بُني على حوطة الزهيرية وتملؤه التراويح
مفتاح طوله متر لبوابة مسجد أهل نجد في الزبير وعلى القفل اسم الأمير
الزبير (البصرة) 964
مع واحدة من أواخر موجات هجرة أهل نجد إلى العراق وتأسيسهم مدينة الزبير الحديثة.. بُني مسجد الزهيرية وسط المدينة، وما زال يحافظ على تفاصيله المعمارية منذ تأسيسه قبل 125 عاماً، وما يزال بابه المصنوع يدوياً من خشب محلي صامداً كما هو، بينما القفل الحديدي الذي يحتوي نقشاً باسم الإمام علي يعمل حتى اليوم وبمفتاح واحد لا نسخة له، يحتفظ به الحارس والمؤذن عبد الناصر لقمان، وكان طول المفتاح نحو متر قبل أن يقصره المؤذن بما يسمح بحمله في الجيب، ويقع المسجد في منطقة كانت تعرف سابقاً بـ”حوطه الزهير”، ويمكن القول إنه تأسس أصلاً على الباب الذي كان يُغلق الحوطة، وكان طينياً قبل أن يعاد بناؤه في رمضان عام 1988 باستخدام الطابوق وبإشراف أهل حي الزهيرية، وبقي الباب نفسه دون تغيير، ويروي لقمان مواقف طريفة تحصل بسبب الباب العملاق المحكم، حيث يُغلق في بعض الأحيان على المصلين، ويضطرون للاتصال به للتصرف.. ويشهد المسجد أكبر حضور خلال شهر رمضان في صلوات المغرب والعشاء والتراويح، حيث تفرش سفرة الإفطار في فناء المسجد للصائمين من الأهالي والمارة.
هنا نقشبندية أبو الخصيب وذاكرة بلد سلطان الصوفية منذ عام 1700 (فيديو)
حفريات "خطوة الإمام علي".. جامع البصرة القديم بأسرار العرب و"طابوقة يوم القيامة"
أهل نجد في العراق بنوا هذا المسجد ليس من أجل الصلاة فقط (فيديو)
عن الكنوز والآثار العراقية:
عبد الناصر لقمان – حارس ومؤذن، لشبكة 964:
تعد بوابة الزهيرية من أقدم البوابات في المنطقة، حيث كانت تقع في الأصل ضمن “حوطة” أو ساحة تعود لعائلة الزهيري، وعندما هدمت هذه الحوطة، أعيد بناء المسجد في موقعها ليشرف عليه المشرفون الذين تولوا رعاية الجامع من أهالي المنطقة.
القفل المثبت على الباب هو نفسه منذ أن تأسس المسجد قبل 125 عاماً، ولم يستبدل طوال تلك العقود، بل ما يزال يؤدي وظيفته بدقة، وقد صنع المفتاح من الحديد التقليدي، وكان طوله يقترب من متر، ثم قمنا بتقصيره ليسهل حمله في الجيب وما زال طويلاً وصالحاً للاستخدام حتى الآن.
أما الباب فمصنوع من خشب محلي وبطريقة يدوية تعكس مهارة الصناع الأوائل الذين أسسوا المسجد، في وقت لم تكن فيه الآلات ولا المواد الحديثة متوفرة، كما أن النقش الموجود على القفل يحمل اسم الإمام علي، وهو نقش تاريخي يضفي رمزية روحية على مكونات المكان.
البوابة بقيت ثابتة رغم تجدد بناء المسجد في رمضان عام 1988، بعد أن كان مبنياً من الطين وتحول إلى الطابوق، وما يزال شكلها على حاله منذ ذلك التاريخ.
الموقف الطريف المتكرر، هو ما يحدث أحياناً بعد انتهاء الصلاة، حين يغلق الباب من الخارج، ولا يتمكن بعض المصلين من الخروج، فيتصلون بي أو يرسلون أحداً إلى منزلي لطلب المفتاح الوحيد الموجود لدي لفتح الباب.
بدأت بالصلاة في المسجد عام 1993، ثم توليت الأذان بعد عام 2005 عقب الأحداث الأمنية، وتم تثبيتي رسمياً كمؤذن في عام 2007.
أكثر الأوقات ازدحاماً في المسجد تكون خلال شهر رمضان، حيث يشهد حضوراً لافتاً، لا سيما في صلوات المغرب والعشاء والتراويح، وتفرش السفرة في فناء المسجد للصائمين من الأهالي والمارين.