منتظر عبود وشظايا الزجاج

كربلائي يحب أمير قطر ونحت أكبر صورة (فيديو)

الحسينية (كربلاء) 964

يعتبر النحت على الزجاج من الفنون النادرة والصعبة بسبب هشاشة المادة ومحدودية إمكانياتها التقنية، إلا أن شاباً من ضواحي كربلاء نجح في تحويل الصدفة إلى مسار فني متكامل، منتظر عبود من منطقة الصلامية في قضاء الحسينية، اكتشف بالصدفة موهبته في هذا الفن حين خدش قطعة زجاج مكسور بمسمار، ليجد نفسه أمام بداية غير متوقعة، قادته إلى تنفيذ عشرات اللوحات، أبرزها عمل ضخم يصور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني منذ عام 2016، الذي يعتبره شخصاً مؤثراً رغم صغر مساحة دولته، ثم طور عبود أدواته الذاتية معتمداً على مواد أولية بسيطة وتقنيات خاصة، ويشارك لاحقاً في معارض فنية دولية وينال جوائز تقديرية، مقدماً شكلاً فنياً مختلفاً عن السائد، يقوم على الحفر اليدوي الدقيق باستخدام أدوات بدائية، دون أي تدخل ميكانيكي أو تقني.

منتظر عبود – نحات على زجاج، لشبكة 964:

اكتشفت أنني أستطيع النحت على الزجاج عندما تحطم زجاج أحد الشبابيك، فأحضرت مسماراً وخدشت إحدى القطع المتناثرة، فتكونت أمامي صورة، ومن هناك بدأت القصة.

كنت سابقاً رساماً على الورق، لكنني وجدت شغفي الحقيقي في النحت على الزجاج، وتدربت كثيراً حتى وصلت إلى مرحلة متقدمة جداً.

تركز أعمالي على نحت شخصيات مؤثرة في مجتمعاتها، سواء كانت سياسية أو دينية أو فنية أو اجتماعية، وأحدث أعمالي كانت لوحة شخصية لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والتي تُعد من أكبر اللوحات التي نفذتها حتى الآن، نظراً للتأثير الكبير الذي يمثله الأمير على المستويين الإقليمي والدولي، رغم صغر حجم دولة قطر.

يعد النحت على الزجاج من الفنون النادرة، وأعتمد في تنفيذه على أدوات بسيطة جداً أبرزها المسامير، استخدم زجاجاً عادياً بسماكة 4 ملم، وهو ما يتطلب دقة عالية، لأن أي خطأ أو عمق زائد في الحفر قد يؤدي إلى كسر اللوحة بالكامل.

في البداية، كنت استخدم الإضاءة لتوضيح تفاصيل الأعمال، لكنني لاحقاً اعتمدت تكنيكاً مختلفاً، يقوم على ترك الخلفية سوداء لإبراز تفاصيل النحت الأبيض دون الحاجة لأي مصدر ضوء خارجي.

بدأت رحلتي مع النحت على الزجاج في عام 2016، وكنت في البداية أُخفي أعمالي عن الناس، لأني شعرت أنني لم أكن جاهزاً بعد، خاصة في ظل وجود منافسين ذوي خبرة واسعة.

لكن مع الوقت، تمكنت من أدواتي، وبدأت بعرض أعمالي في معارض شخصية، ثم شاركت في فعاليات دولية في كل من مصر، وليبيا، والأردن، والمغرب، ونلت جوائز تقديرية.

أطمح مستقبلاً إلى فتح دورات تدريبية لتعليم فن النحت على الزجاج، ولدي أيضاً مشاريع فنية أخرى أعمل على إطلاقها قريباً.