مهمة وحيدة بعد انتهاء الصناعة

عباد الشمس يتقاعد ويكتفي بحماية الباميا العراقية.. مشاهد من الحقول

بلد (صلاح الدين) 964

إلى وقت قريب من تسعينيات القرن الماضي، كانت مناطق جنوب صلاح الدين تزدهر بحقول عباد الشمس التي ترافق المارين إلى جانبها على طول طريق عزيز بلد والرواشد والجويزرات، حيث تلاحق الأقراص الذهبية أشعة الشمس طيلة موسم الصيف لتطرح البذور والزيوت مع نهاية الموسم، أما اليوم، فقد عاد المزارعون بشكل خجول إلى زراعة هذا المحصول بعد أن تلاشى تقريباً من الحقول، وتشير التقديرات إلى تقلص المساحات المزروعة بنبات عباد الشمس في كل العراق إلى نحو 400 دونم فقط، ويلقي المزارعون باللوم على عوامل كثيرة من بينها غياب المكننة واضطرارهم للجني يدوياً، فضلاً عن سنوات الجفاف، وكذلك افتقار البلاد إلى مصانع تشتري محصول عباد الشمس الأمر الذي دفعهم إلى زراعة محاصيل أكثر ربحاً مثل الطماطة والباذنجان، ومع هذا.. يحافظ العم توفيق صالح على هذا المحصول، وقد زرع طوقاً منه حول حقل الباميا لحمايتها من الرياح وتبريد التربة.

صور: لأول مرة في السماوة.. ورود عباد الشمس على مد النظر و...

صور: لأول مرة في السماوة.. ورود عباد الشمس على مد النظر والبذور من كردستان

فيديو: طويل القامة حلو المذاق رقيق القشر..

فيديو: طويل القامة حلو المذاق رقيق القشر.. "شمسي" السليمانية "غير"

توفيق صالح – مزارع، لشبكة 964:

قبل فترة التسعينات كانت زراعة عباد الشمس مزدهرة، ولكن خلال هذه الفترة وبسبب غياب المعامل الخاصة بإنتاج الزيوت اتجه أغلب المزارعين إلى زراعة محاصيل أكثر ربحاً مثل البامية والباذنجان والطماطة.

الآن نزرع زهرة عباد الشمس في أطراف مزرعة البامية كمصدات للرياح ولتوفير الظل وبعض الأوقات للأكل، وكل ذلك بسبب غياب المصانع.

أنا زرعت في أطراف المزرعة بمساحة 300 متر فقط، بمعدل 1000 شتلة، ولكن في السابق كانت جميع مناطق الرواشد وعزيز بلد والجويزرات تزرع هذا المحصول.

علي أحمد – مختص في الاقتصاد والإرشاد الزراعي:

هناك أسباب كثيرة لقلة إنتاج المحاصيل كالقطن وعباد الشمس، وبنسبة 90% وأهم تلك الأسباب هي الحاجة إلى مساحات واسعة ووفرة المياه والأيدي العاملة، وكذلك عدم وجود الآلات والمكائن الخاصة، فالمزارع يتبع طريقة الجني اليدوي والأهم هو عدم وجود المصانع فبعد الحصاد..  لا يجد المزارع مَن يشتري عباد الشمس، والبيع يكون فقط في الأسواق ولذلك يتجه إلى محاصيل ذات مردود اقتصادي أفضل.