964
يكتب الدكتور هشام داود وهو من أبرز المفكرين العراقيين المتخصصين في العلوم الاجتماعية والسياسية، عن خطاب الرئيس الفرنسي ايمانوئيل ماكرون أمام الأمم المتحدة، فهو لحظة سياسية فارقة، لكنه يظل ضمن حدود الضغط الرمزي والأخلاقي، لا القسري. وقد يُسجَّل هذا الخطاب في التاريخ الفرنسي والشرق الأوسطي باعتباره أول اعتراف فرنسي صريح بالدولة الفلسطينية، لكن الأيام المقبلة وحدها ستكشف إن كان هذا الإعلان مجرّد موقف رئيس حالم، أم بداية لتحوّل أوروبي أوسع في مقاربة الصراع.
الجنرال بترايوس يصارح الشرع: أحبك من زمان.. الرئيس ملاطفاً: حالي أصعب من بغداد
السوداني خسر الإطار ولم يربح ترامب.. هشام داود: انتخابات العراق أغلى من فرنسا
هشام داود يكتب عن البابا الجديد وترامب ويقارن الفاتيكان بالحوزة
إيران في العراق “أمر بين أمرين” مع ترامب.. المفكر هشام داود يعود بفكرة
الاعتراف بفلسطين يعني اعترافاً بالقدس.. الصدر شكر الدول “خصوصاً إسبانيا”
مقال هشام داود، الباحث في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، خص به شبكة 964:
في الساعة التاسعة و21 دقيقة من مساء الاثنين 22 أيلول 2025 بتوقيت باريس (العاشرة و21 بتوقيت بغداد)، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، اعتراف بلاده رسميًا بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران 1967، بما يشمل الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية.
خطاب ماكرون المكتوب بلغة فرنسية رفيعة محكمة، لم يكن عابرًا. لا على المستوى الفرنسي، ولا الإقليمي، ولا حتى الدولي. حاول فيه موازنة الرواية الإسرائيلية الرسمية مع حقيقة المعاناة الفلسطينية المتواصلة، مستخدمًا أدوات لغوية وسياسية تُرضي الحليف وتخاطب الخصم وتلامس ضمير العالم.
اعتراف مزدوج بالحق والتاريخ
بدأ ماكرون خطابه بالإشارة إلى ما وصفه بـ”الغياب المزمن للاعتراف المتوازن”، قائلًا: “من هنا، اعترفت الأمم المتحدة عام 1947 بقيام دولة إسرائيل. ومنذ ذلك الوقت، لم يتم الاعتراف بالجزء الآخر من القصة: الدولة الفلسطينية.”.
في هذه الجملة المفتاحية، التي مرّت على بعض المستمعين دون توقف، وضع ماكرون إصبعه على الجرح القديم: الاعتراف بدولة واحدة، وتجاهل الأخرى. وكأنه يقول بوضوح: إذا كان وجود إسرائيل شرعيًا ومستندًا إلى قرار دولي، فإن قيام دولة فلسطين ليس فقط ضروريًا، بل هو أيضًا امتداد للعدالة الدولية ذاتها.
توازن دقيق… وميل واضح
ماكرون لم يُنكر الرواية الإسرائيلية، بل بدأ بها: تحدث عن 7 أكتوبر (تشرين الأول)، عن الرهائن، عن حق إسرائيل في العيش بأمن وسلام، عن اشتراطه فتح سفارة فلسطينية في باريس بإطلاق سراح الرهائن. لكنه سرعان ما انتقل إلى الواقع الآخر، حيث الإنكار المتواصل لوجود الفلسطينيين، وسلب حقوقهم، ومصادرة أراضيهم، مؤكدًا أن الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر.
في سابقة ملفتة، استشهد ماكرون بالشاعر محمود درويش، وبـ”الحلم الفلسطيني”، ما يضيف بعدًا ثقافيًا وإنسانيًا إلى الاعتراف السياسي. كما شدد على أن هناك “أغلبية دولية كبيرة من 142 دولة” باتت تطالب بقيام دولة فلسطينية، بمساعدة وضمانات دولية.
