان خطورة الآفة، وربما يظن البعض أن ديالى هي الأكثر إصابة، لكن الحقيقة أننا ركزنا على الجانب الإعلامي لتفادي الإصابة وحصرها.
وجهنا الفلاحين من خلال الورش والندوات بطرق الوقاية منها، مثل أن تكون عملية التكريب في كانون الثاني لانخفاض درجات الحرارة، وقلة نشاط الحشرة. كما قمنا بالرش الوقائي الخارجي لمنع انتقال الحشرة من نخلة إلى أخرى، إضافة إلى عمليات حقن بالمبيدات.
وضعنا خطة خاصة لمواجهة هذه الآفة تختلف عن باقي الآفات؛ فبدلاً من توزيع المبيدات على الفلاحين كما في السابق لمكافحة الذباب أو الدوباس، شكلنا اليوم فرقاً رئيسية بين قسم الوقاية في زراعة ديالى وباقي شعبها في الأقضية والنواحي لمواجهة خطر سوسة النخيل.
تصيب هذه الحشرة جميع أنواع النخيل، لكن الاختلاف يكون حسب عمر النخلة؛ فالنخيل الذي يزيد عمره عن 20 عاماً تقل فرص إصابته بسبب صلابة أنسجته، بعكس النخيل الذي عمره دون 15 عاماً، حيث تكون فرصة الإصابة أكبر.
عامر مجيد – فلاح من ناحية جديدة الشط:
السوسة الحمراء هي حشرة على شكل خنفساء حمراء اللون.
قمنا بمعالجتها بجميع أنواع المبيدات، حتى الأقراص التي توضع داخل قنوات النخيل، لكنها لم تنفع في منع انتشارها. فهي تعتمد مبدأ حفر النخلة في البداية بقناة صغيرة لتضع بيوضها داخلها، وتصل إلى نحو 200 بيضة.
عند حفر جزء من النخلة نلاحظ وجود أنفاق كثيرة داخلها، إذ تقوم بنخرها من الداخل، ويبقى الجزء الخارجي فقط.
الحرق لا ينفع في علاج النخلة المصابة، رغم اعتقادنا سابقاً أن الحرق علاج لكل شيء.
جربنا أنواعاً عديدة من السموم دون جدوى، وحتى حملات مديرية الزراعة لم تنجح في القضاء عليها.
الإصابات كثيرة في ناحية جديدة الشط، فأنا شخصياً أصيبت لدي 50 نخلة، وهذه فقط التي تم رصدها، أما غير المفحوص فلا نعرف عددها.
السوسة سريعة الانتشار وتطير من نخلة إلى أخرى.
الثقوب تدل على وجود إصابة، ووجود عصارة في التجاويف دليل على وجود اليرقات.
تجرى المكافحة إما عن طريق الحقن، وذلك بثقب النخلة المصابة باستخدام “الدريل” وحقنها بالسموم، أو عن طريق الرش باستخدام المرشات لرش السموم على القلب والجذع وأسفل النخلة.
أعراس النخيل في العراق:
مكبوس ومعسل من أبو الخصيب
تمر البصرة اختلط بـ6 بهارات حارة.. أغرب نكهات العراق وصار الدبس أبيض!
30 مليوناً ليست حلماً
خبير سعودي يحرس 50 ألف نخلة في الحلة: نعيد نخيل العراق عظيماً من جديد
نصيحة دولية حول أشهى الأصناف
بغداد تختم "أعراس النخيل" وتعلن أول مجلس عراقي للتمور: عدنا لأسواق العالم
"لدينا 22 مليون نخلة حالياً"
مستشار السوداني: العراق صدّر 500 ألف طن من التمور إلى الهند والمغرب وأوروبا
عملية لدفاع مدني كربلاء
صور: إنقاذ عمال دفنوا تحت أطنان من التمور بعد انهيار مخزن في الحسينية
نجحت التجربة
مهندس عراقي يكتشف أول طريقة لحفظ البرحي وينقذ النكهة من مشاكل التجميد
تهنئة وزير التسامح باليوم الوطني