استعرض ما تغير منذ 2003

صالح المطلك: العراق مجتمع مخدرات وأنا أدعم السوداني

964

أكد السياسي السني المخضرم، صالح المطلك، أن “القوى الشيعية” تعاونت مع الأميركان لإزاحة جيل القادة السنة والمجيء بقادة شباب تحت عنوان “الإزاحة الجيلية” لخلق ما وصفه بـ “الأتباع” بدل “الأنداد”، وأن العملية السياسية بشكلها الحالي صارت “كسيحة” بعد أن كانت “عرجاء” ولن تستطيع بناء الدولة، بل تنتج مجتمعاً يسوده الفساد والمخدرات وما شابه. رغم تمنياته بولاية ثانية لرئيس الحكومة الحالي محمد السوداني.

صالح المطلك: “اللي شبكنا” لن يخلصنا.. وهذا ما سمعته من سفير أمريكا

المطلك: الشيعة اتصلوا بعزت الدوري وهذا تقديري لـ”دكتاتورية” المالكي والصدر

صالح المطلك، في حوار مع الإعلامي محمد جبار، تابعته شبكة 964:

عدم ترشحي للانتخابات النيابية المقبلة لم يكن بمثابة تقاعد سياسي، ولكن كنت أرى بوضوح أنه في ظل الفساد السياسي المستشري والإقصاءات السياسية المستمرة، والسلاح الذي قد يستخدم لرفع مرشحين على حساب آخرين، كان واضحاً أن أبناء البلد من أصحاب الكفاءة والنزاهة ليست لهم فرصة في العملية السياسية، ومع حجم الدعاية الانتخابية في شوارع بغداد أسال نفسي كم من الأموال سينفق كل مرشح لكي يستطيع الفوز، فالمرشح الذي لا يدخل في عملية الفساد لن تكون له أي فرصة.

كنت أقول في بداية عملي السياسي إن العملية السياسية عرجاء، والآن أقول إنها كسيحة ولن تستطيع بناء بلد بمقومات صحيحة ولن تنتج مجتمعاً متماسكاً يؤمن بالهوية الوطنية، بل ستنتج مجتمعاً يسوده الفساد والمخدرات وما شابه، ولذلك لا مجال لمن يريدون الإصلاح داخل هذه العملية السياسية فحجم الفاسدين المتواجدين داخلها أكبر بكثير منهم، وأنا ضمن مجموعة لا تستطيع مواجهة القوى السياسية التي ستفوز بالانتخابات، ولن نستطيع تغيير الأوضاع، وقد نلام على دخولنا الى هذا النظام السياسي، ولكن كان الهدف هو تصحيح الأوضاع وتمكنا من تصحيحها نسبياً لناحية تخفيف الاحتقان الذي كان موجوداً حينهاً.

عملنا عام 2010 على تشكيل كتلة وطنية عابرة للانتماءات ونجحنا في ذلك وفزنا بالأغلبية في انتخابات ذلك العام، ولكن المحكمة الاتحادية التفت على الدستور ومنعت الكتلة الفائزة من تشكيل الحكومة أو حتى إعطاء فرصة لذلك، الأمر الذي خلق إحباطاً واسعاً لدى الناس الذين أقنعناهم بأهمية المشاركة وتصحيح الأوضاع، ثم بدأت نسب المقاطعة تتصاعد، والآن هناك عمل مقصود لدفع 80% من الشعب الى المقاطعة لكي يبقى جمهور القوى الإسلاموية وحيداً في المنافسة هو وجمهور الموظفين المعينين من قبلهم، والآن كل إيرادات الدولة تذهب لهؤلاء بعيداً عن أي خطط لتطوير القطاع الخاص وخلق وظائف للشباب.

العملية السياسية تعيش صراعاً مريراً اليوم، ومحاولات تجديدها عبر مفهوم الإزاحة الجيلية لم تطبق إلا على مكون واحد، وبقي الشيعة والكرد على ما هم عليه، لكي يأتوا بأتباع يأتمرون بأوامرهم لا قادة وأنداد، وأنا مع ولاية ثانية للسوداني شريطة أن يحصل على كتلة نيابية قوية لحمايته من صراعات باقي القوى داخل مجلس النواب، أما الحلبوسي فأعتقد أن فرصه بولاية ثالثة قد ضعفت كثيراً في ظل التقاطعات الكثيرة التي حصلت، رغم أنه أدار مجلس النواب بقوة سابقاً.

القوى السياسية الشيعية عملت على أزاحة قادة البيت السياسي السني، وحتى الأميركان تعاونوا في ذلك، للمجيء بجيل من القادة الشباب الذين يحملون طموحاً أكبر مما يجب، فالطموح الكبير قد يحرق صاحبه ويحرق الجيران، وأنا لست مع الإزاحة الجيلية وأتمنى أن لا تطبق في أي مكون آخر، ولكن أنا مع التكامل الجيلي.

الأحزاب السنية كسرت عظام بعضها البعض، وهذا الصراع أثر على وضعهم في بغداد، أما الفاعل الخارجي أو الامتدادات الخارجية فهي غير موجودة، حتى في بداية العمل السياسي لم يكن هناك دعم من تركيا أو الدول العربية، نعم قد يكون هناك دعم لشخصين أو ثلاثة، ولكن لم تدعم هذه الدول أي مشاريع، لأنها لا تملك أي قضية في العراق، على عكس القوى السياسية الشيعية التي كانت تملك امتدادات مع إيران، ولم تكن الحكومات تشكل إلا بعد يزوروا إيران ويطبخوا الطبخة هناك ثم ينفذونها في العراق.

لست مع وجود جيشين في العراق، وعملية بناء الدولة التي يفترض أنها مهمة للشيعة قبل السنة، يجب أن تقوم على وجود جيش واحد، وأخشى أن وجود جيشين في دولة واحدة سيقود الى حرب أهلية كما حصل في السودان بين الجيش السوداني وقوات التدخل السريع.

Exit mobile version