قصة مشقة من تركيا إلى بغداد ثم هيت

الأطقم المتطابقة بين الأمهات وبناتهن الأكثر طلباً عند الخياطة أم مريم!

هيت (الأنبار) 964

أم مريم سيدة من هيت، تعلمت الخياطة من والدتها وطورت موهبتها في تركيا بعد أن تعرضت الأسرة للتهجير عام 2014، وبعد العودة افتتحت محلاً صغيراً في العاصمة، ثم قررت نقل العمل إلى مدينتها هيت مطلع العام الحالي لتفتح مشغلاً وسط المدينة، وتقول إن الإقبال على مشغلها ممتاز حيث أنها تقوم بخياطة أي قطعة بنصف سعر القطعة الجاهزة، وتعمل معها عاملتان في المشغل، كما تطمح لتعليم بناتها المهنة وإطلاق دورات خياطة للنساء، وتشير إلى أن أكثر القطع طلباً هي القطع التوأم بين الأمهات وبناتهن الصغيرات، حيث نقوم بخياطة قطعتين متطابقتين أو أكثر بنفس القماشة والألوان والتفصال.

يسرى أم مريم – صاحبة المشغل، لشبكة 964:

لدي هواية بالخياطة منذ الصغر، إذ تعلمت هذه المهنة من والدتي، وازداد شغفي مع تقدمي بالعمر وتركيزي كان منصباً على تطوير مهنتي.

نقطة التحول كانت في تركيا بعد أن تعرضنا للتهجير عام 2014، وبقيت هناك سنة واحدة دخلت خلالها دورات تدريبية في الخياطة، وتعلمت الكثير وطوّرت مهنتي، وأخذت منهم أفكاراً جديدة وتصاميم تواكب عصرنا.

عدت من تركيا وافتتحت محلاً صغيراً في بغداد وأصبح لدي زبائن هناك وتوسع المحل الصغير إلى مشغل، وبعد مدة قررت الرجوع إلى مدينتي، وتمكنت من افتتاح مشغل وسط المدينة في سوق هيت باسم “أم مريم” منذ أشهر، والإقبال ممتاز بصراحة، فالنساء هنا رحبن بالفكرة وأكدن لي أنهن يفضلن التشاور مع الخياطة بدل إرسال ملابسهن مع أزواجهن إلى خياط.

في مشغلي الحالي عاملتان وأطمح إلى تعليم بناتي الاثنتين هذه المهنة كي يقدمن لي العون في المستقبل، كما أطمح لتوسيع المشغل في المستقبل، وبعد العيد سأطلق دورات خياطة للنساء.

أستطيع خياطة أي شيء تطلبه الزبونة، سواء فستان، دشداشة، بشت، ستائر، وبدقة عالية، كما أن الطلب ينجز بسرعة، ونعمل على تفصيل الطلبات حتى لو جلبت الزبونة صورة فقط.

يصل الفرق بأسعاري مقارنة بالقطع الجاهزة في السوق إلى النصف، مثلاً تصل تكلفة الدشداشة إلى 5 آلاف، أما الفستان يصل إلى 20 ألفاً بينما في السوق يصل إلى 45 ألفاً، وفي الوقت الحالي يكثر طلب الزبائن على تنسيق طقم واحد مع أطفالهم.

أنصح كل خياطة أن تطور عملها وتمكن نفسها وأن تستمر بهذا المجال، فأنا لدي استعداد أن أعمل من الليل للنهار حباً بمهنتي.