معن الجبوري في تعليق متشائم

مع أي ضربة محتملة.. ترامب “لم يعد مسؤولاً” عن العراق بعد انسحابه لكردستان

964

حذر الخبير الأمني معن الجبوري، اليوم الثلاثاء، من هشاشة مشهد الجغرافيا السياسية في المنطقة، لحظة إعادة انتشار الجيش الأميركي في العراق وتمركزه في إقليم كردستان، فالحدود السورية لا تزال تشكل تهديداً، وتنظيم داعش يستفيد من الفوضى ليتكيف عبر آلاف المقاتلين الأجانب والداعمين في المنطقة، فيما تكون الحصيلة النهائية بحسبه، أن تنأى واشنطن بنفسها عن أي تطور قد يحصل في العراق سواء كان إرهاباً أو ضربة محتملة.

بيان المالكي

بيان المالكي "لم يصدر بعد النوم".. دولة القانون تطلب توضيح السوداني

نعم.. السوداني يبحث عن

نعم.. السوداني يبحث عن "وسيط" لترامب وسنطير لواشنطن في أيلول

معن الجبوري – خبير أمني، مع الإعلامية سجد الجبوري، تابعتها شبكة 964:

إذا ما نظرنا للوضع والخريطة الجيوبولتكال في المنطقة فلا يوجد اطمئنان، ولا يمكن للعراق ولا لأي دولة أن تسترخي حالياً.

الحدود السورية لا تزال مشكلة منذ 2003 حتى الآن.

تنظيم داعش زئبقي وهو لم يأت بجيش ودبابات، فداعش يعمل وفق معطيات على الأرض ويفهم الجغرافيا والديموغرافيا والحالة التي وصل إليها الشرق الأوسط، وهنالك قوة تستفيد من حالة الفوضى.

لا يمكن أن تخرج أمريكا العراق من حساباتها الاستراتيجية في المنطقة بعد الجهد الجهيد لمدة عقدين وما تحملته، فالعراق ركيزة استراتيجية للجانب الأميركي خصوصاً في مواجهة إيران.

لا يمكن أن نقتنع بأن تنسحب أمريكا من العراق وتترك الفراغ ليملأه الجانب الإيراني وميليشيات موالية، لكن هنالك تكتيكات واستراتيجيات فأمريكا تتكيف مع تحولات الشرق الأوسط الجديد.

الآن هنالك متغيرات في الخارطة السياسية في المنطقة وتوج ذلك سقوط الأسد ومجيء الشرع، هذا أعطى أمريكا فسحة من التحرك، وهذا لا يعني أن ترامب سيخرج العراق من حساباته.

أعتقد أن متغيراً سيحصل قريباً في المنطقة. أمريكا لا تهرب فهي من الممكن أن تتعرض لضربات في كردستان أيضاً.

داعش أيدلوجيا، ولازالت هنالك ظروف وأرضية خصبة تنضج فيها هذه النباتات الضارة نتيجة المتغيرات التي تحدث في المنطقة. داعش من الممكن أن يتكيف ويتحرك وفق المناطق الرخوة والمعطيات، ممكن أن يستثمر داعش الظروف.

يمتلك داعش خبرة أجنبية وينسق مع آلاف المقاتلين الأجانب فضلاً عن المتعاطفين الداعمين من أبناء المنطقة.

معظم قيادات داعش تم قتلها بمساعدة القوات العراقية أو السورية لكن الستراتيجية المتبعة والاستخبارات والطائرات التي تنفذ العملية جميعها أمريكية، إذن لا يمكن أن نفقد بسهولة هذه الإمكانيات التي تقدمها أمريكا للجهد العسكري والاستخباراتي العراقي.

الانسحاب جاء تحت الضغط، وطبق لعبة جر الحبل بين الميليشيات الموالية لإيران والجانب الأميركي، والتي حاولت فيها الحكومة العراقية أن تحافظ على حدود وسطية ولم تفلح. لذلك الانسحاب الأميركي رسالة إلى الحكومة العراقية وأن بغداد غير قادرة على كبح الفصائل، ويترتب عليها بأن ظهور داعش أو أي ضربات محتملة هي أمور قد تحدث في الوسط العراقي، وحينها ستنأى أمريكا بنفسها عما يحدث.

لجوء أمريكا إلى إقليم كردستان وإعلانها أنها في دولة صديقة هو فوز ومكسب لحكومة الإقليم، لأنه استطاع أن يكسب ثقلاً عسكرياً واستراتيجياً سيحميه من مخاطر المتغيرات القادمة.