رسالة استخبارات العراق إلى معارضة سوريا.. هذا همس الغرف فلا تخطئوا

964

يتراجع قلق دوائر السلطات العراقية تدريجياً إزاء سيطرة المعارضة السورية على مدينة حلب، ورغم ذلك مازال مجتمع الاستخبارات العراقي يراقب الأحداث غرباً بحذر كما تحدث مسؤول رفيع لشبكة 964 مؤكداً أن مخاوف بغداد محصورة باحتمالين فقط، قد يقود أحدهما أو كلاهما لإعلان العراق الانضمام بقواته الرسمية لأي تحالف دولي جديد مرتقب، لكنه يستدرك بأن العراق “لا يلمس حتى الآن أي بوادر لتحقق أحد هذين الاحتمالين” والأول هو “إعلان إمارة إسلامية تستقطب الجهاديين من القوقاز والعالم” والثاني “خروج العمليات عن الغرب السوري وتمددها إلى الشرق قريباً من العراق”، ويقول المسؤول إن “الرسالة الودية” من “ما يسمى حكومة الإنقاذ السورية” المعارضة وصلت إلى بغداد عبر قنوات أخرى قبل ظهورها في الإعلام “وقد ولدت لدينا رغبة بالاستماع إلى المزيد، غير أن الأحداث المأساوية التي وصلت تقاريرها من مناطق السوريين الشيعة في نبل والزهراء أثبتت أننا مازلنا نراقب تنظيم القاعدة الذي نعرفه جيداً لكن بنسخة جديدة تحاول أن تبعث رسائل تطمين!”.

وبالتزامن أعلن رئيس الحشد الشعبي فالح الفياض أن العراق ليس طرفاً في الأزمة السورية، في تصريح معاكس لتوقعات كثيرة عن دور عراقي مرتقب عبر الفصائل، ثم جاء بيان كتائب حزب الله التي أعلنت أنها لم تتخذ أيضاً قرار المشاركة في تطورات سوريا، ومع هذا قد يبقى تصريح الفياض معبراً فقط عن الفصائل المنخرطة داخل الحشد الشعبي وليس بقية الفصائل غير المنتظمة رسمياً في هيئة الحشد الشعبي، والتي يعبر عنها جسم اعتباري آخر لم يُصدر أي تعليق حتى الآن، هو “الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية”، ويؤكد يحيى رسول الناطق العسكري باسم قائد القوات المسلحة محمد  شياع السوداني، إن الرئيس يتلقى تقريراً كل ساعتين عن ما يجري.

نداء استغاثة شيعة نبل والزهراء إلى المرجع السيستاني والمرشد خامنئي (فيديو)

"رسالة سلام" إلى العراقيين من "حكومة الإنقاذ السورية" المعارضة

وبدأت عمليات تقدم المعارضة في آخر الساعات من تشرين الثاني الماضي بالتزامن مع قرار وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، وعبر قوات مختلفة تضم عناصر وجهات مصنفة على لائحة الإرهاب، واتخذت العمليات تسميات عديدة حيث أطلقت الفصائل المتطرفة على عملياتها “ردع العدوان” متذرعة بأنها تحاول منع قوات الحكومة السورية من التقدم نحو مناطق سيطرة المعارضة، بينما استخدم “الجيش الوطني السوري” المعارض تسمية “فجر الحرية”.

ودخل العراق بالفعل حالة من التأهب والحذر بعد التطورات، خاصةً وأن السيناريو المدمر عام 2014 كان قد بدأ بشكل مشابه حين سيطر تنظيم داعش على مناطق من شرق سوريا ثم تمدد باتجاه العراق، لكن بغداد تبدو أكثر ثقة هذه المرة، ويسرد المسؤولون كثيراً من وجوه الاختلاف بين الحالتين، ويؤكدون أن العراق اليوم أكثر استعداداً على مستوى العسكر والسياسة والمجتمع، إلى جانب أن الفصائل السورية تكرر إطلاق “رسائل سلام” كما في بيان وجهته “حكومة الإنقاذ السورية” إلى سكان مدينتي “نبل والزهراء” وغالبيتهم من الشيعة، وشددت على تطمين السكان نافية أي نية لاستهداف أو إبادة طائفية، كما بعثت المعارضة رسالة إلى “الحكومة العراقية الموقرة”.

ووفقاً للمسؤول الاستخباري الرفيع الذي تحدث لشبكة 964، فإن بغداد تراقب إمكانية إعلان “إمارة إسلامية” في ما يسمى بالمناطق المحررة، وتستعد للتعامل مع هذا السيناريو مع ما يعنيه من تشجيع لاستقطاب المتشددين من دول أخرى لاسيما القوقاز.

أما المسار الثاني فهو احتمالية انتقال التقدم من موقعه الحالي في الغرب السوري “البعيد” إلى الشرق في دير الزور والبوكمال قريباً من حدود العراق، وهو ما يعني أن العراق لن يقف صامتاً حينها.

وأضاف “في حال تحقق أحد هذين المسارين، فإن من بين الأفكار المطروحة داخلياً أن ينضم العراق بفاعلية لأي تحالف دولي قد يتشكل لمحاربة الدولة الإرهابية الجديدة، وسيكون تمثيل العراق بقواته الرسمية” لكن المتحدث يستدرك بالقول “لا نرى بوادر لحدوث أي من هذين المسارين حتى الآن”.

استخبارات العراق: تصورنا كامل عن معارك سوريا ورصدنا تواجد الأتراك

اطمئنوا.. حدود العراق مع سوريا مؤمنة بخندق وجدار وفرقة مدربة – مؤتمر أمني