ربما على مكتب السوداني مشاهدة هذا

يا فقراء الكرخ اذهبوا إلى “أم فرح”.. طعام بخبرة تركيا وأسعار الناصرية

البيجية (بغداد) 964

14 عاماً من الاغتراب في تركيا هرباً من التهديدات التي تعرض لها “أبو فرح” بسبب انتمائه للقوات الأمنية العراقية.. انتهت بعودة العائلة إلى بغداد، وافتتاح مطعم تقدم فيه “أم فرح” كل خبراتها التي اكتسبتها في تركيا، وعلى رأسها “تشي كفتة” أو الكبة النية، ويقع مطعم “عائلتي”، في منطقة البيجية، قرب المنصور، وهو مشروع يلخص قصة كفاح عائلة، كما أنه يهتم بذوي الدخل المحدود، ويوفر وجبات بـ 3 آلاف دينار، وهو مبلغ اختفى من “مينيو” معظم المطاعم، حتى أن أحد الزبائن يقول إنه يفتقد هذه الأسعار التي لا يجدها إلا في مدينته الناصرية، وتطهو “أم فرح” المخلمة بأنواعها، العروك، الباقلاء بالدهن الحر والبيض، إلى جانب أطباق غداء تقليدية كالدولمة، والسمك، والتمن بالمرق، كما أنها تطلب من الحكومة العراقية مساعدتها لتندمج العائلة من جديد في الحياة، وذلك عبر إعادة زوجها إلى الخدمة في وزارة الداخلية.

أم فرح – صاحبة مطعم عائلتي، لشبكة 964:

بدأنا هذا المشروع بعد أن عدنا إلى الوطن، حيث كنا قد اضطررنا للسفر والتهجير قبل نحو 14 سنة.

زوجي كان منتسباً في وزارة الداخلية، لكنه ترك العمل بسبب التهديدات آنذاك، ثم أُدرج اسمه ضمن المفصولين نتيجة الغياب، بعد أن اضطررنا لمغادرة البلاد.

عدنا ونحن لا نملك عملاً ثابتاً ولا معيناً، فقررنا أنا وزوجي أن نبدأ مشروعنا هذا بإمكانات بسيطة، والحمد لله على التوفيق.

نقدم في المطعم وجبات الفطور الصباحية، مثل المخلمة، عروق اللحم مع البيض، الباقلاء بالدهن الحر الأصلي، ووجبات الغداء مثل التمن والمرق بأنواعه، وكل ذلك بـ3 آلاف دينار، دعماً للطبقات الفقيرة.

نحن موجودون في منطقة المنصور، ونقدم أيضاً أطباق القوزي، السمك مع التمن، الدجاج على التمن، وأنواع الرز الأربعة.

خلال فترة إقامتنا في تركيا، كانت لدينا فرصة للمعايشة المجتمعية، والتعرف على تفاصيل حياتهم اليومية وثقافتهم الغذائية، ومن بين ما تعلمته هناك طريقة إعداد “التشي كفته”، وهي معروفة في بلاد الشام باسم “الكبة النية”.

وبفضل الله أتقنت تحضيرها وأصبحت أقدمها اليوم في مطعمي المتواضع، وقد لاقت استحساناً كبيراً، خصوصاً من الذين لم تتح لهم فرصة السفر أو التعرف على هذا النوع من الطعام.

بمرور الوقت بدأ الناس من المناطق المحيطة بنا يتعرفون علينا، ويقصدون مطعمنا لتجربة الأطعمة التي نقدمها، وخاصة العمال الذين يأتون لتناول وجبات بسيطة بسعر 3000 دينار.

أتمنى من الحكومة تقديم دعم لي سواء عبر الالتفات إلى مشروعنا هذا لتطويره، أو أن تقدم الدعم لزوجي الذي فُصل من وظيفته رغم خدمته، بسبب الظروف القاهرة التي مررنا بها، فهو أب لأربع بنات، والوضع المعيشي ليس سهلاً، في ظل الغلاء وارتفاع الإيجارات.

باسم كريم – أحد زبائن المطعم، لشبكة 964:

يذكرني هذا الطعام بطعام أهلي، بطعام والدتي، فهو لذيذ حقاً، بل أكثر من ذلك فأين يمكن أن تجد مطعماً في المنصور يقدم وجبة كاملة بثلاثة آلاف دينار فقط؟، إنه يشبه حالنا في الناصرية، ويخدم البسطاء من الناس، أولئك الذين يعملون بأيديهم مثلنا.