ورشة قرب السهلة تعمل طيلة العام

مهنة حساسة.. إيران معجبة بخبرة ابن الكوفة في صنع ملابس الإمام الحسين

الكوفة (النجف) 964

الشاب علي الحميداوي، المعروف بـ “أبو دانيال” يعمل في واحدة من أكثر المهن العراقية حساسية ودقة، فهو يصنع ثياب الشخصيات التاريخية لاسيما في الأعمال المسرحية المتعلقة بواقعة الطف، والمعروفة بـ “التشابيه”، ومنها ملابس الإمامين الحسين والعباس، بالزيين المدني والعسكري، ويقول إن مهاراته تطورت وصار يتلقى طلبات حتى من الإيرانيين المعروفين بمهارتهم في هذه الشؤون، ومن ورشته قرب مسجد السهلة وسط مدينة الكوفة، قام الحميداوي بتطوير عمله ليشمل شخصيات خارج النطاق الديني، مثل قادة الإمبراطوريات العراقية القديمة، ويقول إنه عمل على صنع ملابس حمورابي وغيره، ويستخدم جلود الإبل والبقر وقطع النحاس والمشمع، وقد وصل إنتاج الورشة إلى نحو 400 قطعة سنوياً، وتتراوح الأسعار بين 20 و250 ألف دينار.

علي الحميداوي أبو دانيال – صاحب الورشة، لشبكة 964:

صناعة الجلود من أقدم المهن في العالم منذ بداية التاريخ، كصناعة الحقائب والدروع والأحزمة وغيرها.

في استعمالات الدروع كان يستخدم جلد الإبل والبقر الذين يتميزان بالمتانة والقوة، كما يستخدم لربط الخيل والسرج و”كرابات” السيف.

يتكون الزي الحسيني التمثيلي أو التشابيه من نوعين، ملابس عسكرية مثل الخوذة والسيف والكسارات والدرع، وأخرى مدنية تتكون من العباية والجبة والشال والعمامة والزي الهندي.

هذه الأزياء دخلت في العديد من المسرحيات غير الحسينية، مثل الأعمال التاريخية كحمورابي وغيرها.

زارني وفد إيراني ذات مرة وطلب مني تجهيزات تشبه بفيلم الرسالة، وقمت بخياطتها يدوياً على أتم وجه.

صناعة الدروع تنقسم إلى 3 أنواع الجلد الطبيعي والمشمع والنحاس، وأكثرها طلباً هو المشمع، بسبب قلة تكلفته.

يصنع السيف من الحديد والفولاذ وحديد “الراصطة”، أما الخوذ فهناك من الجلد وأخرى من النحاس.

في السنوات الأخيرة تزايدت المبيعات بما يقارب 250 – 500 قطعة سنوياً، وأطمح للتطور وزيادة المنتوج في هذا الموسم.

تبدأ أسعار الجلد الطبيعي من 100 ألف، حسب النقشة والتداخل الذي يريده الزبون، أما المشمع فيبدأ سعره من 20 ألفاً، ويصل حتى 250 ألفاً.