ساعة ونصف من التوثيق

“أسود على ضفاف دجلة”.. فيلم عراقي من إبداع الكردي المغترب زرداشت أحمد (فيديو)

 الموصل (نينوى) 964

أقام السينمائي زرادشت أحمد، وهو مخرج كردي من السليمانية ومغترب منذ 30 عاماً، عرضاً خاصاً لفيلمه الوثائقي “أسود على ضفاف نهر دجلة” في مدينة الموصل، لمحاكاة نكبة المدينة إبان احتلالها عام 2014، وما تلاها من مأساة نفسية وعمرانية لا سيما مواقعها الأثرية التي تعرضت للتدمير والسرقة، ويتناول الفيلم 3 شخصيات موصليّة أحدهم موسيقار وآخر آثاري مهتم بالتراث وجمع الأنتيكات وثالث يعمل ببيع الأسماك في السوق المحلية، يمثلون تنوع المدينة الثقافي والاقتصادي بقصصهم اليومية ومعاناتهم خلال تلك الفترة، حيث استغرقت فترة التصوير والمعالجة أكثر من 3 سنوات من إنتاج شركة “indie filem bergen” النرويجية.. ويقول المخرج إن الأشهر القليلة المقبلة ستشهد العرض العام للجمهور في جامعة الموصل أو إحدى المنتديات الثقافية، بعد عرضه للمرة الأولى في النرويج ثم الدنمارك، مع عروض لاحقة في الولايات المتحدة وقطر لتسليط الضوء على انهيار الموصل ونهوضها مرة أخرى من بين الركام، وسيعرض الفيلم قريباً في الصالات العراقية وكذلك في أرمينيا، قطر، نيوزيلندا، وفي جميع مدن النرويج، ويسعى المخرج إلى جمع التبرعات لمساعدة صاحب المنزل الذي تم التصوير فيه على أعمال الترميم.

زرادشت احمد – مخرج الفيلم، لشبكة 964:

فيلم (الأسود على ضفاف نهر دجلة) يتكلم عن مدينة منكوبة وهي الموصل تقوم من الدمار وتحاول أن تعالج نفسها من قبل مواطنيها، واستغرق انتاج الفيلم 4 سنوات من البحث والتصوير والمونتاج، والأبطال الرئيسيون أولهم بشار صاحب بيت مهدوم وجامع التحفيات والمهتم بالتراث فخري الجوال، والموسيقار فاضل البدري وهو عازف كمان وعود.

مدة الفيلم ساعة ونصف من إنتاج شركة “indie filem bergen” النرويجية والغاية منه إيصال صوت الموصل لدول العالم وتسليط الضوء على الآثار التي تهدمت، وكذلك التنبيه لحاجة الدولة الى قوانين صارمة تمنع أي حرب أو اعتداء، وضرورة معاقبة الإرهابيين الذين تسببوا بدمار الموصل.

أريد أن أساعد صاحب البيت المدمر في جمع التبرعات من الدول التي سيعرض فيها الفيلم من أجل إعادة بناء منزله القديم والذي يعد ضمن المباني التراثية، وقد جمعنا بعض المساعدات حالياً.

عرض اليوم خاص من أجل أن يشاهد أبطال الفيلم كيف كان دورهم وكيف ظهروا، وإذا كان لديهم اعتراض على مشهد معين وكيف هي ردة فعهلم، ونحن نتعامل مع المواد بشكل حساس، وهي تحضير للعرض الرسمي الذي سيكون نهاية 2025 أو بداية 2026.

عرض الفيلم لأول مرة في النرويج بمهرجان سينمائي في فقرة حقوق الإنسان ونافس عليها، وكذلك في مهرجان سينما اليوم العربي، وسوف يعرض في أرمينيا، قطر، نيوزيلندا، وفي جميع مدن النرويج.

أنا فنان تشكيلي بالأساس ثم تحولت الى إنتاج الأفلام الوثائقية وأعيش في مدينة “ستافانغر” النرويجية منذ 30 سنة، درست فيها السينما والتلفزيون ولدي 7 أفلام وثائقية وقصيرة.

اصلي من السليمانية، وصدمت عندما أتيت للموصل لأول مرة ورأيت الدمار في المدينة القديمة وهذا ما جعلني أبقى فيها لفترة وأعمل فيلماً عنها.

اكتشفت طيبة الموصليين وشعرت معهم بأمان أكثر من مدينتي السليمانية وهذا شعور يراودني لأول مرة، ولم أشعر بغربة فيها وأم الربيعين جميلة ولديها مستقبل جيد في مجال السياحة والآثار وأنا منبهر فيها.

إنتاج أفلام الوثائقية صعبة جداً وما واجهته من صعوبات هي الحصول على الموافقات للتصوير، فالأماكن المدمرة خطرة قد يكون فيها متفجرات، وحتى السفر بين الموصل والسليمانية صعب جداً.

فاضل البدري – موسيقار مشارك بالفيلم:

دوري في الفيلم هو نقل التفاؤل الموجود في الموصل حيث الموسيقى والحياة، وكان التصوير عفوياً بدون أي سيناريو مسبق، ونحن شخصيات الفيلم كنا نتجادل في الكثير من الأحيان حول أفكار معينة خلال مراحل التصوير.

عندما عرض علي العمل في الفيلم شعرت بالفرح لأنه يجب أن ننقل صورة عن مدينتنا والدمار الذي حل بها، والمشاهد جميلة جداً بعفويتها لما فيها من موسيقى وحفاظ على تراث أم الربيعين من قبل صديقي فخري الجوال بحفاظه على قطع تراثية وتجميعها في متحفه الشخصي.