جولة في قارب العم حيدر

فرات الكوفة بلا أسماك! من 50 كغم للصياد إلى “لا شيء”

الكوفة (النجف) 964

تواجه مهنة الصيد في نهر الكوفة تراجعاً حاداً نتيجة عوامل بيئية متراكمة، أبرزها انخفاض منسوب المياه، وازدياد نسب التلوث، واختلاط المياه بمخلفات المجاري، إلى جانب الصيد الجائر، هذه التحولات أدت إلى اختفاء الأنواع المحلية المعروفة من الأسماك، وتسببت في عزوف عدد كبير من الصيادين عن مهنتهم الأصلية واتجاههم نحو مهن بديلة، فيما تحولت الأسواق إلى الاعتماد على الأسماك المستوردة المجمدة، وفي جولة مع الصياد حيدر محمد داخل زورقه، لاحظ مراسل شبكة 964 أن الرجل لم يكد يحصل على شيء بعد ساعات عمل طويلة بينما يقول إنه كان يصيد 50 كغم يومياً حتى قبل 10 أعوام.

صيد وفير في مرسى النقعة.. أسماك الحمرة والسيمو بالأطنان (فيديو)

“السمك كلش غالي”.. الغبار وراء تراجع الصيد في بحر العراق (فيديو)

حيدر محمد – صياد لشبكة 964:

قبل 10 سنوات كنا نصطاد 50 أو 25 كيلو من الأسماك، أما اليوم فلا يوجد شيء، فالماء كله ملوث، ولم يعد هناك سمك، وحتى الماء نفسه سرقه منا التلوث.

ازداد التلوث بشكل كبير وقضى على الثروة السمكية، وهذا التلوث ليس بسيطاً بل أثر في البشر وأيضاً على مهنتنا.

نحن عائلة صيادين منذ أيام جدي وأبي، واليوم حتى ابني لم يعد يستطيع الاستمرار. قبل 10 سنوات كنا نخرج بـ 50 كيلو من السمك، أما اليوم فلا نحصل حتى على 1 كيلو، فمن الصباح حتى الظهر نعمل بلا جدوى، ولا نحصل على رزق.

الأسماك الجيدة مثل الشبوط والكطان والبني اختفت، ولم يبق سوى أنواع قليلة مثل الشانگ.

لم تعد مهنة الصيد كما كانت، فالماء أصبح قليلاً ومليئاً بالتلوث، حتى إن معظم الصيادين تركوا مهنتهم، حيث صار السمك يستورد مجمداً من تركيا وإيران، وطعمه ليس كالسمك المحلي.

الوضع أصبح صعباً للغاية لا ماء ولا سمك، والناس تعبت، وتراجع عدد الصيادين في نهر الكوفة من عشرات الصيادين الذين كانوا يبيعون كميات كبيرة في الأسواق، إلى 3 أو 4 فقط بالكاد يجدون قوت يومهم.

معظم الصيادين الذين تركوا المهنة اتجهوا إلى أعمال البناء والتكسي لتأمين لقمة العيش لعوائلهم، واليوم باتت مهنة الصيد في الكوفة شبه منتهية.

Exit mobile version