ووجه رسالة إلى مفوضية الانتخابات

المالكي يطلق حملته النجفية: هذه مدينة آل الصدر وعرين الأبطال

النجف – 964

افتتح رئيس اتئلاف دولة القانون نوري المالكي، حملته الانتخابية في النجف، بتحية الجمهور واستعراض أهمية المدنية، فهي “مدينة الإمام علي بن ابي، ومدينة العلماء والحوزة العلمية.. وعرين الأبطال والمجاهدين، ومقصد الاحرار من كٍِل العالم، كما أشار إلى أن النجف هي مدينة الحوزة الدينية التي حمت العراق على طول التاريخ، ومن منطلق فتوى الجهاد الكفائي لسماحة المرجع السيستاني، ومن “مدينة الشهداء العظام من آل الصدر الكرام” الذين قاوموا النظام بالكلمة والعمل والموقف الشجاع حتى نالوا شرف الشهادة في سبيل الله، كما أكد المالكي على المشاركة الواسعة والواعية في الانتخابات باعتبارها واجب وطني وشرعي لضمان الإصلاح وترسيخ الديمقراطية ومنع عودة الاستبداد، مشدداً على ضرورة حماية القيم الدينية والأخلاقية من محاولات الابتذال والانحراف. ودعا مفوضية الانتخابات إلى منع استغلال المال العام والسلطة في التأثير على الناخبين، مؤكداً أن صوت المواطن يجب أن يكون من أجل العراق أولاً وبناء دولة قوية ومستقرة.

وذكر إعلام الائتلاف في بيان، تلقت شبكة 964 نسخة منه:

النص الكامل لكلمة رئيس ائتلاف دولة القانون السيد نوري المالكي التي القاها خلال الحفل الانتخابي الذي اقيم مساء اليوم في محافظة النجف الاشرف.

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾.

صدق الله العلي العظيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.:

من مدينة الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام، ومدينة العلماء الافاضل والحوزة العلمية، مدينة الشهادة والمواقف الصٍِادقة الشجاعة وعرين الابطال والمجاهدين، مدينة العلم والأدب ومقصد الاحرار من كٍِل العالم، نلتقيكم اليوم لنجدد العهد ونواصل المسير نحو الاصلاح والدفاع عن سيادة العراق وأمنه واستقراره واقامة دولة المؤسسات والقانون، ونشد اليد على اليد لحماية شعبنا من المشاريع المشبوهة التي تستهدف ديننا وعقيدتنا ومجتمعنا بشبابه ورجاله ونسائه.

نحييكم من هنا من مدينة الحوزة الدينية الشريفة التي حمت العراق على طول التاريخ، ومن منطلق فتوى الجهاد الكفائي لسماحة المرجع الديني الاعلى السيد السيستاني حفظه الله، ومن مدينة الشهداء العظام من آل الصدر الكرام الذين قاوموا النظام بالكلمة والعمل والموقف الشجاع حتى نالوا شرف الشهادة في سبيل الله،

والرحمة والرضوان للشهيد السيد محمد باقر الصدر واخته العلوية بنت الهدى، والرحمة والرضوان للشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر ونجليه، ولشهداء الصمود بوجه الاستبداد من كوكبة العلماء المجاهدين من الأسر الكريمة في مدينة النجف الاشرف.

أيها الاخوة والاخوات الكرام..

ندعوكم قبل كل شيء إلى اليقظة والحذر من حملات استهداف القيم والمنظومة الدينية والاخلاقية لمجتمعنا العراقي، ونشر الرذيلة والمشاهد الهابطة عن قصد وتخطيط.

يجب ان لا تكون المنافسة السياسية على حساب الدولة، والمجتمع، وان لا نسمح بتغلغل مشاريع الابتذال، والانحراف، التي تعمل على إضعاف عزيمة العراقيين في التصدي والبناء، هذه المشاريع المشبوهة تستهدف تفكيك قيمنا وهويتنا وتقاليدنا وعاداتنا الاصيلة.

