“السوداني الرائع الجبار”.. جدل بعد مؤتمر لندن في “تشاثام هاوس”

964

المئات خرجوا من مؤتمر “تشاثام هاوس” يوم الأربعاء بانطباعات متباينة، بين الرضا والصدمة والتساؤل حول أكبر مؤتمر تنظمه بريطانيا حول العراق.. ورغم وجود أصوات راجعت الملفات بشكل نقدي، لكن بدا أن الحدث متحمس أكثر من المألوف لعهد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وليس المتحدثون وحدهم.

وبالنسبة للحضور، فإن أغلبهم اعتاد على أن تتخذ المؤتمرات العراقية المحلية اتجاهات مماثلة، لكن فعاليات المراكز  البحثية وصالونات التفكير السياسي الرصينة في لندن تتميز بصرامة قواعدها وتنوّع اتجاهات الآراء التي تطرحها، وهو ما جعل أداء المؤتمر محل نقاش خلال الليلة الماضية بين المراقبين العراقيين.

بدأ المؤتمر بحوار مسجل مع السوداني تم بثه “أونلاين” أما الجلسات الأربعة فقد ضمت واحداً أو أكثر من المتوافقين مع رأي الحكومة، وفي معظم الجلسات كان ثمة واحد من مستشاري السوداني.

تغطية شاملة من 964

شبكة 964 تولت بث المؤتمر بالكامل وتغطية أحداثه وتصريحات ضيوفه أولاً بأول، كما استمعت بعد المؤتمر إلى آراء بعض المشاركين.

قال مشاركون إن شعورهم كان قريباً من “التعرض لحملة انتخابية سودانية مكثفة خلال ساعات قليلة وباستراحات قصيرة وبعدة لغات”.

تذمّر أحد المشاركين بعد رحلة طويلة “سافرت 6 ساعات لأحظى بشيء مختلف يليق بما نعرفه عن تشاثام هاوس.. لقد سمعت أشياء مشابهة لما يقال يومياً في بغداد أثناء الحملات الانتخابية”.

بالنسبة للمحبطين.. كان سقف طموحاتهم يتعلق بحضور جلسة تفكير سياسي عميقة ومركزة، وهو ما عرفت به تقاليد “تشاثام هاوس”، لكنهم لم يحظوا به كما يعتقدون.

شعبية بين النساء أيضاً

“أعجبني الجزء المتعلق بأن شعبية السوداني كبيرة بين النساء”.. علقت سيدة من الحضور على فحوى الجلسة الأولى التي ركزت على مستوى شعبية السوداني.

أحد حضور المؤتمر استخدم عبارة “لا أريد قول أشياء سيئة” في محاولة لتجاوز الحديث عن غلق ملف التحقيق بمقتل المئات بعد تظاهرات العام 2019، رغم أن المؤتمرات المماثلة مخصصة لقول “الأشياء السيئة” وغيرها.

الحوثي مسموح لكنه “ليس تشاثام هاوس”

في حادثة لا تتكرر كثيراً في لندن.. تم تجاهل ومنع سؤال عن وجود مقرات جماعة أنصار الله الحوثية في العراق.

مع ذلك.. قال كثيرون إنهم استمتعوا بحفلة تعارف ضرورية بين النخب والفاعلين والمؤثرين العراقيين والأجانب.

قال متحدث على صلة بتحضيرات المؤتمر إنه ينبغي عدم الخلط بين تقييم تشاثام هاوس كمؤسسة عريقة، وبين برامج وفعاليات “مبادرة العراق” لاسيما مؤتمر أكتوبر تشرين الأول، فالمبادرة جزء محدود من المعهد.

صدفة الشابندر أثناء المؤتمر

أثناء إلقاء الباحثين الغربيين والعراقيين كلماتهم في لندن عن “الرجل الذي نجح في منع العراق من المشاركة في حروب محور المقاومة”.. كانت الصفحات العراقية تتداول مقاطع فيديو التهديدات التي أطلقتها عشيرة السوداني ضد كاتب هاجم رئيس الوزراء.

وصلت المشاهد إلى حضور المؤتمر ومعظمهم من الصحافة وأجوائها، ولم تكن الحادثة غير المسبوقة على أجندة أي متحدث رئيسي.

المسألة أكبر.. تفسيرات ونهج اعتدال؟

يعتقد بعض الحاضرين أن روح الدعم التي أظهرها المؤتمر للسوداني قد لا تتعلق برغبات شخصية بين المنظمين، انعكست على اختيار الضيوف ومحاور الحديث، بل بمسألة أكبر.

خرج بعض حضور ومتابعي المؤتمر بشعور عن وجود “لوبيات” أوروبية وغربية قررت منح السوداني بوصفه الجناح المعتدل حالياً في العراق، جرعة من “الشعبية الخارجية” على أعتاب الانتخابات، ونحو هدف الولاية الثانية الذي أعلنه السوداني في بداية المؤتمر بشكل واضح، لكن تلك اللوبيات لا تتمكن من الولوج إلى مؤسسات بمستوى “تشاثام هاوس” في العادة كما يقول عارفون بأزقة لندن.