“سهلة”.. ماذا لو تعطل قطار التنمية في السماوة؟.. خبراء العراق وثقة عالية بالنفس

السماوة (المثنى) 964

ثقة عالية بالنفس يظهرها الخبراء العراقيون في مواجهة تحدي الإنجاز الكبير الذي صار على الأبواب وهو طريق التنمية مع شبكة طرقات وسكك تنقل الشاحنات والقطارات من أقصى نقطة في البحر إلى أقصى نقطة في كردستان لتسلم بضائع آسيا إلى تركيا ومنها إلى زبائن أوروبا.. ومع أكثر من 40 عاماً من الخبرة.. يقول خبراء ورشة تصليح القطارات في السماوة إنهم على أتم الاستعداد للتدخل عند أي طارئ يواجه القطار خلال مروره بالسماوة أو أي مكان.

ويعد معمل السماوة الأكبر في العراق وربما الشرق الأوسط لصيانة القطارات، ويعبّر مسؤول وحدة القاطرات بهاء يوسف عن ثقة عالية بكوادر المعمل، ليس في قسم القطارات فحسب بل كذلك في قسم الشاحنات والعجلات والتحوير، ويقول إن طريق التنمية سيحتاج جميع الورش.

ومشروع طريق التنمية العراقي التركي الخليجي يرفع آمال كل المدن التي يمر بها.. فهي المرة الأولى التي ستشهد فيها البلاد مشروع نقل بهذه الضخامة منذ أيام قطار الشرق الذي لا يُقارن بالقطارات المُنتظرة، حيث تتجاوز سرعتها 300 كم في الساعة، وفي السماوة.. ثالث المحطات المتوقعة للقطار بعد البصرة وذي قار، يظهر خبراء صيانة القطارات حماساً لخوض تجربة إصلاح قطار التنمية!

واستعرض بهاء يوسف أمام كاميرا شبكة 964 آخر إنجازات الورشة، وهو إصلاح قطار عاطل منذ 10 أعوام، ليرتفع عدد القاطرات التي تم إصلاحها خلال العام إلى 140 قاطرة.

ورغم الاختلاف المتوقع في القطارات المرتقبة ضمن طريق التنمية، كأن تكون أكثر تطوراً من القطارات العراقية الحالية بالطبع، لكن الخبراء العراقيين يؤكدون أنهم لن يواجهوا أي مشكلة في الأمر نظراً لخبراتهم الكبيرة واطلاعهم أصلاً على آخر ما وصلت إليه تقنيات القطارات.

بهاء يوسف – مسؤول وحدة القاطرات، لشبكة 964:

تقوم وحدة سكك الفرات الأوسط بتصليح جميع القاطرات الواردة إلينا سواء من بغداد أو البصرة أو القاطرات التابعة إلى مديرية سكك الفرات الأوسط.

الأعطال التي نستقبلها قد تكون ثقيلة أو خفيفة أو متوسطة، وذلك بحسب نوعها.

أصلحنا 140 قاطرة منها 40 لنقل الركاب خلال العام الحالي.

على سبيل المثال: القاطرة 2405 كانت متوقفة لدينا منذ أكثر من 10 سنوات، والحمد لله تمكنت كوادر الوحدة من إعادتها إلى الخدمة بجهود وتكاتف الجميع، رغم ما كان فيها من أعطال ثقيلة وأخرى متوسطة.

القاطرات الموجودة لدينا حالياً تشمل القاطرة 2539 التي ما زال العمل جارياً عليها، إضافة إلى القاطرة 2559 التي ستدخل الخدمة خلال اليومين المقبلين.

القاطرات العاملة لدينا حالياً هي الروسية وكذلك الألمانية والإسبانية.

بالنسبة للقاطرات الصينية فهي من شأن بغداد، لكنها تصل إلينا أحياناً لإجراء أعمال الصيانة.

عملية الإصلاح لدينا هي عملية مشتركة سواء كانت من السماوة أو من بغداد.

