الكويت أخذت طيور العراق عبر بحيرات صناعية والصين سهلت “الصيد الشيطاني”

964

قال الباحث البيئي والمختص في مجال الأهوار، جاسم الأسدي، إن الطيور غيرت اتجاهها من العراق إلى الكويت، بعد إنشاء الأخيرة بحيرات صناعية من مياه البحر لجذبها، مشيراً في حوار مع الإعلامية زينب ربيع، تابعته شبكة 964، إلى أن الصين ساعدت في انتشار الصيد “الشيطاني” في العراق عبر تصديرها “الطيور البلاستيكية”- يستخدمها الصيادون في الصيد “الجائر”- إلى العراق.

جاسم الأسدي – باحث بيئي ومختص في مجال الأهوار، حوار مع الإعلامية زينب ربيع، تابعته شبكة 964:

ثلاثة أسباب رئيسية لجفاف الأهوار، أولها سياسية دول الجوار المائية، وثانيا سوء إدارة الموارد المائية، وثالثاً هو التغيير المناخي وتأثيرات التغيير المناخي على حوضي دجلة والفرات.

باعتقادي حتى لو حصلنا على حصصنا المائية من دول الجوار، فلن تعود الأهوار إلى سابق عهدها ولن يكون التصحيح كبيرا، لإننا ما زلنا نستخدم أنظمة الري التقليدية السومرية في الزراعة والتي تأخذ من 70% – 85% من المياه السطحية.

هناك 27 فلاح من البصرة يطورون الزراعة في هور الحمّار الغربي ويعتمدون تقنيات ري حديثة بالتنقيط. في الصيف يزرعون ذرة صفراء كأعلاف للجاموس. وعلى مدار السنة يزرعون “بامية” سواء كانت مغطاة أو مكشوفة، دخلهم “ممتاز” وكمية الماء التي يحتاجونها لا تتجاوز 10% من كمية المياه التي تستخدم لنفس المساحة بأنظمة الري المفتوحة.

خسرنا أكثر 35% من قطعان الجواميس، وأكثر من 98% من الثروة السمكية، أما الطيور فغيرت اتجاهاتها فبدل أن تنزل عند “البركة البغدادية” أو “بركة أم النعاج” أو “بركة أم الطيار” في هور الحمّار الغربي، بدأت تتجه للكويت، لأن الكويت أنشأت 4 أو 5 بحيرات صناعية من مياه البحر لجذب الطيور والاهتمام بالسياحة البيئية.

الصين تساعدنا في “الصيد الشيطاني”، فهي تصدر لنا “الطيور البلاستيكية” التي تطلق أصواتاً مشابهة للأنواع الحقيقية، تثبت هذه الطيور البلاستيكية بخيوط القصب على حافات المياه في الفرات أو المجاري العميقة في الأهوار الوسطى، بينما يختفي الصياد مع بندقيته في القصب مع زورقه، وعندما تأتي الطيور في الليل ترى هذه الطيور المزيفة فتنزل إلى الماء، ليبدأ الصيادون بقتلها بنحو جائر.

حصة الفرد العراقي من المياه انخفضت من 1300 متر مكعب في السنة إلى أقل من 600 متر مكعب في السنة، ومع ازدياد عدد السكان في البلاد سوف تقل حصة الفرد تباعاً.

مستوى المياه في سد حديثة ينخفض اليوم إلى ما دون 700 مليون متر مكعب، ولا زلنا نطلق من هذا السد 85 متر مكعب زيادة على المياه التي تأتي من تركيا، وبحسابات بسيطة فالسد يحتاج إلى شهرين و20 يوماً ليخرج عن الخدمة إذا ما بقي الحال على ما هو عليه.