عبارة من "ماما" ألهمتها
عراقية تعجن و”تشنك”.. عذراء تدير أول فرن صمون في منطقتها (فيديو)
باطنايا (سهل نينوى) 964
تدير عذراء ليث بنفسها فرن الصمون الوحيد في قرية باطنايا التابعة لقضاء تلكيف، وهو أول فرن للصمون في المنطقة، يخفف عبء المسافة على الأهالي، خاصة كبار السن ومن لا يمتلكون وسيلة نقل، إذ كانوا يضطرون للذهاب إلى تلكيف للحصول على الصمون، وهو من الأساسيات التي لا يمكن الاستغناء عنها، ووثقت كاميرا شبكة 964 عذراء وهي تباشر بنفسها العجن و”التشنيك” وإخراج الصمون من الفرن وتتقن كل المهام، رغم أنها خريجة المعهد التقني وتدرس علم النفس حالياً، وتقول إنها تأثرت بوالدتها المقيمة في أستراليا، وتعمل في مجال صنع المعجنات، وهي تعتقد دائماً أنه ليس ثمة وظيفة ليس بإمكان المرأة إجادتها.
تغطياتنا للخبز العراقي:
نساء ورجال عائلة "متي" يصنعون الحلوى بحب في برطلة.. والأسعار تراعي السكان
جربوا خبز "أم أمير" الشهي.. حين عصفت الظروف استأجرت محلاً وجاءت بتنور البيت
عيون سيدات غماس تتأذى من الغاز ولا مثيل للخبز على طين الفرات (صور)
عذراء ليث – صاحبة الفرن، لشبكة 964:
أنا خريجة المعهد التقني، وحالياً طالبة في كلية التربية الإنسانية قسم علم النفس للدراسة المسائية.
جاءتني فكرة افتتاح المشروع لأن القرية كانت تفتقر لأي فرن، وأردت أن أسهم في تلبية حاجة السكان وتوفير الصمون لهم دون عناء التنقل لمسافات بعيدة.
رغم أهمية المشروع، إلا أن هناك صعوبات وتحديات عدة تواجهني أبرزها الإجراءات المعقدة من قبل اللجان التفتيشية، وارتفاع أسعار المواد الأولية نتيجة غلاء الدولار، حيث يتم شراء كيس الطحين بسعر 49.500 دينار من الموصل، نظراً لعدم توفر المواد الأولية داخل باطنايا.
لم أحصل على دعم مادي من أي جهة بل كان الدعم معنوياً من الأهل والأصدقاء، خصوصاً والدتي التي تعيش في أستراليا وتعمل في مجال الحلويات والمعجنات، حيث شجعتني بعبارتها الملهمة وهي “لا توجد مهنة لا تستطيع المرأة إدارتها، ما دام لدينا الطموح والإصرار، سنصل إلى النجاح”.
يعمل الفرن الذي يعد الوحيد في المنطقة، من السادسة صباحاً حتى الواحدة ظهراً ويضم 3 عمال، فأنا مسؤولة عن تحضير العجين وتقطيعه، ويعتمد على إنتاجنا أهالي باطنايا وقرية باقوفا، نظراً لبعدهم عن تلكيف.
الفرن افتُتح في عام 2020 من قبل أحد أقاربي، لكنه توقف بسبب حالته الصحية، فقمت بشرائه وإعادة تشغيله بعد تطويره وسد احتياجاته، ورغم الفترة القصيرة منذ إعادة الافتتاح، إلا أن الفرن قادر على تجهيز المطاعم والحفلات التي تقام في المنطقة.
عن المشاريع واليد العاملة
سمير شمعون – زبون لشبكة 964:
وجود الفرن يخفف من أعباء السكان، حيث كانوا سابقاً يضطرون للذهاب إلى الموصل أو تلكيف لشراء الصمون، أو يطلبونه من سيارة واحدة كانت تجلب كميات محدودة للمنطقة.
اليوم بفضل هذا المشروع، أصبح الحصول على الصمون أسهل، خاصة بعد تبرع أحد الخيرين في أمريكا بتوزيع الصمون على 60 عائلة متعففة في باطنايا.
مشروع عذراء ليس مجرد فرن، بل خطوة نحو تحسين الحياة في قريتها، ويمثل نموذجاً للمرأة الطموحة التي تتحدى الصعوبات وتساهم في خدمة مجتمعها.