تحذير ضمني لترامب… وإشارة إلى مبادرة عربية منسية
في خطابه، أرسل ماكرون رسالة غير مباشرة إلى دونالد ترامب، مذكّرًا بأن استمرار الحرب قد يهدد حتى إرثه في “اتفاقيات أبراهام”. كما وجّه نداءً صريحًا إلى الدول العربية والإسلامية، داعيًا إياها للاعتراف بإسرائيل، في حال اعترفت الأخيرة بدولة فلسطين وانسحبت من الأراضي المحتلة، في استعادة شبه مباشرة لمبادرة السلام العربية ببيروت التي قدّمها العاهل السعودي الملك عبد الله عام 2002.
أكثر من موقف رمزي
ماكرون هو أول رئيس فرنسي يعترف رسميًا بدولة فلسطين. لا ديغول فعلها، ولا ميتران، ولا شيراك. وهذا لا يعود فقط لتبدّل المواقف الفرنسية، بل أيضًا إلى الواقع المتغيّر في فرنسا نفسها، حيث تتفاقم التوترات الداخلية، ويواجه ماكرون اتهامات من اليسار بعدائه للمجتمعات المسلمة، خصوصًا الفرنسيين من أصول عربية وإسلامية. يبدو أن خطابه هذا جاء أيضًا ليعالج هذا الجانب الداخلي.
هل يتغير شيء على الأرض؟
الواقعية السياسية تفرض السؤال: هل يوقف هذا الاعتراف المجازر في غزة؟ هل يحرّر الرهائن؟ الجواب المباشر: لا. لكن الخطاب يندرج ضمن تصاعد الضغوط الدولية – خاصة الأوروبية – لإيجاد تسوية، أو على الأقل، لإعطاء فرصة جديدة للدبلوماسية.
ورغم البعد الرمزي والسياسي الهام في خطاب ماكرون، إلا أنه يبقى خطابًا لا تُرافقه حتى الآن خطوات ملموسة: لا عقوبات، لا مقاطعة، ولا محاسبة. إسرائيل أعلنت بالفعل أنها تدرس ضم الضفة وغزة، في تجاهل كامل للمبادرات المطروحة، بل اعلنت أيضاً بأن ماكرون ذاته شخص غير مرحب به في اسرائيل!
بين الحلم والواقع
لقد وصفوا سابقاً خطاب الأميركي مارتن لوثر كينغ بعبارة ”عندي حلم” لأنه خاطب ضمير الأمة بشأن حقوق السود. أما ماكرون، من موقعه كرئيس لدولة كبرى وعضو دائم في مجلس الأمن، خاطب العالم بلغة سياسية – دبلوماسية، لكنها لم تخلُ من الشحنة الأخلاقية والإنسانية. ومع ذلك، فهي لا ترعب إسرائيل، ولا تُجبرها على وقف الحرب أو الانسحاب.
فرنسا بين الطموح والقدرة
لطالما رغبت فرنسا بلعب دور الوسيط “النزيه” بين العرب وإسرائيل، خاصة في ظل التراجع الأميركي عن التزامات كثيرة في المنطقة. لكن هذا الطموح يصطدم دومًا بقدرات فرنسا المحدودة، عسكريًا وأمنيًا، في التأثير على معادلات الشرق الأوسط. ماكرون قدّم خطابًا قويًا، يراه العديد من المراقبين تاريخياً، لكنه يفتقر حتى الآن إلى أدوات التنفيذ.
بلادنا عظيمة ولا تحتاج مبعوث ترامب
المشهداني يرد على سافايا: سنقاتل الأعور الدجال والنبي محمد عراقي أيضاً
على لسان رئيس أركانها
إيران تنقل للأعرجي تحذيراً: أميركا تريد احتلال العراق
القاضي زيدان ترحم على المؤسس
رؤساء العراق شاهدوا فيلم الدستور والتعذيب.. والسوداني: لا للانقلابات وبيان رقم 1
بغداد تنتظر زارع الماريوانا سافايا
الحشيشة أنقذت ترامب في أميركا وربما تساعده في العراق! تعليق سليم سوزة
تقرير الأخبار اللبنانية
الفصائل تفاجأت بالعقوبات الأخيرة والحكومة حاولت تهدئتها بتشكيل لجنة مراجعة
“بغداد في مأزق بعد العقوبات”
دبلوماسي سابق: الإطار يعرف كل شيء عن شركات الظل التي تديرها الفصائل
هاشم الكندي اصطف أيضاً
نجم قناة آفاق يلقي خطاباً: منعونا من التظاهر ضد أميركا في بغداد ومساندة فلسطين!
عرض الجميع
