عريضة مرفوعة إلى المرجع السيستاني من البصرة.. لفت عناية للمسألة العراقية

964

توجهت مجموعة “لقاء البصرة” التي تضم نخباً وأكاديميين ومثقفين ووزراء سابقين ومقربين من غرف صناعة القرار في العراق.. توجهت برسالة إلى المرجع الأعلى علي السيستاني، لمطالبته بالتدخل ووقف “استغلال” اسمه في تنفيذ قانون الأحوال الجعفري.

وحذر “لقاء البصرة” من أن القانون يمس بجوهر الرمزية العالية التي حظيت بها النجف ومرجعية السيستاني على مرّ الأزمات والتحديات السابقة ابتداءً من كتابة الدستور والانتخابات وحتى فتوى الحشد الشعبي.

ووفقاً للمعترضين، فإن مسار المرجعية العليا في النجف، وخاصة في عهد الإمام السيستاني، مرّ بأطوار عبر التاريخ وصولاً إلى بلورة مواقف وطنية حظيت بالتقدير المحلي والدولي، وجعلت النجف عاصمة روحية عابرة للهويات والجغرافيا.

وبحسب الموقعين على الرسالة، فإن قانون الأحوال الأخير يهدد بالتقليل من هذا المقام الرفيع للمرجعية، وتحويلها من مظلة تحمي القانون والدولة إلى جهة تحاول أطراف إقحامها كذريعة في مصالح ونزاعات دنيوية وسياسية، لطالما عُرفت المرجعية بالتنزه عنها.

ومثّل البيان محاولة للفت عناية مقام الفقاهة والتماسها للتدخل في وقف قانون الأحوال الجعفري، خاصةً في هذه اللحظة المفصلية في تاريخ الدولة والمرجعية على حد سواء، استناداً إلى المبادئ والوصايا التي رسختها النجف خلال التحوّلات التاريخية طوال أكثر من 3 قرون، وحسمت فيها الجدال والمزايدات السياسية والتدخلات وتوّجت تلك السلسلة حين أقرت مبدأ الدولة المدنية.

وفي الحوار العلماني الديني الذي يشهده العراق بشكل مستمر، تستشهد القوى الوطنية الوسطية بوصايا وخطب وفتاوى المرجع الأعلى ابتداءً بالمواقف فائقة الأهمية التي وثقها السيد حامد الخفاف، الممثل الإقليمي للمرجعية، في كتاب “النصوص الصادرة عن سماحة السيد السيستاني في المسألة العراقية” ووصولاً إلى كل المواقف التي صدرت لاحقاً من منبر كربلاء على لسان الشيخ عبد المهدي الكربلائي أو السيد أحمد الصافي منذ أحداث الربيع العربي حتى احتجاجات العام 2019 في العراق.

وتواصل مجموعة “لقاء البصرة” تسلم الرسائل والتواقيع للانضمام إلى العريضة الموجهة إلى النجف.

الرجال والنساء “تحت رحمة” عبد الكريم قاسم.. تظاهرات وبرلمان وأخطر من “حضانة طفل”

السيستاني لم يستقبل أي نائب بشأن قانون الأحوال.. سياسية نجفية

8 نقاط عن المرأة وعهد الملك وقاسم.. مرافعة حيدر سعيد: لا نزاع مع الإسلام

الشيوعي يحذر من تسييس قانون الأحوال: كسر الإرادات سيمزق المجتمع

اعتداء “جسدي ولفظي” على النساء في النجف.. بيان غاضب ورسالة إلى الرئاسات

منظمة بدر: لا متعة ولا مسيار ورأينا الرجال يبكون عند الجسر المعلق

المتعة والمسيار “شرعيان” في قانون الأحوال الجديد.. حقوقي عراقي يحذر!

وفيما يلي نص الخطاب الذي حمل عنوان “رسالة أهل البصرة إلى المرجع السيستاني”

سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (أدام الله أيامكم)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نحن جمعٌ من أكاديمي البصرة ومثقفيها ووجهائها وشخصياتها العامة، نتوجّه إلى مقامكم الكريم في هذه اللحظة المفصلية التي يمر بها وطننا، إدراكًا منّا لمسؤولية المرجعية الدينية في حفظ سيادة العراق ووحدة مؤسساته وتماسك شعبه.
لقد عُرف عن مرجعيتكم خطابها العقلاني وروحها المتوازنة وتأكيدها الشديد على الالتزام بالمصالح الوطنية العليا للعراق دولة وشعبًا. وها نحن اليوم أحوج ما نكون إلى أن تعلن المرجعية مرة أخرى تمسكها بهذا الدور التاريخي في مواجهة التحديات التي تهدد وحدة الشعب والدولة ومؤسساتها.
إننا اطّلعنا على الرسالة التي رفعها الدكتور علي المـدن إلى سماحتكم بشأن تعديل قانون الأحوال الشخصية وتشريع “مدوّنة الأحوال الشخصية وفقًا للمذهب الجعفري” (جريدة المدى / ع ٥٩٨٩ / بتاريخ ٢١ – أيلول – ٢٠٢٥م)، فوجدنا أنها تضمنت ملاحظات عميقة وجوهرية تكشف عن مخاطر حقيقية تتصل ببنية الدولة الوطنية واستقلالها ووحدة مؤسساتها السيادية وحقوق مواطنيها.
وهنا نؤكد أن الهدف الأعلى لكل مدوّنة أحوال شخصية، في أي بلد، يجب أن يحافظ على أمرين: معالجة المشكلات القائمة في الواقع الاجتماعي الوطني ككل، والحفاظ على مرجعية الدولة الدستورية، في المجالات كافة: التشريعية والقضائية والتنفيذية، بنحو لا يمس السيادة والوحدة الوطنية.
سماحتكم؛
إننا نأمل منكم دعم المسار الوطني الساعي لإيقاف هذا المشروع، وذلك من خلال منع كل أشكال استغلال المقام الرمزي للمرجعية في تمريره، ومؤازرة الجهود الرامية لتطوير قانون وطني موحد يضمن التمسك بالهدف الذي أشرنا إليه في أعلاه.
هذا، وإننا إذ نخاطبكم بهذه الرسالة، نضع ثقتنا في حكمتكم وحرصكم على مصالح العراق العليا، وإيماننا بأن كلمتكم ستظل قادرة على جمع الصف وتوجيه البوصلة بما يحفظ استقرار البلاد وسيادة الدولة وكرامة الشعب.
وتفضلوا بقبول فائق التقدير والاحترام، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن أهل البصرة والعراق عامة
الاثنين 22/ أيلول/2025م
30/ ربيع الأول /1447 هـ

الموقِّعون (الاسم / الصفة):
1. ابتهال عبدالرحمن الأسدي – مستشار تربوي ومديرة مؤسسة تعليمية
2. إبراهيم العبادي – كاتب وباحث ومحلل سياسي
3. أحمد موسى الجراح – باحث
4. أسامة أبو شعير – مستشار تعليم وتنمية
5. أكرم عبد حسن – طبيب استشاري وجراج
6. أنور جاسب الطريف الأسدي – أستاذ التاريخ في جامعة البصرة
7. أيمن السلمان – باحث
8. باسل العطية – مهندس استشاري ورجل أعمال
9. تمام عبد الحميد – صحفي وإعلامي
10. جبار علي اللعيبي – خبير نفطي ووزير نفط سابق
11. جميل مصبح الشحماني – ناشط مدني
12. حسين أحمد التميمي – أستاذ جامعي
13. حيدر آغا جعفر – رجل أعمال
14. حيدر السعد – إعلامي
15. حميد أحمد حمدان – مؤرخ وأستاذ أكاديمي رائد
16. رائد الرحماني – رجل أعمال ومحلل سياسي واقتصادي
17. رائد حنا – رجل أعمال
18. رعد كاظم مهدي المالكي – رجل أعمال
19. رافد الخضار – بروفيسور هندسة ورئيس جامعة
20. رمضان البدران – باحث ومحلل سياسي
21. سرمد الطائي – كاتب وباحث
22. سعد قصي – إعلامي
23. شعبان صدام الإمارة – أستاذ جامعي
24. شكري الحسن – باحث وأكاديمي
25. صباح حبيب صبيح – أستاذ جامعي
26. طارق الإبريسم – باحث ومحامٍ
27. طه ياسين التميمي – مهندس ورجل أعمال
28. عبد الباسط عودة إبراهيم – أستاذ جامعي متقاعد
29. علاء هاشم البدران – مهندس وخبير بيئي
30. علي طاهر الحمود – كاتب وباحث وأكاديمي
31. علي هاشم كاطع الخفاجي – خبير مياه
32. غيث عبدالأحد – صحفي
33. فراس عبدالرسول البدران – عميد كلية النفط والغاز في البصرة
34. فوزي حمزة العطبي – باحث ومترجم
35. ماجد الساعدي – أكاديمي ورجل أعمال
36. مازن هادي إبراهيم السعد – مهندس استشاري
37. ماهر الهلالي – طبيب استشاري
38. محمود داغر – خبير مالي ومصرفي
39. مزاحم الكنعان التميمي – ضابط وبرلماني سابق
40. مصطفى الشاوي – بروفيسور إدارة المشاريع والتنمية
41. نبراس فاخر التميمي – مهندس استشاري
42. نبيل جعفر المرسومي – خبير نفطي واقتصادي
43. نوري عبد النبي ناصر التميمي – أكاديمي وخبير بيئي وبيولوجي
44. هناء أدور – شبكة النساء العراقيات
45. وفيقة المؤمن – سيدة أعمال
46. يوسف علي الأسدي – أكاديمي ورئيس كلية الاقتصاد / البصرة