ان اجراء الانتخابات في موعدها المقرر قرار دستوري والمشاركة الواعية فيها واجب وطني وشرعي، لترسيخ التجربة الديمقراطية، ومنع عودة القمع والاستبداد والاعدامات والمقابر الجماعية، ولتصويب وإصلاح العملية السياسية ووقف الهدر والتبذير في المال العام واستغلاله لمصالح حزبية وشخصية وانتخابية، في وقت تعاني الخزينة من نقص كبير يهدد الوضع المالي في البلاد تهديدا خطيرا، كما لا يجوز التفريط بمواقف العراق من قضايا امته والانجرار لمشاريع التخاذل والتنازل عن الحقوق، ونرفض رفضا قاطعا وضع العراق في خانة التطبيع والمطبعين والتوجهات المشبوهة والمواقف الضعيفة.

أخوتي الأعزاء

ان الشعب العراقي من جميع مكوناته، هو المسؤول الأول على الحفاظ على التجربة الديمقراطية، وحمايتها من الفساد والمفسدين، وهو المسؤول عن ترسيخ التعددية والنظام الاتحادي، وليس القوى السياسية كما يتوهم البعض.

وعلى هذا الأساس، فان المشاركة الواسعة والواعية في الانتخابات التشريعية وحسن الاختيار، تمثل تعبيرا حقيقيا عن هذه المسؤولية الكبيرة، التي لا شك في انها مسؤولية وطنية وشرعية واخلاقية.

أن الحفاظ على نزاهة الانتخابات واجب وطني واخلاقي، وأمانة ثقيلة في رقاب المسؤولين عن اجرائها في جميع المراحل، وفي الوقت الذي نشيد بالجهود الكبيرة التي تبذلها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، فإننا ندعوها مجددا إلى تشديد المتابعة والمحاسبة ومنع الخروقات وعدم السماح باستغلال الدولة ومواردها والمال العام في العملية الانتخابية، وفي التأثير على الناخبين، والموظفين والمنتسبين بالأجهزة الأمنية لكسب الاصوات بطرق غير شرعية أو بالترغيب والترهيب التي قد تحصل هنا وهناك، فان ذلك من شأنه زيادة المشاركة الشعبية وتعزيز الثقة وتحقيق الحياد والعدالة والفرص المتكافئة، لغرض انجاح الانتخابات وفق المعايير السليمة.

لا توجد تجربة ديمقراطية في جميع انحاء العالم، وحتى في الدول العريقة في هذه الممارسة، دون عيوب ونواقص، ولا شك انكم تلاحظون ما يحدث في الولايات المتحدة والدول الاوربية من صراعات قاسية وصلت إلى حد استخدام القوة ضد المتظاهرين.

ورغم كل ذلك، وكما يقال، فان أسوأ الديمقراطيات، هي أفضل من الحكم الدكتاتوري والاستبدادي وخصوصا ذلك الذي عانينا منه ابان الحقبة البعثية البغيضة.

فلولا دكتاتورية النظام البعثي المباد، لم يكن بالإمكان زج الشعب العراقي في حروب مدمرة، ولم يكن قد عانى من الحصار الاقتصادي الذي يعد استكمالا لحروب النظام السابق.

اخوتي الكرام.. اخاطب جميع أبناء الشعب العراقي من عرب وكرد وتركمان شيعة وسنة ومسيحيين وايزديين وصابئة، ان لا يتصورا على الاطلاق ان التصويت في صناديق الانتخابات هو من أجل المرشح الفلاني والقائمة الفلانية سوف يزيد رصيدها، لكن الصحيح والاهم، من كل ذلك، ان يكون صوتكم من أجل العراق أولا، ومن أجل الأجيال القادمة، ومن أجل أقامه دولة قوية، ومستقرة ومزدهرة.

. أدعوكم للمشاركة في الانتخابات البرلمانية، لأنها تمثل من الناحية العملية المساهمة الفاعلة والقوية في عملية بناء مؤسسات الدولة على أسس سليمة، وان مجلس النواب هو اللبنة الأولى في عملية بناء الدولة، فالبرلمان هو المحرك الأساس لكل مؤسسات الدولة.

من يريد حكومة قوية وفاعلة، عليه ان يشارك في الانتخابات، ومن يريد اقتصاد قوي وعيش كريم، مؤسسة عسكرية قوية، عليه ان يشارك في الانتخابات، فمن رحم البرلمان تولد مؤسسات الدولة الأخرى، ومن تحت قبة البرلمان، يتم التصديق على القوانين، والتشريعات، ومراقبة عمل وأداء جميع مؤسسات الدولة دون استثناء.

احييكم مرة أخرى وموعدنا معكم من أجل عراق قوي ومزدهر في يوم الحادي والعشرين من الشهر المقبل.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته