لبنانية مسيحية عشقت الضابط المصلاوي ثم تشيعت.. الناصرية تتذكر “ست لنده”

الناصرية (ذي قار) 964

يقترن اسم “ست لنده” في الذاكرة العراقية بجامع بارز في الناصرية، فخلف هذا الاسم قصة ممتدة تبدأ من لبنان مطلع القرن العشرين وتنتهي في جنوب العراق.. لنده بشارة غصن المولودة عام 1900 لعائلة مسيحية، درست التمريض في دمشق قبل أن تنتقل إلى العراق في ثلاثينيات القرن الماضي للعمل في مستشفى العراق العسكري، حيث ارتبطت بضابط عراقي من الموصل وانتقلت معه بين مدن عدة قبل أن تستقر في الناصرية بعد تقاعده، في هذه المدينة اعتنقت الإسلام على المذهب الشيعي، وأسهمت في خدمة المجتمع من خلال عملها قابلة مأذونة ودعمها للعوائل المتعففة، أبرز ما تركته خلفها كان تشييد جامع ست لنده في شارع عشرين النعمان عام 1963، الذي اكتمل عام 1964 وما زال قائماً حتى اليوم كأحد معالم المدينة الدينية والاجتماعية، إلى جانب إسهاماتها غير المعلنة في تخصيص رواتب لفقراء المدينة.

فيديو: شعراء سوق الشيوخ سكبوا الماء والحب على قبر العاشقة البولندية “تالا”

عبد الحليم الحصيني – باحث ومؤرخ، لشبكة 964:

المرحومة لنده بشارة غصن، سيدة لبنانية من مواليد 1900، درست التمريض في دمشق ثم جاءت إلى العراق في ثلاثينيات القرن الماضي.

عملت في مستشفى العراق العسكري، وتزوجت من ضابط عراقي من الموصل، وهو نوري عبد الرحمن الشربتي، الذي تنقل معها بين مدن عدة قبل الاستقرار في الناصرية، وقد اعتنقت الإسلام على المذهب الشيعي وأدت الحج أكثر من خمس مرات وزارت الإمام الرضا.

كانت قريبة من أبناء المدينة، إذ خصصت رواتب سرية للفقراء، وبنت جامع ست لنده عام 1964 الذي ما زال قائماً حتى اليوم، عملت أيضاً قابلة مأذونة وأسهمت في ولادة كثير من أبناء جيل الأربعينيات والستينيات.

خضير الصالحي – ناشط مدني، لشبكة 964:

هذه السيدة جسدت التعايش والسلام، وقدمت هدية كبيرة للناصرية ببناء جامع ست لنده وسط المدينة، وما يزال عامراً بالصلوات والمناسبات حتى اليوم، ورسالتها كانت واضحة وهي أن جميع الأديان السماوية تدعو للمحبة والتآخي.

أحمد كاظم – أحد أبناء المنطقة، لشبكة 964:

جامع ست لنده تأسس عام 1964 وما زال يؤدي دوراً مهماً في المنطقة، حيث تقام فيه صلاة الجماعة والمناسبات الدينية والاجتماعية، ويحتضن فعاليات عدة في شهر رمضان، وقد أصبح معلماً بارزاً لأجيال متعاقبة من أبناء الناصرية.