فيديو: انتظروا إشارة الرادود.. نص أو دگة ونص ولطم كربلائي في بغداد

الحسينية (بغداد) 964

لم يعد مضيف أبا الفضل العباس الذي تأسس عام 2016 في قضاء الحسينية شمال شرق بغداد، مجرد مكان لتقديم الطعام أو استقبال المعزين في شهر محرم، بل تحول إلى محور ديني واجتماعي يستقطب مئات الزائرين يومياً خلال جميع المناسبات، عبر تنظيم مجالس عزاء تحافظ على الطابع الكربلائي في اللطم والقصيدة، وتقام وفق منهجية المدرسة الكربلائية، بإيقاع “دگة دگة ونص” الذي يعد من أبرز سمات العزاء الحسيني في كربلاء وتقاليد الرادود الراحل حمزة الزغيّر. ويستمر هذا المضيف بإحياء المجالس خلال ليالي شهر محرم والليالي الفاطمية، فضلاً عن استذكار الإمام علي في شهر رمضان، ويقدم يومياً ما بين 500 إلى 600 وجبة طعام، إلى جانب تقديمه خدمات مجالس العزاء “الفواتح” لأهالي المنطقة بشكل دائم.

عباس الكربلائي – رادود لشبكة 964:

تشرفنا اليوم نحن أهالي كربلاء، بحضور مجلس عزاء مضيف أبا الفضل العباس، وكان الرادود حسين الزغير الكربلائي من رواد هذا المنبر الشريف.

يتميز العزاء هنا بأداء اللطم الكربلائي المعروف بإيقاع “دكَة دكَة ونص”، والذي يؤديه أهالي كربلاء بوصفه امتداداً للمدرسة الكربلائية، التي تُعد واحدة من المدارس الخالدة في مسار العزاء الحسيني.

وقد ساهم في تأسيس هذه المدرسة رواد كبار مثل المرحوم حمزة الصغير، حمزة الكبير، وقبلهم حمزة السماك، وحسين التريري، وغيرهم ممن تركوا أثراً بارزاً في هذا الفن العزائي.

اللطم يُؤدى بإيقاع “الدكَة ونص” أو “ثلاث دكَات”، ويُعد هذا الأسلوب منضبطاً في الإيقاع والتنظيم.

وكان العزاء يُنظم في السابق على شكل دوائر صغيرة ضمن مواكب التراث الحسيني، أما اليوم ومع توسع الحسينيات وازدياد أعداد المعزين، فقد أصبح يُنظم على شكل حارات متوازنة.

وتُردد خلاله قصائد خالدة لا تزال في الذاكرة، مثل قصيدة “كلي يلميمون” و”أمست”، وغيرها من القصائد التي كان يؤديها حمزة الصغير.

في الوقت الراهن، نلاحظ دخول الحداثة في بنية القصيدة الحسينية، لكننا كجمهور نوصي الرواديد بالالتزام بالضوابط الفنية والأسس الأصيلة لهذه المدرسة العريقة، حتى تظل القصيدة محتفظة بهويتها وروحها.

حسن الماجدي – مسؤول الإدارة المضيف، لشبكة 964:

يتشرف مضيف أبا الفضل العباس بإحياء مجالس العزاء الخاصة بالإمام الحسين وأخيه أبا الفضل العباس، وشهداء واقعة الطف.

تأسس المضيف عام 2016، ويقيم مجالسه في الليالي العشر الثانية من شهر محرم الحرام، إلى جانب المجالس الفاطمية المرتبطة بشهادة السيدة الزهراء وأم البنين، وكذلك استشهاد الإمام علي في شهر رمضان.

ويستمر نشاط المضيف على مدار السنة لخدمة أهالي المنطقة في إقامة الفواتح والمجالس العزائية، مع توفير كادر مختص للطبخ والخدمة.

وتقدم هذه الخدمات مجاناً بالكامل، بما يشمل جميع الاحتياجات التي تتطلبها مراسم العزاء أو الفاتحة.