تدير مكتب "الملكة" في حي النور
المدربة الموصلية أم عمر: “صفر” حوادث.. النساء لا تنقصهن مهارة السياقة (فيديو)
حي النور (الموصل) 964
حتى في سنوات النكبة القاسية، لم تتوقف ابتسام الطائي عن تدريب سيدات الموصل على سياقة السيارات، ومكتبها في حي النور، الذي يحمل اسم “الملكة” صار يشبه أكاديمية ليس لتخريج السائقات فحسب، بل المدربات أيضاً، وهي مع 6 من زميلاتها اليوم تقدم التدريبات اليومية عملياً ونظرياً، بعد أن تلقت أول تدريب على يد زوجها الذي يدير أيضاً مكتباً لتعليم الرجال.
وتوفر “أم عمر” كورساً لمدة أسبوع، وآخر لمدة 12 يوماً مقابل 175 ألف دينار، وهو مبلغ يشمل كل الخدمات، بما في ذلك أي أضرار قد تتعرض لها السيارة أثناء التدريب، وتقول إن السيدات -وعلى عكس الشائع- لا تنقصهن موهبة القيادة ومهاراتها، فهي لم تسجل طيلة أعوام أي حادث من المتدربات لديها.
انطلقي مع كابتن حوراء وتجاهلي المزعجين.. سيدة من بعقوبة تعلم النساء السياقة (فيديو)
ابتسام الطائي – مدربة قيادة سيارات، لشبكة 964:
تعلمت قيادة المركبات عام 2003 على يد زوجي، وخلال فترة داعش كانوا قد منعوا النساء من التعلم أو القيادة ورغم ذلك أردت تدريبهن، وزوجي منذ ذلك الوقت كان يمتلك مكتب تدريب، لذلك اقترحت أن يدرب هو الرجال وأنا أختص بالنساء وقد نجحت الفكرة وكان الإقبال كبيراً، وزاد الإقبال بعد تحرير المدينة وأصبح لدي متدربات كثر.
بحكم أن المجتمع الموصلي محافظ إلى حد ما، قررت أن افتتح مكتباً بكادر نسائي خاص، لكي تكون المتدربة أكثر انسجاماً مع المدربة وقد نجحت الفكرة وبإقبال كبير وجميع المتدربات لدينا متمكنات من القيادة في أصعب المواقف ولم أتلق أي خبر عن أي حادث سير من قبلهن.
مكتبي مجاز رسمياً من مديرية المرور العامة، وتتوفر فيه استراحة للمدربات ومكتب خاص للمحاضرات عن الإشارات المرورية، وكذلك وفرت برنامجاً تعليمياً خاصاً لتهيئة المتدربة قبيل خوضها اختبار إجازة السوق في مديرية المرور.
قمت بإعداد ملزمة خاصة بمكتبي فيها جميع القواعد الأساسية للقيادة، ولدينا كورسات الأول مدته أسبوع بسعر 150 ألف دينار، والثاني مدته 12 يوم بـ 175 ألف، وهي أسعار مناسبة تتضمن تكاليف الوقود واستهلاك المركبة وأجور المدربة وعمولة المكتب، كذلك أي حادث يحصل للسيارة خلال التدريب فإن المكتب هو من يتحمل المسؤولية بكل الأحوال.
هناك من النساء من تأتي لكي تقوي قيادتها وأعطيها دورة لمدة أسبوع، أما التعليم فيكون 12 يوماً وهو الكورس الأساسي ونعمل به منذ سنين، ودائماً ما أقول للنساء أن سر التعلم ليس بكثرة الوقت أو عدد الأيام بل بالطريقة الصحيحة في إيصال الفكرة والمعلومة بشكل جيد.
العديد من النساء أردن العمل فاقترحت عليهن أن يكن مدربات، ومن شروط إعداد المدربة أن تكون ممارسة للقيادة بمدة لا تقل عن 5 سنوات وتعرف جميع المناطق داخل المدينة، فأقوم بتعليمها كيفية التدريب والتعامل مع النساء، وكذلك أرى ردة فعل المتدربة حول المدربة هل هي جيدة أم لا.
منذ 9 سنوات أعمل بالتدريب وكثير من نساء وفتيات الموصل تدربن على يدي وصرت معروفة في هذا المجال، وأغلب المكاتب تطلب مني مدربات للعمل ضمن كادرهم ومستعدة دائماً لإعداد المدربات.
بالوقت الحالي أغلب السائقين الرجال بحاجة إلى ثقافة ووعي في طريقة القيادة، كثيراً ما أرى الرجال يتجادلون فيما بينهم وسط الشارع والعديد منهم يضايقون النساء في القيادة خاصة المبتدئات، ونتمنى من الجميع أن يتثقفوا مرورياً ويحترموا قيادة المرأة.