المشكلة الأساسية التي نواجهها هي نقص الكوادر، إذ لدينا كفاءات خبيرة لكنها قليلة العدد، وعند الحاجة نستعين بالعمال بالأجر اليومي.

نحن كخبراء نقوم بمعالجة أي عطل، وكل مجموعة تختص بنوع معين من الأعطال: قسم الديزل، وقسم الميكانيك، وقسم الكهرباء، حيث توزع المهام بشكل دقيق. القاطرة أشبه بخلية عمل متكاملة ومتعددة التخصصات.

أكثر الأعمال إرهاقاً هي القاطرات المتوقفة منذ سنوات طويلة، لأن الصيانة تبدأ فيها من الصفر، سواء لمنظومة الكهرباء أو الهواء أو الديزل أو الميكانيك، حيث نعيد صيانتها بالكامل. ومع ذلك، لا يوجد عطل يصعب علينا إصلاحه. فقد خدمت في هذا المجال أكثر من أربعين عاماً، وخبرتي تجعلني واثقاً أن لا قاطرة يمكن أن تكون عصية على الإصلاح.

القاطرة 2532 تعرضت لحادث وتم إرسالها من بغداد إلينا، وإن شاء الله سيتم إصلاحها.

إذا مرت “قطارات التنمية” عن طريق السماوة، فنحن مستعدون لتوفير كل الصيانة التي قد تحتاجها القاطرات، لدينا فريق عمل متكامل، وكل قطار يمر عبر السماوة من البصرة باتجاه مشروع التنمية سنكون جاهزين للعمل عليه.

خبراتنا تمتد إلى 41 سنة من الخدمة، وهذا دليل على عمق معرفتنا، فليس الأمر مجرد خبرة عابرة، كما أن جميع الأقسام ستكون ضرورية في مشروع طريق التنمية، وليس وحدة القاطرات وحدها، بل حتى ورش الشاحنات والأقسام الأخرى.

صباح مظلوم – مسؤول وحدة الشاحنات:

إن ورشة الشاحنات في معامل تصليح السماوة تقوم بصيانة الأحواض نوع FZB وشاحنات نقل الحبوب.

تدخل هذه الشاحنات إلى الورشة لإجراء الرفع الدوري، وصيانة العجلات، وتبديل كاكات النضوح.

لقد قمنا منذ بداية شهر كانون الثاني وحتى الآن بصيانة 205 شاحنات. حالياً نقوم بتجربة تصليح الأحواض التي تعرضت لحوادث، حيث نعيد تأهيلها وإرجاعها إلى الخدمة.

الأحواض كانت سابقاً موجودة في بيجي، لكن الإرهاب تسبب في إخراجها عن الخدمة، ومن ثم أُدخلت إلينا حيث قمنا بإصلاحها بشكل صحيح وإعادتها إلى الخدمة مجدداً.

إبراهيم نشمي – معاون مدير الهندسة الآلية الكهربائية التابعة لمنطقة سكك الفرات الأوسط:

تسمى هذه الورشة “وحدة خراطة وتحوير العجلات”، تصلنا عجلات خارجة عن الخدمة سواء لشاحنات أو قاطرات أو عربات المسافرين، فنقوم بإعادة تأهيلها وصيانتها، وإعادتها إلى الخدمة من جديد، لتتحول إلى مصدر إيرادات للشركة.

لدينا ضوابط وقياسات محددة مطابقة للمواصفات العالمية، ونلتزم بها عند إعادة التأهيل. تمر عملية التحوير بخمس خطوات رئيسية. تبدأ الماكينة عملها وفق هذه الخطوات، سواء بالخراطة أو بإعادة التأهيل، لتعود العجلة صالحة للعمل ثم تُركب مجدداً في الشاحنات أو القاطرات.

هذه الآلة تعمل وفق قياسات عالمية دقيقة، حيث نقيس المواد أولاً ثم نمنحها القياسات المناسبة لتخرج مطابقة للمواصفات وتعود إلى الخدمة.