راجع تظاهرات الكرادة في السبعينات

غالب الشابندر بعد “الدكة”: صدام سجنني 23 مرة والسوداني بعثي ابن بعثي

964

علق الكاتب غالب الشابندر على تهديدات تلقاها من تجمع كبير لعشيرة رئيس الوزراء، بالقول إن في جسمه عشرات الكسور تعود إلى السبعينات، حين اعتقله نظام البعث نحو 23 مرة في احتجاجات كان ضمنها في بغداد، مصمماً على التمسك باتهام رئيس الحكومة محمد السوداني بأنه “بعثي ابن بعثي”، ومعيداً تعريف “حزب الدعوة تنظيم العراق” الذي ينتمي له السوداني، وجدد التأكيد أنه لم يطلب أموالاً منه، ولو أراد لطلب من نوري المالكي لأنه “صديق منذ 40 عاماً”.

دولة القانون: عشيرة الكاظمي كانت أكبر من “السودان” حين هددوا “قطع أذنيه”

عزت الشابندر يستنكر تهديد قبيلة السودان ضد شقيقه غالب بالدكة العشائرية

الزرفي يسأل عن عشيرة السوداني: مرحلة ما بعد الميليشيات؟

غالب الشابندر: رفضت فلوس السوداني والنقيب اللامي شهد ذات يوم

10 بدلاء للسوداني على طاولة المالكي: الكاظمي فقط التزم بالشرط

غالب الشابندر، في حوار مع الإعلامية منى سامي، تابعته شبكة 964:

ما جرى معي زوبعة في فنجان، ولم يهز شعرة واحدة مني، فأنا ابن السجون والنضال والتعذيب وفي جسدي 70 كسراً، وسجنت في العراق والكويت والإمارات، وحين رأيت التجمع ضحكت كثيراً، فالإيمان بالله حصن حصين، والمؤمن لا يخشى شيئاً ولا يخاف إلا الله.

قبل فترة ظهر شاب لطيف ينتمي لتحالف الإعمار والتنمية، وقال أتحدى أي شخص كان بمقدوره التظاهر في السبعينيات ضد نظام البعث، ولكنه شاب صغير ولا يعرف شيئاً، فأول تحدٍ قمنا به كان عام 1970 بعد وفاة السيد محسن الحكيم، وهتفنا “سيد مهدي نريده هنا، اسمع يالريس”، ثم تحدينا نظام البعث عام 1974 في الكرادة بتظاهرة بعد إعدام “قبضة الهدى” (مجموعة عارف البصري) وذهبنا الى النجف والتقينا السيد الخميني والسيد الخوئي هناك، ثم تحدينا النظام عام 1977 وتعرضت للاعتقال في سجن رقم 1، ورأيت ما رأيت، ثم سافرت الى مختلف مدن العالم، ثم قمت بتدريس الشرطة المجتمعية لمدة 6 أشهر، وقمت بتدريس التحليل السياسي لضباط جهاز المخابرات لمدة سنة، وهذه التجارب تتحول كلها الى حالة من التعاطي الهادئ مع الأحداث.

عام 1974 ألفت كتاباً بعنوان الفكر العميق في الأزمة الحضارية، وأجازه للنشر تحسين معلة رحمه الله، وبعد فترة استدعيت الى جهاز المخابرات، وكان الاستقبال جيداً على غير العادة، ووضعوني في غرفة نظيفة على غير العادة أيضاً، بينما كانوا يسحبونني من ياقتي من الباب الى الزنزانة في المعتاد، بعدها التقاني أحد الضباط وقال لي من أجاز كتابك لا يفهم شيئاً، لأن هذا الكتاب يحتوي على أفكار حزب الدعوة، فتناقشنا قليلاً، ثم سألني أيهما أفضل حزب البعث أم حزب الدعوة، فقلت له حزب الدعوة يملأ رأسي وحزب البعث يملأ جيبي، فقال لي صدقت، وهذه حادثة واحدة من بين 23 مرة دخلت فيها معتقلات الأمن في تلك الفترة.

أنا هاجمت العشائر والشيوخ مرات عديدة، وهذه واحدة منها، وأنا هنا الآن أجلس بكل هدوء وسيطرة، ولكن ليعلم الأخوة عشيرة السودان بأن أكبر أساتذتي في المنطق والأصول هو الشيخ موسى جعفر باقر السوداني، وهو من علماء الإسلام العظماء، وله كتاب الآيات الساطعة في العبر النافعة، وحين كان يُسأل أي طلابه أفضل، كان يقول نصاً “غالب قوي”، وحين اعتقل السيد هادي الحكيم أيام عبد السلام عارف، قادنا هذا الشيخ الجليل بتظاهرة الى مقر الشعبة الخامسة في الكاظمية، وهذا تأريخ لا يعرفه هؤلاء.

السيد السوداني كرس العشائرية، ونحن نريد التخلص منها، فنحن نريد أن نبني دولة، وهذه العشائر دمرت الدولة منذ 1921، وحاول مدحت باشا أن يقضي عليها ثم استفحلت، وجاء نوري باشا والاحتلال الانكليزي ودعموا العشائر، فهؤلاء “طلعوا روح” المرجع محمد حسين كاشف الغطاء، و”شيبوا راس” محمد تقي الشيرازي، و”شيبوا راس” شيخ الشريعة الله الأصفهاني والسيد محسن الحكيم، فهذا مرض لا يجب تكريسه بل مقاومته، ومن بث العشائرية بعد صدام حسين وبعد 2003 هم 3 أشخاص، المالكي والخنجر والسوداني، وهذه قيم تتنافى مع الإسلام، وينظر لها الإسلام كفتنة.

لم أتعرض لتهديد ولم يصلني أي بلاغ قضائي، ولكن ظهر لنا الآن مصطلح الدكة العشائرية السلمية، وهذه نكتة، وادعاء محمد الصيهود بشأن طلبي المال من السوداني كان نكتة أيضاً، فأنا لا أطلب من أحد، حتى من والدي وأخي لم أطلب يوماً، ولو احتجت شيئاً ولو أردت أن أطلب لطلبت من المالكي، وهو داعية وصديقي طيلة 40 سنة.

محمد شياع ليس داعية، فحزب الدعوة حين انتقل الى العمل من إيران، وكان هذا خطأً كبيراً، كان يدعو الى أن القضية العراقية هي المركزية، وكان الدعاة يقاومون “أيرنة” الحزب، وكانت المخابرات الإيرانية تريد تحويل الحزب الى أداة بيدها، وقاومنا ذلك، ولكن المخابرات الإيرانية قامت بشق الحزب الى تنظيم داخل وتنظيم خارج، وبعد سقوط النظام كان تنظيم الداخل قليلاً جداً فبدأوا بكسب الأعضاء الجدد، ومنهم محمد شياع السوداني، أما ادعائي بكون السوداني بعثي ابن بعثي فهذا لا أتراجع عنه، ومستعد للدفاع عن نفسي أمام القضاء، ولا أريد الحديث عن ذلك مجدداً لأنها صارت قضية باردة ومستهلكة وسخيفة، ومن رأى قصر النهاية لن يهزه شيء بعدها.

Exit mobile version