سوق القوش يعود قريباً جداً.. طريق تجارة قديم إلى أعالي بلاد النهرين

القوش (سهل نينوى) 964

خلال شهور قليلة أو ربما أسابيع -بحسب سرعة الكوادر- سيعود سوق ألقوش إلى نشاطه، والصمت الموحش ستكسره ضوضاء الباعة والزبائن كما تأمل هناء زلفا التي وُلدت قريباً من هذا المكان وتنتظر بترقب شديد اكتمال أعمال الترميم الذي كان يوماً على طريق تجارة قديم بين نينوى ودهوك إلى أعالي بلاد النهرين، أما كارمن جورج النجار الذي يشرف على إعمار السوق القديم فيؤكد إن تاريخ إنشائه يعود إلى أكثر من 100 عام، وأنه بعد اكتمال العمل سيضم أكثر من 30 متجراً من مختلف النشاطات، ويستذكر الجميع بصمات المطران بولس ثابت حبيب الذي أطلق فكرة ترميم السوق، مع الأب رودي ومتطوعي المدينة من الشباب.

وتقع القوش اليوم ضمن ما يُعرف بسهل نينوى الذي يضم وجوداً تاريخياً للمسيحيين، وتبعد المدينة عن الموصل نحو 50 كم والمسافة ذاتها تقريباً عن دهوك.

هناء عبد زلفا، من أهالي ألقوش، لشبكة 964:

وُلدت في هذا السوق، وكان كل الناس يأتون إلى هنا لأنه كان مركز القوش والمناطق القريبة منه. بعد ذلك، نزح الناس إلى داخل المنطقة وأصبح هذا السوق قديماً ومنسياً، وصارت المحلات فارغة. وقبل 4 سنوات، تقريباً أصبح مهجوراً وكان من يأتي إلى السوق يخاف من هذا المكان.

بعد ذلك، جاء المرحوم المطران بولس ثابت حبيب وشاهد السوق المهجور، وبجهود الأب رودي والشباب فكروا في الترميم وبدأوا منذ نحو ثلاث سنوات. ومنذ ذلك الحين بدأ الإعمار، وأقيمت 3 مهرجانات.

سابقاً كان السوق يضم مختلف المهن والمتاجر.. مثل النجارين والحدادين، والآن، إن شاء الله، ستعود الحركة، وهناك محال جديدة ستفتح من بينها محل خياطة، محل أعمال يدوية، بيع “مسابح” ويوجد الآن صالون حلاقة.

عدد المحلات الموجودة في الجهة الأولى 8 محلات، وفي المقابلة يوجد نحو 20 محلاً.

الهدف من ترميم السوق هو إحياء التراث القديم، لأن المرحوم المطران ثابت كان يرغب في الحفاظ على الأشياء القديمة.

أسماء العوائل المشهورة بهذا السوق: أول بيت هو بيت زلفا، موجود منذ أكثر من 100 سنة وما زال موجوداً. ويوسف بولا، بيت عصام، بيت سعيد النجار، وبيت جلال.

هذ المكان كان مركزاً تجارياً، إذ كان الناس من دهوك والقرى القريبة يأتون ليشتروا ويبيعوا بضائعهم هنا، كان كل شيء متوفراً، ولم يكونوا بحاجة للذهاب لأي مكان آخر.

كارمن جورج النجار، المشرف على إعمار السوق القديم، لشبكة 964:

الفكرة كانت بسيطة جداً، مجموعة شباب ألقوش مع المرحوم المطران بولس ثابت حبيب والقس رودي قرروا إعادة إحياء السوق القديم وإقامة سوق خيري مرة واحدة في الشهر لإحياء التراث.

أقمنا مهرجاناً باسم السوق القديم، وحظي بإقبال كبير من القنوات الإعلامية والناس وحتى من دول الخارج التي بدأت تنضم وتحتفل معنا.

رويداً رويداً بدأت المنظمات تأتي وتتبرع وتساعد في الإعمار.

عدد المحلات حالياً يصل إلى 32 محلاً، بالإضافة إلى كافتيريا ومكتبة تابعة للكنيسة.

سيُفتتح هنا مجموعة صالونات للنساء، بالإضافة إلى مكتبة ومكتب رسم، وعدد من المحلات، وبعد شهرين تقريباً سيباشر الناس أعمالهم تدريجياً.