من ألمانيا إلى حي عشوائي

بساقين اصطناعيين وقلب قوي.. مصطفى يجوب كركوك بحثاً عن لقمة العيش

كركوك – 964

بساقين اصطناعيين يجوب مصطفى يونس شوارع كركوك يومياً، يجمع علب المشروبات الفارغة ليؤمّن لقمة العيش ونفقات علاجه. هذه الصورة تختزل حياة رجل أربعيني بترت ساقاه وأصيب دماغه قبل 24 عاماً بانفجار لغم أثناء عمله راعياً في ناحية قادر كرم، ورغم إعاقته عمل في بيع الدجاج ثم السكائر حتى هاجر عام 2015 إلى ألمانيا، وعلى مدار 9 سنوات خضع لأربع عمليات جراحية، أنفق عليها كل الإعانات التي حصل عليها كمهاجر، لكن إصابته الدماغية بقيت دون علاج لتكاليفها العالية، ولعدم حصوله على الإقامة أو الجنسية الألمانية، عاد إلى العراق ليعيش في منزل شقيقته بحي عشوائي، ورغم مشقة جمع العلب يقول مصطفى إن هذا العمل يغطي نفقة علاجات رأسه البالغة 40 ألف دينار أسبوعياً، ويتيح للناس رؤية وضعه ومساعدته، ويؤكد أن بإمكانه تجاوز هذا الوضع لو حصل على راتب رعاية اجتماعية، لكنه محروم من هذه الإعانة لأنه “لا يملك واسطة”.

مصطفى يونس – لشبكة 964:

عمري 40 عاماً وأصلي من كفري، وأعمل حالياً في جمع علب المشروبات الفارغة من الشوارع لتأمين مصاريفي، خاصة الأدوية التي أحتاجها أسبوعياً لوجع رأسي والتي وتصل كلفتها إلى 40 ألف دينار.

هذا العمل متعب جداً لكنه يتيح للناس رؤية وضعي وتقديم بعض المساعدات، وهو عمل حر استطيع معه التحرك دون قيود، وأخذ استراحة متى ما شئت.

فقدت ساقيَّ قبل 24 سنة إثر انفجار لغم أثناء عملي راعياً في ناحية قادر كرم، وبعدها أصبحت مقعداً وأمضيت سنوات على كرسي متحرك، تمكنت من المشي بعد الحصول على اطراف اصطناعية لكن إصابتي في الرأس تسببت لي ألماً شديداً لا يهدأ إلا بأدوية باهظة الثمن.

في عام 2015 قررت الهجرة إلى ألمانيا ضمن موجات الهجرة الى أوربا، على أمل الحصول على علاج لإصابتي في الرأس، وساقين اصطناعيين تخلصني من الكرسي المتحرك.

بقيت هناك 9 سنوات خضعت خلالها لأربع عمليات جراحية، وقد أنفقت فيها كل ما كنت أتلقاه من إعانات كمهاجر، ونجحت في استعادة القدرة على الوقوف والمشي، لكن إصابتي الدماغية بقيت دون علاج بسبب التكاليف العالية.

لعدم حصولي على الإقامة أو الجنسية، عدت إلى العراق، الآن أعيش مع شقيقتي في منزل متواضع بحي عشوائي في كركوك.

وضعنا المعيشي صعب جداً، فالكهرباء لا تعمل سوى ساعة واحدة في اليوم لتشغيل مضخة المياه، وزوج شقيقتي يعمل في بيع وشراء المواد المستعملة “العتيك”.

أتقن 5 لغات من بينها الألمانية والإنكليزية، ومع ذلك لا أطلب شيئاً سوى راتب رعاية اجتماعية يضمن الخلاص من هذا العمل، لكنني لم أحصل عليه حتى الآن، لأنني ببساطة لا أملك “واسطة”.