أفخم العباءات "هاند ميد"

فيديو: حدث مرة حين “هجّت” أبو الخصيب.. حكاية الورشة الماهرة لأم علي

أبو الخصيب (البصرة) 964

أم علي، امرأة بصرية في عقدها السادس، تمتهن الخياطة منذ 40 عاماً وما زالت بذات النشاط والحيوية والدقة، فهي المختصة الوحيدة في سوق أبي الخصيب بخياطة العباءة العراقية التقليدية يدوياً دون استخدام المكائن الحديثة، وهو ما جلب لها زبائن من النجف ومدن الفرات الأوسط ومختلف أنحاء البلاد، حيث بدأت رحلتها منذ ثمانينيات القرن الماضي، بعد أن اضطرت إلى مغادرة البصرة مثل آلاف العوائل مع اشتداد الحرب وتحول المدينة إلى ساحة عمليات، لتترك خلفها المنزل وأرض الوالد الذي امتهن الزراعة، ثم أسست ورشة الخياطة، وهي الآن تملك ورشتين بـ 5 عاملات وتأمل أن يرث ولدها المهنة ليصبح خياطاً ماهراً، ورغم المصاعب التي رافقت رحلتها الطويلة لكن ابتسامة التفاؤل ما زالت تعلو ملامحها الدافئة، وتوصي أم علي النساء بملاحقة أحلامهن فاليأس موت بطيء والحياة لن تنتظر أحداً.

أم علي – صاحبة ورشة خياطة، لشبكة 964:

عملت في العشار وأم قصر كعاملة بسيطة، ثم انتقلت إلى كربلاء، وامتلكت محلاً خاصاً بي هناك، ومن ثم عدت الى البصرة مرة أخرى، ولكن منذ العام 1985 كانت لي ورشتي الخاصة وعملي الخاص، واليوم أدير مشروعي بثقة ولدي ورشتين أخريين وتعمل معي 5 نساء وابنتي إحداهن.

ما يميزني عن غيري من الخياطات هو خياطتي اليدوية للعباءات، وهذا ما جلب لي زبائن من النجف ومدن أخرى، وأنا الوحيدة في أبي الخصيب التي تشتغل العباءات بالخياطة اليدوية، إضافة الى عملي على باقي جوانب الخياطة.

يعمل ابني معي أيضاً في وضع النقوش على الرايات الكبيرة، وأرى فيه امتداداً لطريقي في مجال الخياطة، وأتمنى أن يكمل الطريق لكي يصبح خياطاً ماهراً وهو يتعلم بسرعة الآن.

بالرغم من عدم إكمال دراستي بسبب الظروف، لكنني أمتلك ما هو أثمن، الخبرة، الصبر، والإيمان بالعمل الشريف، ومررت بأوقات شعرت فيها بإحباط كبير، لكن لم أستسلم، وقلت لنفسي إن الذهب يقوى إذا دخل النار، وأنا يجب أن أكون مثل الذهب.

والدي كان يشجع عملنا ويحرص على دراستنا، ولكن بسبب الحرب تركنا الدراسة وانتقلنا خارج البصرة خلال الثمانينيات، وأقول للنساء أن لا يستسلمن لليأس لأنه مثل الموت البطيء ويجب أن يتمسكن بأحلامهن لأن الحياة لن تنتظر أحد.

أبو الخصيب بيئة جيدة أنجبت الأطباء والمهندسين والمثقفين والناس تحترم بعضها هنا وتعيش بسلام.

Exit mobile version